ولماذا الذبابة بالذات…؟
بقلم الدكتور / جابر إبراهيم الحاج
نشرت جريدة الجمهورية في يومي 10، 11 ذو القعدة 1398- 12، 13 أكتوبر 1978 فتوتان للدكتور محمد سعاد جلال. في الأولى يبيح رؤية العورات المكشوفة في السينما لأن التحريم الوارد لم يذكر رؤية العورة على الشاشة وإنما رؤيتها في الواقع..
وبهذا يكون الدكتور محمد سعاد جلال قد تراجع عن ادعائه الأول، وهو أن رؤية ذراعي الأجنبية وما تبديه من مفاتنها ليس حرامًا ونسب إلى المذهب الحنفي أنه يبيح كشف ذراعي المرأة، ويشهد اللَّه أن الإمام أبا حنيفة كان عالمًا وورعًا وتقيًا ولا يمكن أن ينزل لهذا المستوى..
وإن كان الدكتور قد تراجع بقصره التحريم على المرأة بذاتها ولا يمتد التحريم إلى الشاشة- يكون قد كفانا مئونة مناقشة الشق الأول وبقي أمر إباحة رؤية العورات على الشاشة. وشأن الدكتور في ذلك كمن يبيح شرب الخمر ما دام الشارب لم يصنع الخمر بيديه، وبذلك يضم صوته إلى صوت المفتي الجديد ويتغنيان معًا بما تغنى به الشاعر الماجن ” ودواني بالتي كانت هي الداء”.
والفتوى الثانية في تخليق الذباب في الأنابيب، وقد صال الدكتور وجال في هذا الموضوع، وكان ملخص ما ذكره هو أن الشرع لا دليل فيه على أن الإنسان لا يخلق الذباب.. وزج في الموضوع بابن عباس رضي اللَّهُ عنهما.
يا سيادة الدكتور ! أين ومتى استطاع إنسان خلق ذبابة واحدة في أنبوبة؟ هل أتى بحبة رمل أو قطعة طين أو نواة بلح وسلط عليها علمه أو نفخ فيها من روحه فصارت ذبابة؟ أم أنه جاء ببويضة لذبابة ووضعها في أنبوبة ” شأنه في ذلك شأن من أسموه: ابن أنبوبة الاختبار” وسمي ذلك خلقًا !
وقد استشهد الدكتور بقول اللَّه تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} فزعم أن الآية توحي بأن الإنسان يستطيع الخلق ولكن خلق اللَّه أحسن..
لماذا اختار هؤلاء الناس الذبابة بالذات؟ هل لذكرها في القرآن؟ أم لأنهم أدعياء علم ويتهافتون على الفتنة تهافت الذبابة على العفن؟ والطيور على أشكالها تقع.
أليس من واجب علماء الدين أن يذكروا قول اللَّه تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ…}.
أليس من واجبهم أن يتأسوا برسولهم صلى الله عليه وسلم وأن يتسلحوا بالعلم النافع ويتأملوا قول الحق تبارك وتعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ} صدق اللَّه العظيم.
دكتور جابر إبراهيم الحاج
فايل 1-mg-7
2