العالم الإسلامي ملف العدد
النفق اليهودي … وتدمير الأقصى !!
تحليل أخباري بقلم : جمال سعد حاتم
ما أروع أن يأتي رد الفعل معبرًا عن شعور وأحاسيس مشتركة للشعوب والقادة … والحكام … والمسئولين … فبرغم التخاذل الذي نحسه من قادة المسلمين عندما تقع كارثة … إلا أن ثورة الغضب الفلسطينية وعدم الرضا عن ما يقوم به اليهود بزعامة هذا النيتانيا هو الملعون ، وقصة النفق اللعين ، قد حركت المشاعر لدى الحكام … والشعوب … وكعادة حكام المسلمين الانتظار إلى أن تقع الكارثة ويكون الفعل ، وبعد ذلك يأتي رد الفعل ، فبينما الضربات تنهال على المسلمين في كل مكان وسط نظام دولي … أشبه بالمملكة الخاصة ، متوجًا عليها ( كلنيتون ) يأمر وينهى كيفما شاء ، وكما يحلو له ، يضرب العراق ، لأن قواته قد حركها بعض الكيلو مترات في داخل الأراضي العراقية ، لأنه اكتشف فجأة أن هناك شعبًا للأكراد تتحرك مشاعره إذا تقدم العراق نحوهم ، ويغمض عينه إذا جاءت الحركة من الآخرين سواء كانت تركيا أو غيرها ، إنه النظام الدولي … واليهود يعبثون يقتلون ويشردون … ونيتانياهو هذا الشبيه بالحاوي يخرج لسانه للجميع ، لأنه يضمن حماية أمريكا ، وقادتنا مازالوا يأملون في وهم السلام مع هذا النتيانياهو المتغطرس المتعنت ، وقد اتخذت القيادة المصرية موقفًا حكيمًا من قمة واشنطن – الفاشلة – بقرارها بعدم المشاركة فيه .
وعلى مدى الأيام الماضية تابع العالم أجمع الثورة العارمة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة على أثر القرار الإسرائيلي بفتح النفق المقام تحت المسجد الأقصى ، واشتعلت المواجهات بين الفلسطينيين واليهود والتي أسفرت عن استشهاد ما يزيد على سبعين فلسطينيًا ، وقتل حوالي خمسة عشر إسرائيليًا من الضباط والجنود … بالإضافة إلى جرح المئات من الطرفين ، وقد أدى اشتعال الموقف في الأراضي الفلسطينية إلى امتداد التوتر إلى الحدود المصرية في رفح ، نتج عنه استشهاد ضابط مصري ، وما تلا ذلك من اقتحام للقوات الإسرائيلية المحتلة للمسجد الأقصى بالمدافع والرشاشات وقتل المصلين أثناء صلاة الجمعة .. ولم يكن قد مر أكثر من مائة يوم على تولي هذا النيتانياهو منصبه ، إلا أنه قد استطاع أن يعيد عقارب الساعة في منطقة الشرق الأوسط إلى الوراء لسنوات التوتر والعداء ، فرئيس الحكومة اليهودية – هذا الوقح – الذي لم يكتفِ باستفزاز مشاعر المسلمين سواء باقتحام قواته لحرمة المسجد الأقصى والمصادمات الدامية التي أوقعت عشرات الشهداء ومئات الجرحى من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ، بل أعلن تحديه للعالم أجمع بإصراره على إعادة فتح النفق متحديًا العالم أجمع في استهانة تفوق كل الحدود ، وفي نفس الوقت كشفت المصادر القريبة من الأحداث أن حكومة الليكود المتطرفة القائمة على السلطة في إسرائيل تسعى إلى حفر نفق آخر أسفل الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل الخاضعة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ، والتي كان من المفترض أن تعود للسيادة الفلسطينية قبيل انتهاء العام الماضي .
خطورة النفق الإسرائيلي
وتكمن خطورة النفق الإسرائيلي في أنه يمثل مرحلة متقدمة نحو تحقيق الهدف اليهودي الخبيث لهدم وتقويض المسجد الأقصى وتدميره ، بزعم أنه أقيم على هيكل سليمان ( المعبد اليهودي القديم ) ، وهذا الزعم اليهودي لم يؤيده أي دليل برغم أن هذا النفق الجبار الذي انطوى على حفر آبار بأعماق سحيقة تحت حائط المسجد الشريف بحثًا عن مثل هذا الدليل لإقناع العالم بصواب زعمهم ، ومن هنا فإن الهدف اليهودي يتمثل في هذا المسجد وبناء الهيكل المزعوم على المساحة الهائلة التي يشغلها المسجد الشريف ، وهو أول القبلتين ، وثالث الحرمين .
فالفتحة الشمالية للنفق – وهي الطرف الآخر منه – تؤدي ببساطة إلى إعاقة دخول المصلين إلى ساحة الأقصى المبارك من الباب الرئيسي الوحيد للمسجد الذي لا يزال متاحًا أمام الفلسطينيين لارتياد المسجد منه ، وهو باب الغوانمة ، فالباب الغربي الرئيسي للمسجد واسمه باب المغاربة واقع تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة ، منذ احتلال القدس الشرقية عام 1967 م ، على اعتبار أنه مفتوح على ساحة حائط المبكى ، وحائط المبكى بالمناسبة هو الحائط الخارجي الغربي للمسجد ، أما البابان الرئيسيان الآخران للمسجد ذي الأبواب العشرة ، فهما مغلقان بالطوب منذ مئات السنين ، ويقال : إنهما أغلقا منذ أيام الحملة الصليبية التي جعل جنودها المسجد ساحة للخيول ومخزنًا للمعدات .
المسجد الأقصى … وضمير المسلمين
لم يقل الإسرائيليون إلى الآن أنهم سوف يغلقون المسجد أمام مرتاديه من المسلمين ، ولكن خطواتهم اللاحقة معروفة من واقع خطواتهم السابقة ، فسوف يزعم اليهود الإسرائيليون على حرصهم على أن يؤدي المسلمون شعائر الصلاة في المسجد الأقصى ، بأن يقولوا إنهم لن يغلقوا هذا الباب في أوقات الصلاة ، وبعد أن يموت سائح أو أكثر سواء من جراء هجمة ف


