إسهامات القراء
من فضائل السجود
الحمد لله رب العالمين … والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد …
لا يخفى على كل ذي لُبٍّ ما للسجود من فضل عظيم لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة بيَّن فيها هذا الفضل وحث أمته عليه ، أبيَّن بعضًا من خلال هذه السطور …
1- أحب الأعمال إلى الله حيث يدخل صاحبه الجنة . لما ثبت في ( صحيح مسلم ) عن مَعْدَان بن أبي طلحة اليعمري قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة أو قال : قلت : بأحب الأعمال إلى الله ، فسكت ؛ ثم سألته فسكت ، ثم سألته الثالثة فقال : سألت عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( عليك بكثرة السجود لله ، فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة ) .
قال معدان : ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ما قال ثوبان : قال القرطبي في شرحه ( صحيح مسلم ) : الحديث دليل على أن كثرة السجود أفضل من طول القيام ، وهي مسألة اختلف العلماء فيها ، فذهبت طائفة إلى ظاهر هذا الحديث ، وذهبت طائفة أخرى إلى أن طول القيام أفضل متمسكين بقوله عليه السلام : ( أفضل الصلاة : طول القنوت ) وفسروا القنوت بالقيام كما قال تعالى : ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) [ البقرة : 238] ، ذكر هذه المسألة والخلاف فيها الترمذي ، والصحيح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُطول في قيام صلاة الليل ، وداوم على ذلك إلى حين موته فدل على أن طول القيام أفضل ، ويحتمل أن يقال : إن ذلك يرجع إلى حال المصلي ، فرُبَّ مصلٍّ يحصل له في حال القيام من الحضور والتدبر والخشوع ما لا يحصل له في السجود ، فيكون الأفضل الحال التي حصل له فيها ذلك المعنى ، وهو روح الصلاة ، والله تعالى أعلم أ هـ .
2- مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة .
لما ثبت في ( صحيح مسلم ) من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي . قال : كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي : ( سَلْ) فقلت : أسالك مرافقتك في الجنة .
قال : ( أو غير ذلك ؟ ) قلت : هو ذاك . قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) .
3- يرفع الله به الدرجات ويحط به السيئات .
لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها سيئة ) .
4- إذا سجد ابن آدم اعتزل الشيطان يبكي .
لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ، ويقول : يا ويلاه : أُمِرَ هذا بالسجود فسجد فله الجنة ، وأُمِرْتُ أنا بالسجود فعصيتُ فلي النار ) .
5- أقرب ما يكون العبد من الله إذا سجد .
لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أقرب ما يكون العبد من الله تعالى أن يكون ساجدًا ) .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أقرب ما يكون العبد إلى الله عز وجل إذا سجد فأكثروا الدعاء عند ذلك .
6- ومن فضائل السجود أيضًا ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة ) ، قالوا : وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق ؟ قال : ( أرأيت لو دخلت صُبرة فيها خيل دُهم بُهم ، وفيها فرسٌ أغرُّ مُحجَّل أما كنت تعرفه منها ؟ ) قال : بلى . قال : ( فإن أمتي يومئذ غر من السجود ، محجلون من الوضوء ) .
7- ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ( إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من يعبد الله ، فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم تأكله النار إلا أثر السجود ) .
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه .
عصام عبد ربه مشاحيت
أنصار السنة – فرع مديرية التحرير


