الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

الألبانى إمام أهل الحديث فى هذا الزمان

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

الافتتاحية
الألباني إمام أهل الحديث فـي هذا القرن !!
بقلم الرئيس العام/ محمد صفوت نور الدين

الحمد للَّه على ما قدَّر وقضى ، والصلاة والسلام على نبيه المجتبى وعلى آله وصحبه .. أمَّا بعد :
فلقد ودَّعت الأمة الإسلامية عَلَمًا آخر من أعلامها المصلحين ؛ المحدث الجليل العلاّمة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، رحمه اللَّه رحمةً واسعة ، وأسكنه فسيح جناتِهِ ، وأعظم اللَّه أجر الجميع ، وأحسن عزاءَنا في فقيد الدعوة السلفية ، بل فقيد الأمة الإسلامية .
قال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ @ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [ البقرة : 155، 156 ] ، وأي مصيبة أعظمُ من ذَهَابِ العُلماءِ في زمنٍ شَحَّ فيه العلمُ والعُلماءُ .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم – من حديث عبد اللَّه بن عمر ، رضي اللَّه عنهما -: (( إن اللَّه لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد ، ولكن يقبضُ العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبق عالِمًا اتخذ الناسُ رءوسًا جهالاً فسُئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلوا وأضلوا )) . رواه البخاري ومسلم .
سنة موت العلماء !!
لقد شَهِدت هذه السَّنة قبض كوكبة من العلماء الراسخين بالعلم ؛ كشيخنا سماحة الوالد العلاّمة عبد العزيز بن باز ، والشيخ عطية سالم .. وعدد غير قليل من علماء الأمة رحلوا عنا هذا العام ، مما جعلنا نُطلِقُ عليها سَنة موت العلماء !
قيض اللَّه للأمة رجالاً !!
إن اللَّه قيض للأمة رجالاً يحفظون دينها ، فمنهم من كانوا أوعية للحديث ، بدءًا بالصحابة ؛ كأبـي صلى الله عليه وسلم مُنيت الأمة الإسلامية بفقد عالم من علمائها ، أظهر في الناس علم الحديث والفقه فيه ، أفنى حياته في مشروعاته العلمية من تقريب السنة النبوية ؛ ألا وهو العالم محدث العصر وفقيهه داعية السنة وناصرها وقامع البدعة ، وداحضها ، وهازمها الشيخ الألباني رحمه اللَّه .

هريرة ، وعائشة ، وابن عباس ، وابن مسعود ، رضي اللَّه عنهم أجمعين ، ومن التابعين ومن أتباع التابعين أضعافهم عددًا ، حتى جاء أهل التدوين في نهاية القرن الأول ؛ كمحمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، وابن شهاب الزهري ، ثم من بعدهم مالك بن أنس ومعاصريه ، ثم أحمد بن حنبل ، ثم أصحاب المدونات المشهورة ؛ كالبخاري ، ومسلم ، وأصحاب السنن ، وغيرهم .
تدوين السنة !!
وقد بدأ تدوين السنة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، إلاَّ أن التدوين كان خاصًّا بصاحبه غالبًا ، وذلك لسببين :
الأول : أن لغة العرب كانت بدائية الكتابة ، فلا شكل ، ولا نَقْط لها .
والسبب الثاني : أن العرب كانوا أُولي حافظة قوية أغنتهم عن الكتابة . لكن اللَّه تعالى أذن بفضل كتابه العزيز ، وتوسع رقعة الإسلام ، ودخول غير العرب فيه ، أن قرَّبوا القرآن الكريم للناس ، فضبطوا الكتابة ، فاستفادت لغة العرب كتابة مضبوطة ، وكان ذلك في القرن الأول .
وفي نهاية النصف الأول من القرن الأول إبان ظهور الفرق بدرت كذبة من بعضهم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فخاف الناس من انتشار ذلك ، فتواصوا فيما بينهم : ( سموا لنا رجالكم ) ، ذلك والصحابة لا يزال الكثير منهم أحياء ، فصار من بعدها لا يُقبل حديث يرفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا من صحابي أو تابعي بنسبته للصحابي الذي رواه ، وكانت هذه القاعدة التي نشأ بسببها علم الرجال عند المسلمين ، وهو أوسع علم في الدنيا عند المسلمين وغيرهم ، ثم أخذ الناس يتداولون حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن دخل على الحديث أمور منها :
1- رواية الحديث بالمعنى التي ظهرت بها ألفاظ متقاربة في النص الواحد .
2- ضعف الذاكرة لمن يُحدِّث من حفظه أو عدم ضبط الكلمات نقطًا وشكلاً لمن يحدث من كتبه .
3- اختلاط بعض الرواة بعد تقدمهم في السن وكانوا أهل ضبط ، أو فقد كتب كان يحدث منها فيحدث من حفظه ، ومنهم من كان ضعيف الحفظ من بداية روايته ، ولكنه من أهل الفقه ، ومنهم من كان من أهل الصلاح لا يتهم في دينه ، لكن يحسن الظن فيروي عن غير ثقة .
4- يروي صحابي كأبي هريرة ما سمعه من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ويحدث بعده عن بعض مُسْلِمة أهل الكتاب مثل كعب الأحبار ، أو وهب بن منبه ، وهم أهل صدق لا يتهمون بالكذب فيخلط بعض السامعين فينسب ما ذكره أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلى كعب ووهب ، أو ما نسبه إلى كعب أو وهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
5- أن يتكلم الصحابي أو التابعي بفهمه مع الحديث بيانًا له فينقل مع الحديث في كتبه .
هذا فضلاً عن دخول أسباب وضع الحديث التي ذكرها العلماء في أبوابها .
كل هذا جعل أهل العلم يجتهدون في تحري النص النبوي فتكونت قواعد علمية هامة في علم

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا