كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير:صفوت الشوادفي
الشيخة نادية ..
الحمد للَّه .. والصلاة والسلام على رسول اللَّه .. وبعد :
فقد ظهرت فتنة عظيمة تحدث عنها الناس في كل مكان ، وسارت بها الركبان ، واختلف فيها بين مؤيد ومعارض .
وهذه الفتنة قد ظهرت على يد امرأة بضواحي الإسكندرية تدعى (( الشيخة نادية )) تزعم أنها تعالج المرضى بالقرآن ، ولا تأخذ على ذلك أجرًا ! وقد توافد الناس عليها بالآلاف من كل حدب وصوب ؛ مما يدل على جهل عظيم بالدين ، وضعف شديد في عقيدتهم ، والتفات في قلوبهم عن اللَّه ، وتعلق هذه القلوب بغير اللَّه الذي يقدر وحده – سبحانه – أن يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء عمن أصابه وابتلاه .
وقد وردت إلينا أسئلة كثيرة شفوية ومكتوبة عن قول الشريعة فيما تفعله هذه المرأة وتأتيه ، وعن حكم شد الرحال إليها طلبًا للشفاء ، خصوصًا في الأمراض المستعصية التي حار فيها الأطباء ! فنقول مستعينين باللَّه متوكلين عليه متوجهين إليه بالدعاء والرجاء :
الكلام على هذه المسألة سيكون عن أمرين :
الأول : حديث عن هذه المرأة المذكورة بصفة خاصة .
والثاني : حديث عن الفتنة الواقعة وموقف المسلم منها بصفة عامة .
أما الأمر الأول ؛ فقد اطلعنا على الكتاب المنسوب إلى الشيخة
صوفية- شيعية- مبتدعة!
نادية ، فوجدناها قد وقعت في مخالفات كثيرة وأخطاء جسيمة تتعلق بالعقيدة الصحيحة ، وسنذكر ما وقفنا عليه ، وأما ما لا نعلمه فاللَّه يعلمه .
في كتاب الشيخة نادية عبارات تدل على أنها صوفية مبتدعة ؛ ففي ( ص3) تقول : ( وبسيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم تشفعت واحتميت ) !! وهل يحتمي المؤمن بغير اللَّه ؟ وكذلك لا يطلب الشفاعة إلا من اللَّه ؛ لأن اللَّه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، وفي ( ص 4) تقول : ( وافض على نفوسنا عوارف الأسرار ) ، وهي كلمات غامضة موهمة يستعملها الباطنية وغلاة الصوفية .
وفي ( ص 5) تنادي على اللَّه فتقول : ( يا سريع ) !! وهذا ليس من أسماء اللَّه الحسنى ، فمن أين جاءت بهذه البدعة ؟ والعقيدة الصحيحة : لا نسمي اللَّه إلا بما سمّى به نفسه سبحانه ، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم .
وفي نفس الصفحة : ( اللهم بحق كهيعص ) ، ولا أحد من علماء الأمة الثقات يدري ما هو هذا الحق ؟ ومن الذي قال إن الأحرف المقطعة في أوائل السور لها حق معين دون غيرها ! أو قال إننا نتوسل بها إلى اللَّه في الدعاء ؟ إنها الخرافة والبدعة .
وفي نفس الصفحة قالت في دعائها : ( حم حم حم حم حم حم حم حم حمّ ! الأمر ، وجاء النصر فعلينا لا ينصرون . حم . عسق . حمايتنا مما نخاف ) ، فهل هذا علاج بالقرآن أم وحي من الشيطان ؟
إن الصوفية هي التي وضعت هذه الأحرف على هذا النحو الغامض في أورادها المنكرة ؛ فهجرت السنة ، وتمسكت بالبدعة !!
وفي ( ص6 ) قالت : ( يا هو ، يا هو ، يا هو ) ، والكلاب هي التي تستخدم هذه الأحرف على هذا النحو في نباحها ، وليس المؤمن أو المؤمنة !
وفي ( ص7) أظهرت أبشع وأسوء عقيدة ؛ وهي عقيدة وحدة الوجود التي وضعها غلاة الصوفية قديمًا ، فقالت : ( اللهم إني أسألك بسر الذات ، وذات السر الذي هو أنت ، وأنت هو ) !!
ونحن نسأل : في أي حديث صحيح جاء هذا الكلام ؟ وفي أي سنة ورد ؟ { آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ } [ يونس : 59 ] ؟
وفي نفس الصفحة تقول : ( وختمت على نفسي وعلى أهلي وعلى كل شيء أعطيناه ربي بخاتم اللَّه ) !! فما هو خاتم اللَّه ؟ ومن الذي أخبرنا به ، ولا يجوز لنا أن ننسب إلى اللَّه ما لم يأذن به اللَّه .
وفي ( ص 9) : ( أسألك بالسر الذي وضعته في يس وبسم اللَّه الرحمن الرحيم ) ! ولا ندري من أين جاء هؤلاء بهذه الأسرار التي جعلوها للحروف والسور ؟ وإذا كانت هناك فعلاً أسرار ؛ فمن الذي أخبرهم بها ؟ وهل نزل الوحي بها على أحد منهم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
وفي ( ص 11) تنقل خرافات وضلالات عن ابن عربي الصوفي الذي حكم العلماء بردته وكفره !
وفي ( ص 13) تصف اللَّه بأن له أسرارًا قهرية !!
وفي صفحات كثيرة تنادي على اللَّه بأحد أسمائه مرات عديدة ، كقولها : يا لطيف ، يا لطيف ، يا لطيف ؟ والنداء على اللَّه على هذا النحو بدعة منكرة ؛ ولكن يجوز أن يقول : يا لطيف ألطف بنا .
وفي ( ص 15) تصف اللَّه بأنه (( خفي )) ، فتقول : يا خفي ؛
وهذا ليس من أسماء اللَّه الحسنى .
وفي ( ص 18) تزعم أن بسم اللَّه الرحمن الرحيم لها تصريف ، ولها خصائص ، ولها مقام ، ولها دقائق ، ولها ملوك !!
ولا ندري من أين تعلمت هذه الألفاظ المبتدعة !! ومع هذا فهي تتوسل إلى اللَّه بملوك بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، وهذا يعني بوضوح أنها تتوسل بالجن إلى اللَّه ؛ فهل من بعد هذا الضلال ضلالُ ؟!
وفي كتاب الشيخة نادية كذب وافتراء على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم …
ففي ( ص 8) كذب


