الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

الحوار الإسلامى المسيحى

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير ‏
صفوت الشوادفي
الحوار الإسلامي … المسيحي !!‏

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد :‏
فإن الله عز وجل قد أكمل لنا ديننا ، وأتم علينا نعمته ، ورضي لنا الإسلام ‏دينًا ، وإن من ثوابت الإسلام أننا نؤمن بإله واحد لا شريك له ، كما نؤمن ‏بجميع الرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقه ، لا نفرق بين أحد من رسله ، ‏صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .‏
ولقد عاش المسلمون والنصارى حينًا من الدهر في وئام ووفاق ، وتمسك ‏المسلمون – وما زالوا يتمسكون – بالمبادئ العظيمة التي قررها الإسلام ، ‏ونطق بها القرآن : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) [ البقرة : 256] ، ( لَكُمْ دِينُكُمْ ‏وَلِيَ دِينِ ) [ الكافرون : 6] ، ثم نجح اليهود – للأسف – في إفساد هذه ‏العلاقة ، وإثارة الفتنة كلما وجدوا فرصة سانحة .‏
وحدثت مناقشات ومجادلات ومواجهات واتهامات ! وتمخضت هذه الأمور ‏وغيرها عن ثلاثة مصطلحات شائعة ومعلنة بين المسلمين والنصارى هي :‏
‏* الحوار. * التنصير . الأضطهاد .‏
‎ ·‎‏ أما التنصير الذي يسمونه التبشير ، فقد استعمل فيه الغرب المسيحي ‏وسائل غير مشروعة ، كان على رأسها الاستعمار الغربي للدول المسلمة ، ‏والذي تم تسخيره لخدمة أغراض التنصير ؛ ولقد نجحوا وقتها في إخفاء ‏بندقية المقاتل في قلنسوة الراهب ! واقترن التنصير بالغذاء ، والكساء ‏والدواء والكتاب ؛ وبعد انهيار الشيوعية في ألبانيا المسلمة كان يقدم ‏للمسلمين الذين أنهكهم الجوع الإنجيل والطعام !‏
وانتهى الاستعمار العسكري وحل محله الغزو الثقافي والاقتصادي ، حتى ‏أصبح الكثير منًا يفكر بعقولهم ، ويتكلم بلسانهم ، ويستورد منهاجهم ‏‏، ويحذو حذوهم ! ويتغنى بحضارتهم إلى غير ذلك مما لا يخفى على ذي ‏عينين .‏
‎ ·‎‏ وأما الاضطهاد فهو دعوى كاذبة ، وأوهام لا أساس لها يطلقها نصارى ‏الغرب ، ويهود أمريكا من حين لآخر ، ويحثهم على هذا أقوام من ‏الشرق ! لحاجة في نفوسهم ، وشيء أخفوه في قلوبهم : ( وَاللَّهُ غَالِبٌ ‏عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) [ يوسف : 21] .‏
‎ ·‎‏ وأما الحوار الإسلامي المسيحي فقد تحمس له الفاتيكان بشدة ، حتى ‏إنه شكل مكتبًا خاصًّا في عام 1967 م أطلق عليه اسم ( المجلس البابوي ‏للحوار بين الأديان ) .‏
ومع أن الهدف الأعلى للحوار ينبغي أن يكون تقوية فاعلية الدين ، وتعميق تأثيره ‏الروحي لتحقيق تماسك الأسرة والمجتمع ، وإعادة القيم والفضائل الغائبة .‏
إلا أن كنيسة الفاتيكان قد خرجت بالحوار عن مساره الصحيح ، عندما ‏أعلنت ، بل أكدت بوضوح على أن الحوار يخدم أغراض التبشير ( التنصير ) ‏‏؛ وهذا يعني فتح آفاق جديدة من خلال الحوار لتنصير المجتمعات المسلمة ‏‏!!‏
ولذلك فإننا نورد هنا نماذج من الحوار والتساؤلات المطروحة من كلا الطرفين ‏‏( المسلم ، والمسيحي ) ، ومنها سيتضح بجلاء مدى سيطرة اليهود على أنماط ‏التفكير عند نصارى الغرب وأمريكا على سواء !‏
ونترك القارئ الكريم مع الحوار والتساؤلات :‏
د . خالد عكشة ( مسيحي أردني ) مسئول الشئون الإسلامية في المجلس ‏البابوي – الفاتيكان :‏
أرجو من الزملاء في الوفد الإسلامي أن يتسع صدرهم لتكرار تساؤلنا حول ‏عدم سماح المملكة العربية السعودية ببناء كنائس على أرضها ، رغم أنه ‏يوجد الآن في السعودية قرابة نصف مليون مسيحي كاثوليكي مع نصف ‏مليون مسيحي من الكنائس الأخرى ، مما يجعلنا نشعر بأن الأقلية المسيحية ‏في السعودية لا تتمتع بحقها الديني وممارسة عباداتها أسوة بالأقليات ‏المسلمة في ديار الغرب المسيحي ، وقد أجيب على النحو التالي :‏
1- نؤكد للزميل د . خالد ، ولجيمع أعضاء الوفد الكاثوليكي بأن تكرار ‏هذا السؤال لا يحرجنا ولا يزعجنا ؛ لأن الإجابة عليه هي من الثوابت ‏عندنا التي لا تقبل المجاملة والمساومة ؛ ولأنها قضية عقدية محسوم ‏أمرها في قيمنا الإسلامية من القرآن والسنة .‏
‏2- إن جوابنا الثابت والذي سبق أن وضَحناه في كل مناسبة يثار معها هذا ‏السؤال يتخلص بأننا نحن المسلمين نعتقد ونحسب أنكم في الكنيسة ‏الكاثوليكية تعتقدون كذلك بأنه يجب أن يكون لكل عقيدة دينية حصانة ‏جغرافية خاصة بها لا تشاركها ولا تعايشها في تلك الجغرافية عقيدة دينية ‏أخرى ، لكي يتوفر للعقيدة الدينية الحرية والاستقلالية المطلقة في الأرض ‏الخاصة بها ، فمثلا أنتم الكاثوليك اتخذتم من حدود الفاتيكان الحصانة ‏الجغرافية للعقيدة الكاثوليكية ، وأعلنتم أن دولة الفاتيكان هي دولة العقيدة ‏الكاثوليكية ، وأنها المعنية برعاية أتباع شئون العقيدة الكاثوليكية في العالم ‏‏، وحرصًا منكم على حرية وصفاء مرجعية العقيدة الكاثوليكية ترفضون أن ‏يشارككم أو يتعايش معكم في حدود الفاتيكان أحد من أتباع الكنائس ‏المسيحية الأخرى ، ولا تسمحو

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا