نداءات
لأخي المسلم
بقلم: الدكتور محمد نغش
يا أخى المسلم، سلام اللَّه عليك ورحمته وبركاته، وبعد..
فإن في قول اللَّه سبحانه وتعالى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} بلاغ من اللَّه لعباده، يأمرهم فيه بالعمل، ولم يحدد نوع هذا العمل، وفي هذا دليل على أن المراد هو أن يعمل المسلمون في كافة شئون الحياة في كل عمل يعود عليهم بالخير في دنياهم، وقبل كل شيء يعود عليهم بالنعيم القيم في أخراهم.
فتعلَّم يا أخى أن تحاسب نفسك قبل أن يحاسبك مالك يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللَّه بقلب سليم.
ابتغ بكل عمل تؤديه وجه اللَّه، اتقنه فإن اللَّه يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، ابذل في عملك كافة جهدك، فجزاء ذلك عند ربك الجنة.
روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى يومًا رجلاً من الأنصار قد عمل حتى خشنت يده أو تورمت، فسأله النبي عن سبب هذا الورم، فقال إنه من أثر المسحاة التي كان يعمل بها حتى ينفق من عمله على أولاده، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : ” هذه اليد لا تمسها النار”.
وقس على ذلك مختلف الأعمال، فالطالب الذي يسهر الليل ليحصل العلم، هو مجاهد في سبيل اللَّه، إذا كان يبتغي من وراء علمه فائدة الناس في الحياة وهداهم إلى الصراط المستقيم.
وكل مفكر يتقد ذهنه ليوفر للناس الحياة الطيبة بما يقدمه من علوم إنسانية أو خدمات فنية، كل أولئك جزاؤهم عند ربهم إذا أخلصوا لله في عملهم الجنة {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}. وكل تاجر يجتهد في عمله ليجمع رزقه ورزق عياله من حلال، وكل موظف يؤدي واجبه، ويبذل كل طاقته فهو أمين في عمله ويستحق رضوان ربه.
إن الإسلام دين عمل، ليس فيه تواكل، كما يصفه بذلك أعداؤه، ولكن نوع العمل الذي يريده اللَّه من عباده، هو العمل الشريف البعيد عن ميادين الرذيلة، العمل الذي يكسب به العبد حب اللَّه وحب عباده.
واللَّه الموفق
د. محمد نغش
فايل 6 المجلد 5 الأعداد 7 – 9
12
– 7 –