آراء عجيبة للغزالى
بقلم : محمد نجيب لطفى
لاشك أن العالم قد يكون سببا فى ضلال الناس بآرائه وإفتاءاته التى تثير البلبلة والجدل بين المسلمين . ومنذ أن كتب الشيخ محمد الغزالى كتابه الذى أحدث فتنة كبرى والذي أسماه ” السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ” والذي تولى الرد عليه نخبة من العلماء العاملين (1) – منذ أن كتب ذلك الكتاب والمجلات الإباحية والعلمانية تتهافت عليه لعلها تحظى ببعض آرائه وأفكاره لتكون مسوغا لها فى أن تميع قضايا الدين بشكل عام .
ونستطيع أن نلخص بعض القضايا التى جانبه فيها الصواب والتي تبدو فى أكثر مؤلفاته وتتضح بجلاء فى كتابه المذكور آنفا وهذه القضايا هى :
1. رد الأحاديث الصحيحة والتي فى أعلى درجات الصحة كرده لأحاديث فى الصحيحين البخارى والمسلم .
2. تهكمه على أهل الحديث الذين هم أشرف الأمة وأعظمها لأنهم حفظوا لنا أعظم وأنفس ما يمكن حفظه وهو السنة النبوية المطهرة (2) .
3. اتباع منهج عدم الأخذ بأحاديث الآحاد الصحيحة وما يترتب على ذلك من إنكار لمسائل كثيرة تتعلق بالعقائد .
4. دعوته للتقريب بين السنة وبعض المذاهب الضالة .
5. تأويل آيات الصفات ومخالفة أهل السنة والجماعة فى ذلك .
6. السخرية من اللحية والنقاب والاستهتار بكثير من السنن والنوافل .
7. الإعجاب بنساء الكفار ومطالبة المسلمات أن يكن مثلهن .
8. تمييع قضايا المرأة بشكل عام .
ولست متناولا فى هذا المقال نقدا لكتابه ” السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ” إنما الذى أريد أن يعلمه القارئ هو أن الشيخ أُجرى معه حوار نشر فى المجلة التى تسمى ( صباح الخير ) تحت عنوان ” آراء جريئة للشيخ الغزالى ” وذلك بعددها الصادر فى غرة رجب 1411 الموافق 17 يناير 1991 وقد تناول هذا الحوار أمورا منها :
1. تهكم الشيخ على علماء المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم الشيخ عبد العزيز بن باز لبعض الفتاوى السعودية التى لا تعجبه . وفى نفس الوقت أبدى إعجابه الكبير بالمتحدثة باسم البيت الأبيض والمتحدثة باسم السوق الأوربية الموحدة .
2. أبدى استهانته بردود العلماء عليه بصدد لكتابه الفتنة ” السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ” وقال عن الكتب التى كتبها هؤلاء العلماء ردا عليه إنه يتصفح الكتاب فى حدود دقائق قليلة فينظر بسرعة فيعرف المصدر والوجهة ويحكم على الكتاب بما فيه .
3. أنكر النقاب للمرأة وقال إنه لا أصل له . وكأن ما تفعله المسلمات العفيفات منذ أربعة عشر قرنا لا علاقة له بالدين .
4. إعلانه أنه يطرب عند سماع الأغاني من بعض المغنيات كأم كلثوم حيث يقول ( أسمع منها أغنية الحج وأبكى مع ” إلى عرفات الله يا خير زائر ” ومع ذلك أنا أسمع لها الأطلال ويسرني أن أسمعها كثيرا ) هذا نص كلامه .
5. إباحته مصافحة المرأة الأجنبية على الرغم من تحريم الشرع لذلك فيقول ما نصه ( هذا شيء لا أمر به وأنهى عنه ، وإذا مدت إحدى السيدات يدها فلابد أن أصافحها ) .
هذا بعض ما نشرته مجلة ( صباح الخير ) التى يعلم القراء أنها مجلة لا علاقة لها بالدين ، إنما هى فرصة أن تنشر مثل تلك الآراء لواحد يغتر به وبمؤلفاته كثير من المسلمين حتى تستطيع المجلة بنشرها لتلك الآراء أن تكون معول هدم فى صرح الإسلام الشامخ .
وعملا بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الدين النصيحة ” قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ” فإنى أقدم النصيحة خالصة للشيخ الغزالى أن يطرح عن نفسه ما أصابه من غرور وكبرياء وأن يعيد النظر فى موقفه من ناحية هذه المفاهيم الغريبة عن الإسلام التى يعمل على ترويجها ، فأنا – والله – عليه وعلى متبعيه من موقفهم يوم القيامة فالأمر جد عسير.
وأقول للشيخ : إن العبرة ليست بكثرة الكتب ولا بكثرة الطبعات ولا بكثرة المداحين والتابعين . وما أصدق قول الشاعر :
وما من كاتب إلا سيبلى ويُفنى الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ يسرك فى القيامة أن تراه
فهل لك من أوبة إلى الحق ؟ نسأل الله ذلك .
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
محمد نجيب لطفى
الفيوم – العدوة
(1) من الكتب التى أطلعنا عليها بصدد الرد على الغزالى فى كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) ما يلي :
* سمط اللآلى فى الرد على الغزالى للشيخ أبى اسحق الحوينى .
* جناية الشيخ محمد الغزالى على الحديث وأهله للشيخ أشرف بن عبد المقصود بن عبد الرحيم .
* حوار هادئ مع الغزالى للشيخ سليمان بن فهد العودة .
* كشف موقف الغزالى من السنة وأهلها ونقد بعض آرائه للشيخ الدكتور ربيع بن هادى المدخلى .
وهناك كتب أخرى ومقالات كثيرة ننصح بقراءتها ما أمكن .
(2) يمكن الرجوع إلى ما كتبه العلماء فى شرف أصحاب الحديث . ومن أجمع المؤلفات فى ذلك كتاب ( شرف أصحاب الحديث ) للخطيب البغدادى ونوصى بقراءته إن أمكن .
