نداءات لأخى المسلم
بقلم: الدكتور محمد نغش
يا أخي المسلم، سلام اللَّه عليك، وبعد:
فاعلم أن الكذب داء ووباء، فأما كونه داء فلأنه يصيب النفس فيضعفها ويضر كافة مكوناتها، وأما كونه وباء فلأنه إذا أصاب فردًا في مجتمع، ووجد البيئة الملائمة لتكاثره وانتشاره، اتخذ في هذه الحال صورة وباء قل من ينجو منه إلا من عصم اللَّه.
ولهذا وجبت الحيطة منه، واتخاذ كافة تدابير الوقاية اللازمة والتحصين ضده، فإذا وجدت فردًا يكذب فالمصلحة العامة تقتضي أن تنصحه ليرجع عن كذبه، وإلا فأنذره بقطع علاقتك به، ففي هذا خير لك وله.
وذكره بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” إن الكذب يهدى إلىالفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا”.
إن الكذب ميكروب يقضي على الفضيلة، ويؤدي إلىالرذيلة، ومن يستشري في نفسه ميكروب الكذب يتفنن في الخداع والتضليل، ويؤذي القريب منه والبعيد، يختلق الأكاذيب ويعيش في الناس مثل الذيب.
وفجوره يهديه إلى النار فهي طريق الأشرار، يعذبه اللَّه بها في الآخرة.
والكذب بلا رجلين كما يقولون في الأمثال، فإذا اكتشف صاحبه كان ذلك وبالاً عليه، وحق احتقار الناس له،وهروبهم منه.
وعلاج الكذب يجب أن يكون مبكرًا قبل أن يفتك هذا الداء بصاحبه ويصبح البرء منه عسيرًا، ودواء الكذب الصدق، فمن تكتشف كذبه أرشده إلى فائدة الصدق وحلاوة مذاقه وسرعة تأثيره، وذكره بحديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقا”.
فهل أحسن من هذا جزاء؟ ! وهل أنجع من هذا دواء؟ ! إذا بنيت العلاقات على الصدق أصبحت الحياة جنة اللَّه في أرضه، وأغدق اللَّه على عباده من كرمه وفضله، وأدخلهم في رحمته، جزاهم فسيح جناته، لأنهم عباده الصديقون الذين يحسنون صنعا من أجل مرضاة رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته.
د. محمد نغش
عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يومُأ فقال: ” يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ اللَّه يحفظك، احفظ اللَّه تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعن باللَّه، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وفي رواية غير الترمذي: ” احفظ اللَّه تجده أمامك، تعرف إلى اللَّه في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطأك، واعلم أن الصبر مع النصر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا”.
فايل 7 المجلد 5 العدد 10- 12