الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 4 جمادى الآخرة 1447 25-11-2025

أسئلة القراء عن الأحاديث

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

أسئلة القراء عن الأحاديث
يجيب عليها:
فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني

يسأل القارئ : محمد شاهين بدوي عن درجة هذه الأحاديث :
1- (( إذا نزل الرجل على قومٍ ، فلا يصم إلاَّ بإذنهم )) ؟
الجواب : حديثٌ منكرٌ .
أخرجه أبو نعيم في (( الحلية )) (3/141، 142) عن علي بن الحسين معضلاً ، وقد ورد موصولاً ، أخرجه الترمذي في (( سننه )) (789) ، وفي (( العلل الكبير )) (1/370) ، وابن عدي في (( الكامل )) (1/348) ، وأبو نعيم في (( أخبار أصبهان )) (1/190 و2/266) ، والقضاعي في (( مسند الشهاب )) (536) من طريق بشر بن معاذ العقدي ، ثنا أيوب بن واقد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة مرفوعـًا : (( من نزل على قومٍ فلا يصومنَّ تطوعـًا إلا بإذنهم )) . ورواه سليمان بن أيوب صاحب البصري ، عن أيوب بن واقد بسنده سواء . أخرجه ابن حبان في (( المجروحين )) (1/169) ، ومن طريقه ابنُ الجوزي في (( الواهيات )) (869) . قال الترمذي في (( سننه )) : ( هذا حديثٌ منكرٌ ، لا نعرفُ أحدًا من الثقات روى هذا الحديث عن هشام بن عروة ، وقد روى موسى بن داود عن أبي بكر المدني عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوًا من هذا ، وهذا حديثٌ ضعيفٌ أيضـًا ، وأبو بكر ضعيفٌ عند أهل الحديث ، وأبو بكر المديني الذي روى عن جابر بن عبد اللَّه ، اسمه : الفضل بن مبشر ، وهو أوثقُ من هذا وأقدمُ ) . اهـ .
وقال الترمذي في (( العلل الكبير )) : ( سألت محمدًا – يعني : البخاري – عن هذا الحديث ، فقال : ( حديثٌ منكرٌ ) . وقال ابن حبان في ترجمة أيوب بن واقد : ( كان يروي المناكير عن المشاهير ، حتى يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد لها ، لا يجوز الاحتجاج بروايته ) .
وقال ابن عدي : ( وأيوب بن واقد عامة ما يرويه لا يتابع عليه ) .
قُلْتُ : توبع أيوب بن واقد كما تقدَّم في كلام الترمذي ، تابعه أبو بكر المدني ، وهو أبو بكر الداهري ، وقد أخرج هذه المتابعة ابنُ ماجه (1763) قال : محمد بن يحيى الأزدي ، ثنا موسى بن داود به . وسنده ضعيفٌ جدًّا ، وأبو بكر الداهري تالفٌ .
وقال ابنُ الجوزي : ( هذا حديثٌ لا يصح ) . ونقل المناوي في (( الفيض )) (1/446) عن البيهقي أنه قال : ( إسناده مظلم ) ، وقد وقفتُ له على شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعـًا : (( من ألبسه اللَّه نعمةً فليكثر من الحمد للَّه ، ومن كثرت همومُه فليستغفر اللَّه ، ومن أبطأ عنه رزقه ، فليكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا باللَّه ، ومن نزل مع قومٍ فلا يصومنَّ إلاَّ بإذنهم ، ومن دخل دار قومٍ فليجلس حيث أمروه ، فإن القوم أعلمُ بعورة دارهم ، وإن من الذنب المسخوط به على صاحبه : الحقدُ ، والحسدُ ، والكسلُ في العبادة ، والضنكُ في المعيشة )) .
أخرجه الطبراني في (( الأوسط )) (6555) ، وفي (( الصغير )) (2/72) من طريق محمد بن سلمة المرادي ، نا يونس بن تميم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة .
وأخرجه ابن عساكر في (( تاريخ دمشق )) (ج13/ ق713) من طريق محمد بن سلمة المرادي ، لكن وقع عنده : ( أيوب بن تميم ) بدل : ( يونس بن تميم ) . والصواب أنه يونس .
وهو خبرٌ باطلٌ كما قال الذهبي في (( الميزان )) (4/478) في ترجمة : ( يونس بن تميم ) .

2- (( من أشراط الساعة : موت الرجل فجأةً )) ؟
الجواب : حديثٌ ضعيفٌ .
أخرجه أبو عمرو الداني في (( السنن الواردة في الفتن )) (395، 399) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة ، عن الشعبي أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال : (( إن من أشراط الساعة موت الفجأة )) . وهذا سندٌ ضعيفٌ لإرساله ، وقد رأيته موصولاً . أخرجه الطبراني في (( الصغير )) (2/129) قال : حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي ، حدثنا عبد الكبير بن المعافي بن عمران ، حدثنا شريك، عن العباس بن ذريح ، عن الشعبي ، عن أنس مرفوعـًا : (( من اقتراب الساعة أن يُرى الهلاك قبلاً ، فيقالُ : لليلتين ، وأن تُتَّخذ المساجدُ طرقـًا ، وأن يظهر موت الفجأة )) . قال الطبراني : ( لم يروه عن الشعبي إلاَّ العباس بن ذريح ، ولا عنه إلا شريكٌ ، تفرد به : عبد الكبير ) . وأعله الهيثمي في (( المجمع )) (7/325) بالهيثم بن خالد شيخ الطبراني ، وقال : إنه ضعيفٌ . ومن نظر في نقد الطبراني وقع له أن الهيثم لم يتفرد به ، والصواب إعلاله بشريك بن عبد اللَّه النخعي ، فهو سيء الحفظ . أما الراوي عنه وهو عبد الكبير بن المعافي فقد قال فيه أبو حاتم الرازي – كما في (( الجرح والتعديل )) (3/1/63) -: ( كان ثقة رضـًا ، وكان يُعدُّ من الأبدال ) .
ورأيتُ للحديث طريقـًا آخر عن أنسٍ . أخرجه ابنُ عدي في (( الكامل )) (2/705) ، ومن طريقه ابنُ الجوزي في (( الواهيات )) (1491) من طريق الحسن بن عمارة ، عن الحواري بن زيادٍ ، عن أنسٍ مرفوعـًا : (( إن من اقتراب الساعة : فشو الفالج ، وموتُ ال

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا