الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

أسئلة القراء عن الأحاديث

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أسئلة القراء عن الأحاديث
يجيب عليها : الشيخ / أبو إسحاق الحويني ‏
يسأل القارئ : عصام الدين الغزالي – مينا القمح – محافظة الشرقية – عن ‏درجة هذه الأحاديث : ‏

1- ( إن الله يحب كل قلب حزين ) ؟‏
الجواب : حديثٌ ضعيفٌ .‏
أخرجه الخرائطي في ( اعتلال القلوب ) ( ق3/ 2) ، وابن أبي الدنيا في ( الهم ‏والحزن ) ( ق2/ 1) ، وابنُ عدي في ( الكامل ) (2/ 471) ، والطبرانيُّ في ( ‏مسند الشاميين ) ( 1480) ، ومن طريقه أبو نعيم في ( الحلية ) (6 / 90) ، ‏والحاكم في ( المستدرك) (4/ 315) ، وعنه البيهقيُّ في ( الشعب ) (ج3 / رقم ‏‏865) ، والقضاعي في ( مسند الشهاب ) (1075) من طريق أبي بكر بن أبي ‏مريم ، حدثنا ضمرة بن حبيب ، عن أبي الدرداء مرفوعًا فذكره .‏
قال الحاكمُ : ( صحيحٌ الإسناد ) ، فرده الذهبي بقوله : ( قلتُ : مع ضعف ‏أبي بكرٍ ، منقطعٌ ) . اهـ .‏
قلتُ : أما أبو بكر فضعيفٌ جدًّا ، لكنه لم يتفرَّد به . فتابعه معاوية بن صالح ‏‏، فرواه عن ضمرة بن حبيب بسنده سواء . أخرجه البزار ( ج4 / رقم 3624) ، ‏والطبراني في ( مسند الشاميين ) ( 2012) ، والبيهقي في ( الشعب ) (ج3/ رقم ‏‏866) من طرق عن عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح . قال الهيثميُّ في ‏‏( المجمع ) (10 / 309 ، 310) : ( إسناده حسنٌ ) . ‏
كذا قال ‍‍! والإسناد منقطعٌ ، كما قال الذهبي بين ضمرة بن حبيب وأبي الدرداء ‏‏.‏
قال البزار : ( لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو الدرداء ، ‏ولا له إسنادٌ غير هذا ) . انتهى .‏
وكلام البزار متعقَّبٌ برواية أبي بكر بن أبي مريم . والله أعلم .‏
وطريق البزار أنظف ، ومعاوية بن صالح ثقةٌ ، ولكن الراوي عنه عبد الله بن ‏صالح ، وهو كاتب الليث فيه مقالٌ ، ولذلك قال البيهقي عقب رواية معاوية بن ‏صالح : ( وهذا الإسناد أصح ) .‏
ولا يقصد تصحيحه بهذه العبارة ، لكن يقصد أنه أقل ضعفًا من طريق أبي بكر ‏بن أبي مريم ، وهذه العبارة تأتي كثيرًا على ألسنة النقاد ، ولا يقصدون بها ‏تصحيح الإسناد أو الحديث ، ونظير هذا أن الدارقطني سُئل عن محمد بن ‏الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة : ما درجته في الحديث ؟ فقال : ( أعور ‏بين عميان ) ، وهو يزكيه بهذه العبارة ، وإن وصفه بالعور ، فكأنه قال : له ‏بعضُ حفظ في قوم لا يحفظون الحديث ولا يضبطونه ، وكذلك ما يقوله بعضُ ‏المتأخرين في الحكم على الحديث ، فيقولون : ( رجاله رجال الصحيح ) ، أو ( ‏رجاله ثقات ) ، أو ( رجاله موثقون ) ، كل هذه العبارات لا يقصد بها تصحيح ‏الإسناد ، فكن منها على ذكرٍ ، فكم وقع بسببها ناسٌ في تصحيح أحاديث ‏ضعيفة . والله الموفق .‏
‏2- ( كل كلام ابن آدم عليه لا له ، إلا أمرًا بالمعروف ، أو نهيًا عن منكر ، أو ‏ذكرًا لله ) ؟‏
الجواب : حديثٌ ضعيفٌ . أخرجه النسائي في ( مجلسان من الأمالي ) (15) ، ‏وعبد الله بن أحمد في ( زوائد الزهد ) ، ( ص22، 23) ، وابن السني في ( اليوم ‏والليلة ) (5) ، وابنُ أبي الدنيا في ( الصمت ) (14) ، وبحشل في ( تاريخ واسط ‏‏) (ص245 ، 246) ، والحاكمُ ( 2 / 512 ، 513) ، والخطيب في ( تاريخه ) ‏‏(12 / 321) من طرقٍ عن محمد بن يزيد بن خُنيس قال : دخلنا على سفيان ‏الثوري نعوده ، فوجدنا عنده سعيد بن حسان المخزومي ، فقال سفيان لسعيد : ‏الحديث الذي حدَّنْتَنِيه ، عن أم صالحٍ ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم حبيبة ، ‏اردُدْه عليَّ ، فقال سعيد : حَدثتني أمُّ صالح ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم ‏حبيبة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلُّ كلام ابن آدم عليه ، لا ‏له ، إلا أمرًا بمعروف ، أو نهيًا عن منكرٍ ، أو ذكرًا لله عز وجل ) .‏
وأخرجه الترمذي ( 2412) ، وابن ماجه ( 3974) ، والخطيب (12/433 ، ‏‏434) من هذا الوجه بدون ذكِر القصة . ووقع عند الخطيب في الموضع الأول : ( ‏قال – يعني : سفيان الثوري – : ما أعجب هذا الحديث ؛ امرأةٌ ، عن امرأةٍ ، ‏عن امرأةٍ ) . قال له صاحبه : وما يُعجبك من ذلك وهو في كتاب الله موجودٌ ؟ ‏قال الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ ‏إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) [ النساء : 114] ، وقال تعالى : ( وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنْسَانَ ‏لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا ‏بِالصَّبْرِ(3) ) [ العصر : 1 – 3] .‏
ووقع عند ابن أبي الدنيا : ( فقال رجلٌ – يعني : بعد سماع الحديث – ما أشدَّ ‏هذا الحديث !! فقال سفيان : وأيُّ شدته ؟ أليس قال الله تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ ‏الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) [ النبأ : ‏‏38] ، أليس يقولُ الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّ

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا