الحيض والنفاس والاستحاضة

باب الفقه
يقدمه
أحمد فهمي أحمد
الحيض والنفاس والاستحاضة
( 2 )

لون الصفرة والكدرة في الحيض وبعد الطهر
لون الطهرة هو سائل أصفر تراه المرأة في أيام الحيض أو بعد الطهر من الحيض، ولون الكدرة هو سائل لونه وسط بين الأبيض والأسود تراه أيضًا في أيام الحيض أو بعد الطهر منه. وحكمه كالآتي:
1- إذا كانت الصفرة أو الكدرة ضمن أيام الحيض فتعتبر حيضًا.
2- إذا كانت الصفرة أو الكدرة بعد الطهر فلا تعتبر حيضًا.
وذلك للدليلين الآتيين:
أولا- عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه مرجانة مولاة عائشة رضي اللَّه عنها قال: ( كانت النساء يبعثن إلى عائشة بالدِّرجة ( الدرجة: بكسر الدال وفتح الراء والجيم وهي أوعية تضع فيها النساء متاعهن. وتقرأ أيضًا بضم الدال وسكون الراء ) فيها الكرسف ( القطن ) فيه الصفرة. فتقول: لا تعجلن حتى ترين القصة ( القصة: بفتح القاف وتشديد الصاد. والمعنى لا تتعجلن حتى تخرج القطنة بيضاء لا يخالطها صفرة ) البيضاء. تريد بذلك الطهر من الحيضة ) رواه مالك وعلقه البخاري.
ثانيًا- عن أم عطية رضي اللَّه عنها: ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئًا ) رواه أبو داود والبخاري ولم يذكر ( بعد الطهر ) وأخرجه الحاكم.
مدة النفاس:
لم يرد عن رسول اللَّه . ما يحدد أقل وقت للنفاس.
أما بالنسبة لأكثره فقد ورد عن أم سلمة رضي اللَّه عنها قالت: ( كانت النفساء تقعد على عهد الرسول . بعد نفاسها أربعين يومًا ) رواه الخمسة إلا النسائي.
والحديث له شاهد عند ابن ماجه من حديث أنس أن رسول اللَّه .: ( وقت للنفساء أربعين يومًا إلا أن ترى الطهر قبل ذلك ) والحاكم من حديث عثمان بن أبي العاص ( وقت رسول اللَّه . للنساء في نفاسهن أربعين يومًا ).
وعلى هذا إذا ما استمر نزول الدم بعد هذه المدة تصبح كالمستحاضة في الحكم سواء بسواء.
أحكام الحائض والنفساء:
تشترك الحائض والنفساء مع الجنب فيما يحرم عليه من أمور سبق ذكرها في مقال سابق ( راجع موضوع ما يحرم على الجنب بعدد شهر ذي الحجة 1397 ) ويحرم على الحائض والنفساء زيادة على ذلك أمور أخرى هي: الصوم والوطء.
أولا- الصوم:
يحرم الصوم على الحائض والنفساء. ويجب عليها قضاء صيام ما فاتها من أيام الحيض أو النفاس في شهر رمضان. وذلك بخلاف ما فاتها من الصلاة فإنه لا يجب عليها قضاؤه. وذلك للدليلين الآتيين:
1- عن أبى سعيد الخدرى قال: ( خرج رسول اللَّه . في أضحى أو فطر إلى المصلى، فمر على النساء فقال:: ” يا معشر النساء تصدقن، فإن أريتكن أكثر أهل النار” فقلن: وبم يا رسول اللَّه؟ قال: ” تكثرن اللعن وتكفرن العشير. ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن” قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول اللَّه؟ قال: ” أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل” قلن: بلى. قال ” فذلك من نقصان عقلها. أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟” قلن: بلى. قال: ” فذلك من نقصان دينها” ) رواه البخاري ومسلم.
2- عن معاذة قالت: ( سألت عائشة فقلت: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا ذلك مع رسول اللَّه . فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) رواه الجماعة.
ثانيا- الوطء:
يحرم وطء الحائض والنفساء بنص الكتاب والسنة حتى تطهر. وذلك لحديث أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها ولم يجامعوها، فسأل أصحاب النبي .، فأنزل اللَّه عز وجل {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222]. فقال رسول اللَّه .: ” اصنعوا كل شيء إلا النكاح” وفي لفظ: ” إلا الجماع” رواه الجماعة إلا البخاري.
أحكام المستحاضة:
1- لها حكم الطاهرات فتصلي وتصوم.. الخ.
2- يجوز لزوجها أن يجامعها حيث لم يرد دليل بتحريم جماعها.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: ( المستحاضة يأتيها زوجها إذا صلت، الصلاة أعظم ) رواه البخاري. يعنى إذا جاز لها أن تصلى ودمها جار- وهى أعظم ما يشترط له الطهارة- جاز جماعها.
3- لا يجب عليها الغسل إلا مرة واحدة حينما ينقطع حيضها للأدلة السابق ذكرها في مقال العدد الماضي.
4- يجب عليها الوضوء لكل صلاة. لقوله . في رواية البخاري: ” ثم توضئي لكل صلاة”.
وصلى اللَّه وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أحمد فهمي أحمد

4