واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا
بقلم الأستاذ محمد العبد الله الفوزان
وزارة المعارف – إدارة الاتصالات
الرياض- السعودية
هذا الآية الكريمة أمر ونداء من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين يدعوهم فيها إلى التمسك بالوحدة قبل أن تحل بهم الفرقة وتمزقهم الأهواء والأغراض، وتتفشى فيهم البدع والخرافات، وتتكالب عليهم أمم الأرض وتتداعى الأكلة على قصعتها ويصبحون غثاء كغثاء السيل. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الآية هي جرس الإنذار وبوق الاستنفار لحشد القوى وتوحيد القلوب ورص الصفوف استعدادًا للجولة الحاسمة مع عدونا اللدود. هذه الآية تدعونا للاعتصام بكتاب الله الكريم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير مغالاة ولا تقصير، وحتى تكون أمة مسلمة قوية متماسكة يدافع بعضها عن بعض وينصر بعضها بعضًا إذا استغاث بها مسلم أينما كان هبت لنصرته.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر). أمة تحمل الكتاب والسّـنّة بيد وتحمل في اليد الأخرى الرشاش والبندقية والقلم.
أمة تحارب العدو على الجبهة الخارجية وتحارب على الجبهة الداخلية الجهل والبدع والميوعة والخنفسة والتبرج والتفرقة وعبادة الأضرحة والأولياء، وإقامة الموالد والجري وراء الموضة والتقليد الأعمى للحضارة الغربية الهرمة.
أمة تعد قوتها وتبعأ جميع طاقاتها لمواجهة عدوها (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة)، (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيان مرصوص).
هذا ما أراد الله لنا فهل حققنا ذلك؟؟..
هذا ما نرجوه مستقبلاً وعسى أن تكون حرب رمضان المبارك بداية الطريق إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته