الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

الفتاوى

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

الفتاوى

أما الأخ محفوظ علي محفوظ من شنهور – قوص – قنا . فكتب أربع صفحات من القطع الكبير عن أرباح البنوك مقارنًا إياها بسعر الذهب ، وبيَّن أن المودع يخسر في مقابل من اشترى ذهبًا بدلاً من إيداع في البنك ، ويشير بذلك إلى إباحة أرباح البنوك الربوية ، وهو إن نفى الربا كما زعم عن المودع فقد أثبته بذلك للبنك ؛ لأنه أخذ 100 جم ؛ فبخس صاحبها وردها له 84 جم ، كما وضح في ورقته ، وقد نقل الحكم عن مجمع البحوث الإسلامية في قوله : ( النقد الورقي جنس نقد مستقل له أحكام الذهب والفضة في الربا والزكاة وغيرها من الأحكام ) ، فكان هذا كافيًا للرد على ورقته المطولة .
أما طلب معرفة النصاب وتقديره بالذهب أو الفضة فلا يجعل النقد الورقي يصبح ذهبًا ولا فضة ، ونذكر السائل بقول الله تعالى في سورة البقرة : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقومُ الذي يتخبطه الشيطنُ من المس ذلك بأنهم قالوا آنما البيعُ مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظمةٌ من ربه فانتهى فله ما سلف وأمر إلى الله ومنْ عاد فأولئك أصحبُ النار هم فيها خلدون (275) يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ) [ البقرة : 275 ، 276] .
وندعو السائل أن يتدبر كلمات الآية تدبرًا واعيًا ؛ فسيجد كفاية في نصها ، فعندما يشتبه الربا بغيره ، حيث قال الذين يأكلون الربا : ( إنما البيع مثل الربا ) [ البقرة : 275] فكان جوابهم : ( وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءهُ موعظةٌ من ربه فانتهى فلهُ ما سلفَ ) [ البقرة : 275] وأعجب من قولك أن قلت عن إيداع الأموال في البنوك بالربا مقاربًا إياه بإخراج الزكاة منه : إن البنوك أخف الضررين ، فهل إخراج الزكاة ضرر ؟! وهل يطلب من العبد أن يجمع الرزق للمستقبل ؟!
تذكر أخي الكريم أن الله سبحانه وتعالى قال : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ(55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) [ الذاريات : 55 – 58] .
فلا تظن أن نقص المال بالزكاة ضرر ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث أقسم عليهن : ما نقص مال عبد من صدقة …) ، فكيف نسمي إخراج الزكاة ضررًا أكبر وإيداعها في البنوك ضررًا أقل منه ؟! نحب أخا الإسلام أن نتعاون على البر والتقوى .
يسأل فيهم شحاتة عرفة من السعيدية : بلبيس :
1- حينما نزل آدم وحواء إلى الأرض أين نزلا ؟
2- وحين ماتا هل تم دفنهما في الأرض ؟ أم رفعا إلى السماء ؟
والجواب : روى الطبري في تاريخ عن قتادة وسعيد بن جبير وأبي العالية من التابعين وعن ابن عباس وعلي بن أبي طالب من الصحابة أن الله – عز وجل – أهبط آدم إلى الأرض فنزل بالهند ، وحواء بجدة .
قال ابن عباس : في أُهبط آدم بالهند وحواء بجدة ، فجاء في طلبها حتى اجتمعا ، فازدلفت إليه حواء ، فلذلك سميت المزدلفة ، وتعارفا بعرفات ، واجتمعا بجمع ، فلذلك سُميت جمعًا .
وحين مات آدم وحواء دفنا في الأرض بيقين ، ولا يصح أنهما رُفعا إلى السماء ، فلم يرد بذلك خبر يعتمد عليه ، والدليل على ذلك عموم قول الله تعالى : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ) [ طه : 55] .
قال الطبري : واختلف في موضع قبر آدم عليه السلام ، فقيل : دفن بمكة في غار أبي قبيس ، وقيل في بيت المقدس ، وقيل : في الجبل الذي أهبط عليه في الهند .
وهذه الأقوال في موضع هبوطه وموضع دفنه من المقطوعات والموقوفات التي يعتمد أكثرها على ما عند أهل الكتاب ، وقد أجاز النبي صلى الله عليه وسلم أن نروي أخبارهم ، ولكن بشرط ألا نجزم بصحتها ولا ببطلانها ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) ، وقوله : ( لا تصدقوهم ولا تكذبوهم ) .
وأخيرًا فالعلم بهذه الأشياء لا يترتب عليه عمل ، فهو علم لا ينفع ، والجهل به لا يضر ، والسكوت عنه خير ، والله أعلم .
يسأل س . أ . م . من مرسى مطروح . ورد في الحديث : ( ما من رجل مسلم يصلي عليه الجنازة أربعون لا يشركون بالله شيئًا إلا شفعهم الله فيه ) ، فهل يعني هذا أن دعاء المصلين على الجنازة لا يقبل إذا كانوا أقل من أربعين ؟
الجواب : هذا حديث صحيح ، وفيه من الفوائد أن الأحياء يشفعون في الأموات ، وشفاعتهم هي قبول الله تعالى دعاءهم للأموات ، ولهذا شرع الله تعالى الصلاة على الجنازة ، ورغب فيها ، وعظم ثوابها ، فمن صلى على الجنازة فله قيراط من الثواب ، والقيراط مثل جبل أحد ، كما ورد في الحديث الصحيح .
وكلما كثر المصلون على الجنازة كلما كثر الداعون الشافعون وزاد الرجاء في قبول الله تعالى دعاءهم ، أو دعاء بعضهم ، ولهذا جاء الحديث بالحث

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا