الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

الضلال المبرمج على من وضع الحجر

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

الضلال المبرمج على من وضع الحجر
بقلم فضيلة الشيخ مصطفى درويش
المحامي فرانك موريسون له كتاب بعنوان ( من دحرج الحجر … براهين على قيامة المسيح ) وهو من كبار رجال القانون ما يسمى ( بعلم اللاهوت ) وقد استخدم خبرته القانونية في تقديم الدليل على أن المسيح صلب ، وقام من بين الأموات بعد أن جاءت قوة خارقة ودحرجت الحجر عن قبره .

وعندما نقول للمحامي فرانك إن القرآن يقول : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) [ النساء : 157] ، فإن هذا شيء نؤمن به نحن ولا يقتنع به هو ، ولذلك سنقدم له الدليل من نفس كتابه .
جاء في ( مرقس 14 / 42 ) قول المسيح ( قوموا ننطلق هذا الذي يسلمني قد اقترب ) ومعنى هذا أنه لم يستسلم للقبض عليه .
وجاء في ( إنجيل متى 21 / 22) قول المسيح ( كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالوه ) فماذا طلب المسيح نفسه من الصلاة وناله من الله فعلا ؟؟؟ جاء في ( متى 26 / 39 ) ( خرَّ على وجهه وكان يصلي قائلاً يا أبتاه إن أمكن فلتبعد عن هذا الكأس ) .
وجاء في رسالة بولس إلى ( العبرانيين 58 / 7) ( … إذ قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر ليخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه ) سمع له الله بمعنى خلصه من القتل كما طلب ، وأورد المحامي فرانك في كتابه أن من بين التهم التي وجهت إلى المسيح أنه ( ادعى أنه ابن الله !!) ثم يقول : ( هذه التهمه جاءوا عليها بشهود زور كثيرين ) ، ونحن نقول لهذا المحامي الضليع إذا كان شهود الزور الكثيرون شهدوا زورًا أنه قال إنه ابن الله فمعنى هذا أنه لم يقل ذلك وإلا فلماذا تسمى شهادة زور !!! ؟؟؟ والشاهدون بذلك شهود زور والمحامي الضليع يكتب أن الذي حوكم لم يجب بأي شيء لدرجة أن رئيس الكهنة شك في شخصيته فوجه إليه قسمًا يقول : ( أستحلفك بالله الحي أأنت المسيح ؟ ) ( متى 26 / 63 ) فكانت إجابة الذي يحاكم ( أنتم تقولون إني أنا هو ) ( لوقا 22/ 70) والمعنى الصريح لهذا أنتم الذين تقولون إني أنا المسيح ولست أنا ، فهذا قولكم فقط . ترى هل كان المسيح نكرة حتى يستحلف أأنت المسيح !!!؟؟؟ بل ويضيف متى في إنجيله أن هذا الذي يحاكم قال : ( وأيضًا أقول لكم من الآن تبصرون أين الإنسان جالسًا عن يمين القوة ومأتيًّا على سحاب السماء ) لاحظ يا جناب المحامي أن الرجل الماثل أمام المحكمة لم يقل تبصرونني بل قال : ( تبصرون أين الإنسان ) وهو يقول لهم : ( من الآن … ) يعني أثناء المحاكمة والصلب يكون المسيح مرفوعًا . ويمضي المحامي في تحليله للمحاكمة مستندًا إلى نص ( إنجيل مرقس 16 / 1- 2) ( وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه باكر جدًّا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس ) مضى السبت وجاء فجر الأحد فمتى تم شراء هذا الحنوط إذا كان السبت انقضى وأتين فجر الأحد ؟
والعجيب أن المحامي الضليع يؤكد أن المصلوب بقي في القبر ثلاثة أيام وثلاث ليالي ، وإذا رجعنا إلى نصوص الأناجيل نجد أنه يوم الجمعة في التاسعة مساء خرج ، وأسلم الروح ، ويوم السبت أنزل كعادة اليهود ، وفي فجر الأحد كان القبر فارغًا فأين الثلاثة أيام وثلاث ليالي !!!؟؟؟
ومن العجيب أن يقول المحامي فرانك بالنص في كتابه : ( ومن المسلم به إجماعًا في الشرق أن انحلال جسد الميت يبدأ حوالي اليوم الثالث من تاريخ الوفاة ) فهل بعد هذا التحلل يأتي أحد ليدهنه بالطيب !!؟؟ وينسى هذا المحامي الضليع أن نفس الأناجيل أثبتت بالنصوص أن داخل القبر وجدت جثة رجل وفي نفس الوقت كان المسيح خارج القبر يتكلم .
يقول يوحنا ( 20 / 12 – 14) : ( وفيما هي ( مريم ) تبكي انحنت إلى القبر فرأت ملاكين بثياب بيض جالسين : واحد عند الرأس ، والآخر عند الرجلين وفي نفس الوقت واللحظة التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم أنه يسوع !!!؟؟؟) .
يا جناب المحامي الضليع إن الذين ساهموا في عملية الصلب المزعوم وصفوا في الأناجيل بالخيانة والإجرام والخطيئة وأن لهم الويل … لماذا وهم المساهمون في الكفارة والفدية والخلاص ، وإذا كان هو الذي قدم نفسه لذلك ، فهل الذين ساهموا في الفدية والخلاص والكفارة مجرمون وعصاة ولهم الويل …؟ وإذا كان الأمر كذلك وكان الصلب كفارة لخطيئة آدم فهل الخطيئة كفارة للخطيئة ؟ وإذا كان الصلب كفَّر عن خطيئة آدم ، فما الذي يكفر عن خطيئة الصلب !!!؟؟؟ يا جناب المحامي بدلاً من أن تتساءل في كتابك ( من دحرج الحجر) سل نفسك أولاً ( على من وضع الحجر ) .
( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) [ النور : 40] .
مصطفى درويش
المحامي

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا