من الأدعية النبوية
بقلم: فضيلة الشيخ عبد العزيز عثمان النحراوي
بسم اللَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه محمد المبعوث رحمة للعالمين، وقائد الغر المحجلين يوم العرض على رب العالمين، وعلى من اهتدى بهديه،واقتدي بسنته إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرا.
أما بعد: ففي غمرة المشاغل الدنيوية، وغفوة المشاغل المعيشية، يجمل بنا أن نذكر إخواننا الموحدين السلفيين بطائفة من الأدعية النبوية، ومجموعة من الأذكار الصباحية والمسائية التي حفظناها ورويناها عن الهادي البشير النذير من كتب السنة الغراء، صحيحة الأسانيد، من ثقات الرواة، تبصرة وتذكرة للذاكرين الشاكرين، والذكرى تنفع المؤمنين.
ورب قائل يقول: إن كتب السنة والأدعية النبوية زاخرة بهذا المنهل المورود، وأدعيتها مليئة بها، داعية إلى ترديدها، وقد عرفناها وألفناها،ونجيب هؤلاء بأن جمهرة من الموحدين يحفظونها حقًا، وهي أورادهم صباح مساء عن ظهر قلب منذ أن عرفوا الحق، ولكن قلة منهم لا تتسع أوقاتهم للقراءة أو السماع والانتفاع.
فلهؤلاء وأمثالهم من الناشئين نسوق هذه الدراري المحمدية، ونهديهم تلك اللآلئ النبوية، لتكون أواردًا صافية نقية من شوائب البدع وأوضار الأذكار، فنقول واللَّه المستعان.
مما علمنا اللَّه وحفظناه من هدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وذكره له في الصباح والمساء، أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا قام من نومه سحرًا أو فجرًا، يشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنه رسول اللَّه ثم يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ( الرجوع ).
ثم إذا أصبح الصباح يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، أسألك خير هذا النهار وخير ما بعده، وأعوذ بك من شره وشر ما بعده، أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.
فإذا أقبل الليل يقول: اللهم هذا وقت إقبال ليلك، وإدبار نهارك، وأصوات دعاتك، وحضور صلواتك، فاغفر لي. ثم يردد أدعية المساء كما روينا في أدعية الصباح.
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشة ليلاً يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت روحي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، أعوذ بكلمات اللَّه التامات من شر ما خلق.
تلك لمحات مضيئة من هدي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نسوقها هدية لإخواننا الموحدين.
واللَّه نسأل أن يعم النفع بها والسير على نهجها وهو الهادي إلى سواء السبيل..
قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم :
” سبعة يظلهم اللَّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في اللَّه، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر اللَّه خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها، فقال: إني أخاف اللَّه رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه”.
البخاري ومسلم
فايل 1RB
12
– 3 –