الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

أنباء وآراء

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أنباء وآراء
هل هو تطوير أم تضليل ؟
كمال يونس

إن المناهج التى بين أيدى تلاميذنا تحتاج إلى كثير من التنقية والتصويب لأن التطوير الذى طرأ عليها ليس تطويراً بل هو تضليل لتلاميذنا وتلميذاتنا وإنها تمثل خطراً كبيراً على عقول أبنائنا ولذا فإننا سوف نعرض لبعض الأخطاء التى احتوت عليها المناهج الدراسية وذلك على سبيل المثال لا على سبيل الحصر عسى أن نجد من يسمع لكلامنا وصياحنا :
أولاً : جاء فى كتاب التربية الإسلامية المقرر على تلاميذ الصف الخامس الابتدائى فى صفحة 72 ” أن زكاة الزروع والثمار مقدارها نصف العشر وربع العشر وهذا خطأ لأن زكاة الزروع والثمار مقدارها العشر فيما سُقى بغير نصب ومشقة ونصف العشر فيما سُقى بتعب ومشقة لقول الرسول الكريم ” صلى الله عليه وسلم ” : ” فيما سقت السماء والعيون أو كان عثريا العشر وفيما سقى بالنضح نصف العشر ” رواه البخارى .
ثانياً ما جاء فى كتاب النصوص والقراءة المقرر على تلاميذ الصف الأول الإعدادى موضوع ( تحية إلى الأزهر ) للشاعر أحمد شوقى صفحة 90 يقول فيه الشاعر :
قم فى فم الدنيا وحى الأزهرا
وانثر على سمع الزمان الجوهرا
واذكره بعد المسجدين معظماً
لمساجـد الله الثلاثة مكبـــراً
ففى شرح هذا النص بصفحة 91 قال الشارح بأن المسجدين هما المسجد الحرام والمسجد النبوى وثالثهما هو الأزهر . فأين إذن المسجد الأقصى ؟ ألا يتعارض هذا مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ذكر فى الحديث أن المساجد المعظمة ثلاثة وذلك فى قوله : ” لا تشد الرحال إلا لثلاث : المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى .. ألم يسمع واضع هذا المنهج قول ” المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين .. ؟ فلمصلحة من يتم إغفال المسجد الأقصى . ؟ وماذا يريدون بذلك . . ؟ هل يريدون أن ينسى أبناؤنا المسجد الأقصى وقضيته .. ؟
ثالثاً : موضوع آخر عنوانه ” نجيب محفوظ وجائزة نوبل ” بصفحة 118 المقرر على تلاميذ الصف الأول الإعدادى أيضاً عندما يتحدث الموضوع عن نجيب محفوظ وبرنامجه اليومى يقول أنه يقوم من نومه ثم يمارس رياضة المشى .. ثم . ثم يجلس على القهوة .. بمعنى أنه لا يؤدى صلاة الصبح .. فهل هذه هى القدوة التى يطلبون من تلاميذنا التمسك بها ؟ ثم يتحدث الموضوع عن نجيب محفوظ فيقول ” إنه كان يجلس مع والدته يستمع إلى الحكايات التى تروى فى مجالس النساء ” فهل هذا هو السلوك الذى يريدون أن يقتدى به أبناؤنا ؟ وللأسف نجد فى مناقشة الموضوع سؤالاً يقول أكمل العبارة التالية ( تأثر نجيب محفوظ بالحكايات التى كانت تروى فى مجالس … ) ويريدون من التلميذ أن يكمل بكلمة النساء .. لصالح من كل هذا أيها المسؤلون .. ؟ وماذا تريدون .. ؟ .
رابعاً : موضوع بعنوان ( طه حسين ) بصفحة 198 المقرر على تلاميذ الصف الأول الإعدادى يمدح فيه الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة السابق طه حسين فيقول له :
أنت أدركت كل سر خفى
بذكاء الإلهام قبل العيان
فكيف أدرك طه حسين كل سر خفى .. ؟ وهل يصح أن يقال هذا الكلام لغير الله تعالى .. ؟ ألم يقل سبحانه وتعالى ” وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ” .. ؟
خامساً : قصيدة لنزار قبانى بعنوان ( عند الجدار ) مقررة على تلاميذ الصف الأول الإعدادى أيضاً تصور القصيدة حالة غرام وعشق بين طفل وطفلة حيث يعبر الطفل عن مشاعره بعد أول لقاء فيقول :
ليلتها عدت إلى فراشى
فطار منى واستحال نومى
واخترقت مخدتى بنارى
وأقبلت على الدموع أمى
تقول يا شقى كيف تغشى
زاوية الجدار دون علمى
عبارات غرامية يلقيها الشاعر على مسامع التلاميذ والتلميذات وهم فى سن حرج . والأعجب من ذلك ما قاله الشارح لهذا الموضوع فيقول : ” وفى المساء حين ينتهى اللقاء ويدخل الطفل فى فراشه يعتصره الألم لفراقها وتسيل من عينيه دموع الحب البرىء حارة غزيرة تكاد تحرق مخدته .. وحين أبصرت أمه هذه الدموع أشفقت عليه وتألمت لحاله فقد أحست أن نيران الحب قد أدركته ” سبحان الله ‍ هل هذا هو التطوير .. ؟ هل هذه المناهج هى التى ستبنى جيلاً قادراً على حمل الرسالة .. ؟
أيها المسئولون اتقوا الله فى أبنائنا .. أيها المسئولون أعيدوا النظر فى هذه المناهج إن كنتم تريدون الخير لديننا ووطننا .. ؟ وفى النهاية لا نملك إلا أن نقول ” ألا هل بلغنا اللهم فاشهد ” والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كمال محمود يونس
المنيا – ديرمواس
فى 2 رمضان سنة 1412هـ
6/3/1992م

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا