الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

الأسباب المشروعة لجلب الرزق وزيادته فى ضوء الكتاب والسنة

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

الأسباب المشروعة لجلب الرزق وزيادته في ضوء الكتاب والسنة
بقلم : عصام عبد ربه محمد

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ، وبعد :
مما لا ريب فيه أن اعتقاد الناس وتعلقهم بالسحرة والدجالين والمشعوذين لجلب الرزق وزيادته اعتقاد باطل ، حيث إنه نفي لربوبية الله – عز وجل – والاعتقاد الصحيح اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الرزق بيد الله – عز وجل – فالله هو الرزاق ، وما سواه مرزوق .
ولابد أن يعلم هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى أمر الملك بكتابة رزق العبد وهو في بطن أمه لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو الصادق المصدوق – قال : ( إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات : يكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقي ، أو سعيد ) . [ متفق عليه ] .
فالله سبحانه وتعالى قدر الأرزاق لعباده ، فالقدر السابق لا يمنع من العمل والأخذ بالأسباب من القدر المكتوب ، ففي الحديث : ( الدواء من القدر ، وقد ينفع بإذن الله تعالى ) . ( صحيح الجامع ) ( 9043) .
ومن الأسباب المشروعة لجلب الرزق زيادته :
· تقوى الله والإيمان به :
قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) [ الطلاق : 2، 3] .
قال ابن كثير في ( تفسيره ) : ( أي : ومن يتق الله فيما أمره به وترك ما نهاه عنه يجعل له من أمره مخرجًا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب أي : من جهة لا تخطر بباله ) . أ هـ ( تفسير ابن كثير ) ( 4/ 400) .
ومنها قول الله سبحانه وتعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [ الأعراف : 96] .
قال الإمام الرازي : ( بركات السماء بالمطر ، وبركات الأرض بالنبات والثمار وكثرة المواشي والأنعام وحصول الأمن والسلامة ، وذلك لأن السماء تجري مجرى الأب ، والأرض تجري مجرى الأم ، ومنها يحصل جميع المنافع والخيرات بخلق الله تعالى وتدبيره ) . أ هـ ( التفسير الكبير ) ( 12/ 185) .
* الاستغفار :
قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا(10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا(11)وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) [ نوح : 10 ، 12] .
قال ابن كثير في ( تفسيره ) : ( أي إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع ، وأدرّ لكم الضرع ، وأمدّكم بأموال وبنين أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار وخللها بالأنهار الجارية بينها ) . أ هـ . ( تفسير ابن كثير ) ( 4/ 449) .
وقال تعالى : ( وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ) [ هود : 52] .
ومما يدل على أن الاستغفار من أسباب جلب الرزق من السُّنة : ما ذكره الإمام أحمد في ( مسنده ) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ، ومن كل ضيق مخرجًا ، ورزقه من حيث لا يحتسب ) .
· صلة الرحم :
لما أخرجه البخاري في ( صحيحه ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سره أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه ) ، وقد بوب الإمام البخاري بابًا سماه ( باب من بُسط له في الرزق بصلة الرحم ) أي : بسبب صلة الرحم .
وصلة الرحم تكون بالمال ، وبدفع الضرر ، وبالدعاء وبالعون على الحاجة ، وبطلاقة الوجه ، وبكل ما هو خير ، ودفع كل ما هو شر .
بالإضافة إلى أحاديث أخرى كثيرة توضح أن صلة الرحم سببًا من أسباب بسط الرزق .
* التوكل على الله تعالى :
لما ذكره الإمام أحمد في ( مسنده ) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصًا ، وتروح بطانًا ) .
واعلم يا عبد الله أنه لابد من السعي على الرزق ؛ لأن التوكل لا يقتضي ترك السعي لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( اعقلها وتوكل ) ، وكان هذا جوابًا لمن سأله قائلاً : أرسل ناقتي وأتوكل ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعقلها وتوكل ) .
* المتابعة بين الحج والعمرة :
لما ثبت ع

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا