أسئلة القراء عن الأحاديث
إعداد الشيخ / محمد عمرو عبد اللطيف
* ملحوظة : نستأذن إخواننا الكرام في إرجاء الإجابة عن أسئلتهم التى فيها قدر من الإشكال والوعورة ، حتى ينفسح المجال لسواها مما يسهل الجواب عنه راجين الله عز وجل التوفيق بتفسير ما تم إرجاؤه ، وهو المستعان وحده .
يسأل الأخ / عبد الله ربيع – بنى سويف – الواسطي عن حديثين أحدهما مضمونه : (إن رجلاً جاء إلى النبي صلي الله عليه وسلم وقال له : إنى أفعل كل ما يغضب الله فعاهده الرسول صلي الله عليه وسلم على عدم الكذب ويفعل أى شيء بعد ذلك ، فلما ذهب وجاء المساء ، تسلق جدار بيت فوجد في البيت امرأة ، ومالاً وطعامًا ، وكلما همَّ بفعل شئ من المعاصى تذكر عهد النبي صلي الله عليه وسلم فامتنع حتى خرج من البيت ولم يفعل شيئًا .
وعندما جاء النبي صلي الله عليه وسلم وأخبره بما حدث ، بعث إلى المرأة زوجه بها).
فالجواب : أنه كلام أشتهر على ألسنة القصاص والوعاظ في هذه الأيام ، ومنهم من يشغل مراكز مرموقة في الدعوة إلى الله عز وجل ! ، فيذكرونه دون عزو إلي شيء من كتب الحديث ، ولم أقف له على أصل بلفظه ولا معناه عن النبي صلي الله عليه وسلم أو غيره من السلف الصالح .
ولم أر أحدا من الأولين والآخريين تعرض له أو نبه عليه والله المستعان .
وتسأل أسرة العلوم بمدرسة جمال عبد الناصر الإعدادية بنين عن جملة من الأحاديث في فضائل سور : الرحمن ، والواقعة ، ويس نظرًا لتشكيك بعض الإخوة في صحتها وأنها وضعت فيما قيل – عندما هُجِرَ القرآن ، وهي :
1- (لا تدعوا قراءة سورة الرحمن ، فإنها لا تقر في المنافقين (كذا) ، وتأتي ربها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة ، وأطيب ريح ، حتى يقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها ، فيقول لها : من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ، ويدمن قراءتك : فيقول : يا رب ، فلان وفلان ، فتبيض وجوههم ، فيقول : أشفعوا فيمن أحببتم ، فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له ، فيقول : ادخلوا الجنة واسكنوا بها حيث شئتم ) .
فالجواب : أنه حديث لم أقف له على أصل في مظانه المشهورة (الدر المنثور) ، و(تفسير القرطبي ) و(تخريج الكشاف) (للزيلعي) ، و(كنز العمال) ، (وموسوعة أطراف الحديث النبوي) ، ولم أر فقرة من فقراته في الحديث الطويل الموضوع في فضائل القرآن فليت الإخوة الأفاضل أفادونا بذكر المصدر الذي رآوه فيه .
2- عن على رضي الله عنه مرفوعًا : (لكل شيء عروس ، وعروس القرآن الرحمن ،) رواه البيهقي فهذا الحديث عنده في شعب الإيمان) (2494 – دار الكتب العلمية ) من طريق أحمد بن الحسن – دُبَيْس – المقرئ ثنا محمد ابن يحيي الكسائي المقرئ ثنا هشام اليريذي ثنا على بن حمزة الكسائي ثنا موسى بن جعفر عن أبية عن على بن الحسن عن أبيه عن على به .
وهو حديث لا يصح قال المناوي رحمه الله في (الفيض) (5/ 286) ( وفيه أحمد بن الحسن (دبيس) عده الذهبي في الضعفاء والمتروكين ، وقال الدارقطني : ليس بثقة وخرجه العلامة الألباني حفظه الله في (الضعيفة) (1350) واستنكره وقال (وإن عجائب المناوي أن يخالف بنفسه هذا التضعيف الذي استفدناه منه ، فيقول في ( التيسير) (وإسناده حسن) ! قلت : وفيه علل أخرى لم يذكرها فشيخ البيهقي فيه هو أبو عبد الرحمن السلمي ، فيه مقال يصل إلي الأتهام بالوضع للصوفية .
وشيخ السلمي هو علي بن الحسن بن جعفر البغدادي ( وتحرف اسم أبيه في هذه الطبعة إلى الحسين) قال الخطيب (11/ 385) (وكان يتعاطي الحفظ والمعرفة ، وكان ضعيفًا) وحكى – أثناء الترجمة ، عن أبي بكر الداودي قوله فيه (.. إلا أنه كان كذابًا يدعي ما لم يسمع ) ويضع الحديث ..) وعن ابن أبي الفوارس قوله : (وكان مخلطًا في الحديث ) وشيخه الكسائي سكت عليه الخطيب (3/ 421) وبقي بحث لا داعي للإطالة بذكره والحاصل أن الحديث واهي الإسناد جدًا ، كأنه موضوع ، والله أعلم .
3- عن ابن مسعود مرفوعًا : (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا) وفي رواية ( لقى الله عز وجل ، ووجهه كالقمر ليلة البدر) .
والجواب : أن ثمة تداخلا سأنبه عليه بإذن الله تعالى ، وذلك أن اللفظ الأول منكر الإسناد والمتن ، رواه ابن السني في (عمل اليوم والليلة) (680) والبيهقي في الشعب)(2497 : 2500) وآخرون من حديثه وأعله جماعة من الأئمة من وجوه يضيق المقام عن التعرض لها فلينظر في (الضعيفة) (289) من شاء ورواه الديلمي من طريق أحمد بن عمر اليمامي بسنده إلى ابن عباس رفعه بزيادة :(ومن قرأ كل ليلة(لا أقسم بيوم القيامة ) لقي الله يوم القيامة ووجهه في صورة القمر ليلة البدر) كما في (الضعيفة) (290) للعلامة الألباني امتع الله به ، وقال (ذكره السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة)(177) ، وقال (أحمد اليمامي كذاب ) ولذلك جزم – حفظه الله – أيضًا بوضعه .
ثم أورده (291) بلفظ : (من قرأ سورة الواقعة وتعلمها ،
