الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

إذاعة القرآن فى خطر

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

إذاعة القرآن الكريم في خطر
بقلم : محمد نجيب لطفي

إن ما وصلت إليه إذاعة القرآن الكريم يستوجب منا النصيحة لمن يهمه الأمر فعسى أن يتخذ موقفًا حازمًا حاسمًا بعد أن أضحى الصمت جريمة ولا سيما والخط البياني للتردي والسقوط يزداد انحدارًا يومًا بعد يوم ، ولو أن الإذاعة المذكورة اكتفت بالقرآن المرتل والسنة الصحيحة والفتاوى الصائبة لأحسنت صنعًا ولكنها للأسف الشديد لم تلتزم بذلك ولذا فهي في خطر ، وهاكم بعض الأدلة على ذلك :
أولا : ورود كثير من الفتاوى المخالفة للقرآن والسنة وإجماع علماء الأمة وذلك في برنامج (بين السائل والفقيه) ومن أمثلة ذلك إباحة الغناء والموسيقى مطلقًا وإباحة كثير من الشرك كالتوسل والزيارة غير الشرعية للقبور ، والصلاة في المساجد التي بها قبور ، وإقامة السرادقات للعزاء وما يصحبها من منكرات وغير ذلك من الفتاوى الباطلة .
ثانيًا : تغلغل الصوفية والفكر الصوفي بصورة عجيبة وغريبة وكأنها أي الإذاعة لم تؤسس ولم تنشأ إلا من أجل الدعوة إلى الصوفية الباطلة والفكر الصوفي الضال المنحرف . ولذلك فهي تقدم كل ليلة ما يسمونه بالأمسية وهناك شرط أساس وضروري وهو أن تنقل من مسجد به قبر ولابد أن يكون صاحب القبر (عارفًا بالله) هذا فضلا عن احتفالها بما يسمونه بالموالد لمن يعتقدون فيهم أنهم أولياء . أيضًا يقدم برنامج يسمى (من دعاء الأنبياء والصالحين) وطبعًا المقصود بالصالحين هنا هم الصوفية لا أحد غيرهم .
ثالثًا : تقديم ما يسمونه (بالابتهالات) بإسراف ممجوج ، وهذه الابتهالات من البدع والمحدثات في الدين ، فضلا عما تحمله من شرك وضلال كقولهم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول خلق الله وأنه خلق من نور معتقدين بذلك أنهم يتقربون إلى الله وهذا باطل ومخالف لهديه صلى الله عليه وسلم لأنه القائل في الحديث الصحيح لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) .
ومن عجب أنهم يبتهلون أحيانًا ببعض أبيات من بردة البوصيري الشركية ومن أمثال ما ورد فيها :
فمن جودك الدنيا وضرتها
ومن علومك علم اللوح والقلم
وأحيانًا يتوسلون بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه العفو والمغفرة .
رابعًا : ورود كثير من الأحاديث الموضوعة والضعيفة والقصص الإسرائيلية في ثنايا البرامج صباح مساء وفي ذلك كله ترويج للصوفية وللفكر الصوفي كما قدمنا وفي ذلك قمة الخطورة لأن المستمعين إلى هذه الإذاعة من العوام والدهماء يعتقدون صحة كل ما يقال فيها ويصعب بعد ذلك تصحيح مفاهيمهم بعد رسوخ الباطل فيها .
خامسًا : الاحتفال بما يسمونه مناسبات إسلامية والإسلام من ذلك براء مخالفين بذلك الشريعة الإسلامية ومحادين الله ورسوله ، فالحق هو القائل : ( وَمَا ءَاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) الحشر الآية 7 . والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل في الحديث المتفق عليه (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) وفي رواية مسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) وغير ذلك من الأدلة ، بل والأدهى من ذلك والأمر أنهم يحتفلون بالمناسبات الوضعية كاحتفالهم بما يسمونه بعيد الأم أو عيد الطفولة أو عيد العمال .
سادسًا : عدم الدقة فيما يقدم من معلومات سواء كان ذلك في الفقه أو السيرة أو العقيدة وذلك من شأنه أن يحدث البلبلة في أذهان المسلمين ونفوسهم .
وبعد … فإن ما قدمت إن هو إلا قليل من كثير وغيض من فيض وهو على سبيل المثال لا الحصر والاستقراء .
وأخطر ما في الأمر أن قطاعًا كبيرًا من عامة المسلمين يستمعون إلى هذه الإذاعة بعد انصرافهم عن الإذاعات الأخرى المليئة بالسموم والأباطيل والخلاعة والمجون ، وهم يعتقدون صحة كل ما يسمعون ولا تستطيع بحال أن تصرفهم عن هذه الإذاعة أيضًا . وتجد من الصعوبة بمكان أن تثبت لهم ما هناك من أخطاء بشعة وأغلاط رهيبة . فما العمل ؟! وما الحل ؟!
الحل أن يتقى الله هؤلاء القائمون على أمر هذه الإذاعة وأن يقدموا ما وافق الكتاب والسنة وأن يطرحوا ما خالف ذلك على وجه الإجمال لأن التفصيل يطول جدًا .
وأما عن مستمعي هذه الإذاعة فنصيحتي إليهم أن يزنوا كل ما يسمعون بميزان القرآن والسنة وأن يطرحوا كل قول مخالف لهما مهما كان قائله ولا يغتروا بكثرة الفساد وكثرة السكوت عليه فإنما يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال وعليهم ألا يعتمدوا بالكلية على المواد المسموعة بل عليهم أن يكثروا من الاطلاع على مؤلفات علماء السنة وإلى السماع من علماء السنة والموثوق بهم وبأقوالهم وأن يعلموا يقينًا أن الكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وأن يعلموا أنه لا عذر لمن استطاع أن يدرك الحق ثم أخلد إلى الأرض ورضى بما يسمع دون تحقيق وتمحيص .
وإلى أن يتخذ قرار قاطع أقول لمن يهمه الأمر : (إن إذاعة القرآن الكريم في خطر فهل من مستجيب لهذه الصرخة

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا