العالم الإسلامى
الأكراد .. المظلومون الذين خذلهم المسلمون !
للشيخ / أحمد محمد موسى حسنين
مدير منطقة الوعظ والإرشاد بالقليوبية
الشعب الكردى شعب مسلم سنى فى معظمه يعيش بينه نسبة ضئيلة من الشيعة ولا يتجاوز هؤلاء نسبة 2% من هذا الشعب .
والشعب الكردى يزيد فى عدده من عشرين مليون نسمة ، وهو سليل أعراق إسلامية شهد لها تاريخ الحضارات بإنجاب بطولات عظيمة من أمثال صلاح الدين الأيوبى وتعود أصول هذا الشعب إلى حضارة بابل حيث حكمتها قبيلة جودى التى كانت تسكن أصلاً فى جزيرة بوحتان ومناطق أخرى مجاورة .
وقد دخل الأكراد كلهم فى الإسلام منذ البداية ، وتوجد بينهم حالياً بعض الفرق الضالة نتيجة للخلافات المذهبية التى ظهرت فى وقت من الأوقات بين المسلمين عامة ، كما توجد قلة من النصارى بين الأكراد وأغلب الظن أنهم من بقايا الآشوريين والأرمن الذين عاشوا منذ القدم فى المنطقة الكردية .
وكان لهذا الشعب صراع مع الفرس والسلاجقة وغيرهم ، كما كان لهم مع جنكيز خان وتيمور لنك معارك ومواجهات هزم فيها جنكيز خان ورجع أيضاً تيمورلنك خائباً .
ومن أشهر الشخصيات الكردية فى التاريخ الإسلامى أبو مسلم الخراسانى مميت دولة بنى أمية ومحيى دولة بنى العباس . ولما قيل له ما سبب خروج الدولة عن بنى أمية ؟ قال : لأنهم أبعدوا أولياءهم ثقة بهم . وأدنوا أعداءهم تألفاً بهم . فلم يصر العدو صديقاً بالدنو وصار الصديق عدواً بالإبعاد .
ومن أشهر الشخصيات الكردية أيضاً القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى الذى هزم العرب الصليبى وطرد جنوده من بيت المقدس إنه القائد المسلم الغيور على دينه ومقدسات الإسلام . إننا نتمنى لو وجد مثله الآن ليعيد العزة إلينا بيت المقدس بيت العزة والكرامة إننا نناجيه وهو فى قبره ونقول له :-
قم يا صلاح الدين طهر قدسنا
من كل دجال ومن عبدان
عادت جحافلهم تدنس أرضنا
وأراهم عادوا بلا صلبان
وتكالب الخصم اليئم على الحمى
شرق وغرب فى العدى سيان
والمسلمون تزعزعت نياتهم
وتسابقوا فى اللهو والخسران
حسبوا التمدن فى سلوك طريقهم
فمشوا إليه بهمة العجلان
أين يعيش الأكراد :
يعيش الأكراد على أرض كردستان الموزعة إلى خمسة أقسام فى كل من : إيران والعراق وسورية وتركيا وروسيا .
وهذا الشعب يتطلع منذ عشرات السنين إلى وحدته وجمع شمله لم يجد من العرب نصيراً ولا من المسلمين معيناً . وكلما تفوه بكلمة من أجل أهدافه الإسلامية تلاحقه الضربات التى تكتم أنفاسه وتشرد أطفاله وترمل نساءه . فكم من ضربات أنزلها به صدام وهى ضربات لم يقع مثلها فى تاريخ النازية . لقد صربهم بالغازات السامة التى راح ضحيتها الشيوخ والنساء والأطفال وكان ذلك على مرأى ومسمع العالم الإسلامى كله . ثم بعد حرب الخليج لوحت لهم أمريكا بأنها ستناصرهم نكاية فى صدام . ولكنها سرعان ما أعطت ظهرها لهم لأنها عرفت أنهم أبناء عقيدة الإسلام .
ثم بعد ذلك جاء تركيا تلاحقهم بالضربات حتى داخل أرض العراق متجاهلة القوانين الدولية وكل هذا كى تكبت صوتهم الذى ينادى بالحرية والاستقلال وبالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله . وأصم العالم الإسلامى أذنيه حتى لا يسمع لهم صوتاً وحتى لا يستجيب لاستغاثتهم . ثم عقد مؤتمر لبعض الدول التى تستعمر هذا الشعب وقرروا جميعاً عدم السماح بإقامة دولة كردية .
وقد فرض تعتيم إعلامى على هذا الشعب فلم يكن له حظ فى سائر وسائل الإعلام العالمية عامة والإسلامية خاصة .
وهذا الإهمال الذى ساعد فى تمزق الشعب الكردى المسلم دفع فئة من الأكراد المثقفين لتأسيس الجماعة الإسلامية الكردية فى إطار حزب يمارس بعض الأنشطة الفكرية والسياسية مستهدفاً جمع الشعب الكردى على مبادئ الإسلام . مع تأصيل مفاهيم الإسلام السليمة فى ذهنية هذا الشعب .
وقد أطلقت الجماعة على نفسها اسم ” بارتيا إسلاميا كردستانى ” واشتقت من هذا الاسم رمزاً من بدايات حرفه ” باك ” .
وقد صرح مسئولو الحزب بأنهم أقاموا حزبهم لتخليص الشعب الكردى من أوهام الأفكار العلمانية ، وملء الفراغ الفكرى فى صفوف الأكراد وذلك وفق أصول الدعوة الإسلامية .
يقول الدكتور هوشيار مسئول اللجنة الإعلامية لحزب ” باك ” :
( القضية الكردية هى قضية المسلمين . وعليهم أن يعينوا هذا الشعب على التخلص من الظلم الواقع عليه .. ونحن نطرح فقط مفهوم دولة الشعوب الإسلامية المتحدة التى تعنى أن لكل شعب حق إقامة دولته على أرضه ونور شرع الله ثم يتألف من هذه الدولة مجلس للأمة يمثل كل الدول ويقوم هذا المجلس بانتخاب الخليفة ) وإذا كان لكل حزب أهداف يعمل من أجل تحقيقها فإن أبرز أهداف بارتيا إسلاميا كردستانى هى ما يأتى :-
1- بث الوعى الإسلامى فى صفوف أبناء الشعب الكردى لتوعية هذا الشعب بدينه وتبصيره بالإسلام المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية .
2-


