الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

التراجم ( محمد حامد الفقى)

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

باب التراجم من أعلام الدعوة : [1]
العلامة محمد حامد الفقي مؤسس جماعة أنصار السنة المحمدية 1310هـ – 1378هـ – 1892م 1959م
بقلم الشيخ / فتحي عثمان مدير الدعوة والإعلام

والده : الشيخ سيد أحمد عبده الفقي . كان زميلاً في الدراسة بالأزهر للأستاذ الشيخ محمد عبده . بل كان يساكنه في بيت واحد بشارع الباطنية .
والدته : كانت السيدة الوحيدة في القرية التي تحفظ القرآن الكريم وتجيد القراءة .
مولده : ولد في قرية جزيرة نكلاالعنب (1) في سنة 1310هـ الموافق 25/ 3/ 1892م (وقد نقش هذا التاريخ على ذراعه الأيسر بالوشم) .
نشأته : حفظ القرآن الكريم وقد أتم حفظه في شهر رمضان في سنة 1322هـ وقد كانت سنهُ وقتذاك اثنى عشر عامًا . وقد هيأه والده لتلقي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانت وقتذاك .
دخوله الأزهر : بدأ دراسته بالأزهر في شهر شوال سنة 1322هـ (1904) ، كان يحب أن يقيد حنبليًا وأبى ذلك شيخ الحنابلة فانتسب للأزهر حنفيًا وبعد أن أمضى في دراسته بالأزهر قرابة ست سنين بدأ في سنة 1910م بدراسة الحديث والتفسير ، ولما أمعن الشيخ في دراسة الحديث على الوجه الصحيح ، دعا إلى التمسك بسنة الرسول الأعظم لفظًا ومعنى وروحًا وهنا التف حوله نفر من إخوانه اتخذوه شيخًا لهم ، وهذا يدل على نبوغ الشيخ المبكر حيث لم يتجاوز سنه وقتذاك ثمانية عشرة عامًا .
تخرجه : تخرج – رحمه الله – في الأزهر الشريف حيث نال شهادة العالمية سنة 1917م وعمره 25عامًا وانقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسوله الأمين .
أنشأ جماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1345هـ / 1926م تقريبًا واتخذ لها دارًا بعابدين ولقد حاول كبار موظفي قصر عابدين بكل السبل صد الناس عن مقابلته والاستماع إليه حتى سخَرُوا له من شرع في قتله ولكن صرخة الحق أصمت آذانهم وكلمة الله فلت جموعهم وانتصر الإيمان الحق على البدع والأباطيل . (مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ ) .
تأسيس مجلة الهدي النبوي : بعد أن أسس الشيخ رحمه الله جماعة أنصار السنة المحمدية وبعد أن يسر الله له قراءة كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم واستوعب ما فيها ووجد فيها ضالته ، أسس عام 1356هـ 1936م ، مجلة الهدي لتكون لسان حال جماعته والمعبرة عن عقيدتها والناطقة بمبادئها . وقد تولى رياسة تحريرها فكان من كتاب المجلة على سبيل المثال لا الحصر : الشيخ أحمد محمد شاكر ، والأستاذ محب الدين الخطيب ، والشيخ محيى الدين عبد الحميد ، والشيخ عبد الظاهر أبو السمح ، (أول إمام للحرم المكي) ، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش ، والشيخ صادق عرنوس ، والشيخ عبد الرحمن الوكيل ، والشيخ خليل هراس . كما كان من كتابها الشيخ محمود شلتوت .
وقد حدد الشيخ أغراض المجلة فقال في أول عدد صدر فيها :
(وإن من أول أغراض هذه المجلة أن تقدم ما تستطيعه من خدمة ونصح وإرشاد في الشئون الدينية والأخلاقية ، أخذت على نفسها موثقًا من الله أن تنصح فيما تقول وأن تتحرى الحق وأن لا تأخذ إلا ما ثبت بالدليل والحجة والبرهان الصحيح من كتاب الله تعالى وحديث رسوله عليه الصلاة والسلام ) ا.هـ .
جهاده : يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل : (لقد ظل إمام التوحيد (في العالم الإسلامي ) والدنا الشيخ محمد حامد الفقي – رحمه الله – أكثر من أربعين عامًا يجاهد في سبيل الله ، ظل يجالد قوى الشر الباغية في صبر ، مارس الغلب على الخطوب واعتاد النصر على الأحداث ، وإرادة تزلزل الدنيا حولها ، وترجف الأرض من تحتها ، فلا تميل عن قصد ، ولا تجبن عن غاية ، لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوف من الناس ، أو يلوذ به ، إذ كان الخوف من الله آخذًا بمجامع قلبه ، كان يسمي كل شيء باسمه الذي هو له ، فلا يُدْهن في القول ولا يداجي ، ولا يبالي ولا يعرف المجاملة أبدًا في الحق أو الجهر به ، إذ كان يسمي المجاملة نفاقًا ومداهنة ، ويسمي السكوت عن قول الحق ذلًا وجبنًا .
عاش رحمه الله للدعوة وحدها قبل أن يعيش لشيء آخر . عاش للجماعة قبل أن يعيش لبيته ، كان في دعوته يمثل التطابق التام بين الداعي ودعوته . كان صبورًا جلدًا على الأحداث ، نكب في اثنين من أبنائه الثلاث فما رأى الناس منه إلا ما يرون من مؤمن قوي أسلم لله قلبه كله (2) .
ويقول الشيخ أبو الوفاء درويش : (كان يفسر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها ، ويستخرج منها درر المعاني ، ويشيعها بحثًا وفهماً واستنباطًا ، ويوضح ما فيها من الأسرار العميقة والإشارات الدقيقة والحكمة البالغة والموعظة الحسنة . ولا يترك كلمة لقائل بعده . بعد أن يحيط القارئ أو السامع علمًا بالفقه اللغوي للكلمات وأصولها وتاريخ استعمالها فيكون الفهم أتم والعلم أكمل وأشمل ) .
قلت : لقد كان آخر آية فسرها قوله تبارك وتعالى : ( وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ) وقد فسرها رحمه الله في عدد 6، 7 لسن

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا