الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

أهذا حديث يذاع للمسلمين ؟

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أهذا حديث يذاع للمسلمين
بقلم: فضيلة الشيخ عبد العزيز عثمان النحرواى
في ليلة الجمعة التاسعة والعشرين من ربيع الآخر 1398 استمعت صدفة إلى حديث عجيب قدمه مذيع محطة القرآن في صورة حوار بين سائل ومجيب، وكان السائل هو مقدم البرنامج الذي يسمونه ( الحديث الدينى ) والمجيب عالم من علماء الأزهر الشريف هو إمام وخطيب مسجد السلطان أبى العلاء ببولاق- فاستمعوا معي إلى موجز ما دار في هذا الحوار الذي أصبت عقب استماعه بدوار وأسى يندى له الجبين.
السؤال الأول: لماذا أطلق على صاحب هذا المقام لقب السلطان؟ أكان أميرًا أو حاكمًا أم له معنى آخر؟.
الجواب: الواقع العلمي أن أبا العلاء رضي اللَّه عنه لم يكن حاكمًا ولا أميرًا وإنما كان سلطان العاشقين المتيمين بالذات الإلهية ولذا لقب بالسلطان!.
السؤال الثاني: كيف نشأ هذا السلطان؟ ولماذا يقام له احتفال بمسجده كل عام؟.
الجواب: هذا السلطان نشأ بمكة المكرمة،وتلقى العلم على علمائها، ثم رحل إلى مصر وأقام بها، وكان يعبد اللَّه في زاوية صغيرة هي مكان مسجده الحالي المعروف للمسلمين- والظاهر أن جماعة من المريدين المحبين هم الذين شرعوا في بناء المسجد وضم الزاوية إليه.
السؤال الثالث: ما الجانب العلمي العبادي الذي اختص به السلطان وأحبه الناس لأجله؟.
الجواب: اشتهر رضي اللَّه عنه وعرف بالعزلة عن الناس ولزوم الخلوة أربعين عامًا يتعبد اللَّه فيها على طريقته الخاصة التي ارتضاها لنفسه- انتهى الحوار.
وأقولها بصراحة وشجاعة: لا لوم على مذيع البرنامج الذي ينسبونه إلى الدين بإذاعة القرآن الكريم، فإنه يقدم ما يراه صالحًا للمسلمين أو يتحدث عنه عالم من علماء المسلمين، ولكن اللوم كل اللوم والمسئولية الكبرى واقعة على بعض علمائنا الذين يشوهون جمال الإسلام، ويهدمون أركان الإيمان بعرض هذه الترهات والأباطيل التي لا تغنى عن الحق والواقع شيئًا، وهي بمنأى عن جوهر الدين القيم.
حدثونى بربكم يا علماء الأزهر الأجلاء ويا رجال الدعوة الإسلامية التي حملكم اللَّه أمانتها وكلفكم مهمتها: هل هناك في دنيا الفقه الإسلامي أو بين طيات كتب السيرة أو في بطون أسفار الأحاديث النبوية شيء أو لقب أو وصف يطلق عليه عشق الذات الإلهية وأن لها سلطنة أو إمارة؟ وهل قرأتم يا علماء العصر أن العزلة عن المسلمين والخلوة في مكان بمنأى عن الأهل والبنين وأن الذكر والفكر في الخلوات من عقائد الإسلام؟ وهل هجر مصالح الناس والبعد عن إرشادهم وتعليمهم مما يأمر به الدين الحنيف؟ ومن كان ينفق على السلطان ويرعى شئونه؟ أو أنه كان صائم الدهر؟.
وأخيرًا من أذن للمسلمين- إن كانوا بحق مسلمين- أن يجعلوا قبر السلطان بداخل المسجد وأن تقام له الأفراح والليالى الملاح وتنصب السرادقات وتضاء الثريات وتقام الأذكار الهمجية والحفلات البهلوانية في ليلته وتحت قبته، احتفاء بذكراه وتكريمًا لسيرته العطرة وآثار بركته التي عمت وطمت على العالمين؟ حسبنا اللَّه وكفى: أن يضيع الحق وتشوه الحقائق وتنعكس الصورة الشرعية بين أمواج الجهل والغفلة. وهدى اللَّه مشايخنا وأرشد علماء الأزهر، وأنا واحد منهم لأن يجابهوا المنكر أنى وجد، ويحاربوا الجهل متى اشرأب واستشرى، وألا يدعوا مجالاً لأدعياء العلم كى يثبتوا وجودهم وينفثوا سمومهم ويستولوا على السذج والبسطاء باسم العلم والدين واللَّه وحده يعلم أن دين اللَّه منهم براء، وأن بينهم وبين العلم الصحيح كما بين السماء والأرض،وأيقظ اللَّه أزهرنا وعلماءنا كما أيقظ أصحاب الكهف من قبلنا وجعلهم آية للعالمين.
وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
عبد العزيز عثمان النحرواي

2

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا