الأربعاء 8 ربيع الأول 1446 11-9-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 8 ربيع الأول 1446 11-9-2024

من أمراض القلوب : الرياء

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب الفتاوى (فتاوى المركز العام)

عليك بنصح أخيك !! * يسأل: س. ع. ف يقول: اقترضت من أخي مبلغًا من المال لإكمال تعليمي الجامعي ؛ لأن أبي تعسر في الإنفاق عليَّ في السنة...

حمـاية أبنـاء المـوحديـن

الحمد للَّه الواحد الأحد، الذي لم يَلد، ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي بعث الرسل مبشرين...

باب الفقه (العبادات والقربات النافعة للأموات)

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد: فإن الإنسان بفطرته طبع على نفع أمواته - وخاصة بعد موتهم مباشرة -...

من أمراض القلوب الرياء
بقلم ‏
سمير عبد العزيز محمد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله … وبعد : ‏
إن الرياء – إخوة الإسلام – مرض خطير من أمراض القلوب الكثيرة التي بحاجة ‏إلى علاج دائم ويقظة مستمرة ، والرياء أخطر أمراض القلوب ، وهو من الأوبئة ‏الأخلاقية الضارة ، وهو مأخوذ من الرؤيا ؛ لأن المرائي يُري الناس فعله الخير ‏ليثنوا عليه ويحمدوه ويأمنوه فيستولي بذلك على قلوبهم ، فيكون له سلطان عليهم ‏يصل به إلى لذته ويستعين به على تحصيل شهواته .‏
‏ قال تعالى ناهيًا عن الرياء : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ‏كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ) [ البقرة : 264] .‏
قال ابن كثير : لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها ‏الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله ، وإنما قصد مدح الناس أو شهرته بالصفات ‏الجميلة ليشكر بين الناس أو يقال : إنه كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية ، ثم ‏ضرب مثلاً لذلك المرائي ، وكذلك أعمال المرائين تذهب وتضمحل عند الله ، وإن ‏ظهر لهم أعمال فيما يرى الناس كالتراب . اهـ . باختصار .‏
وقال تعالى في وصف حال المنافقين : ( وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ ‏النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) [ النساء : 142] ، وقال ابن كثير أيضًا : أي لا ‏إخلاص لهم ولا معاملة مع الله ، إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة ، ولهذا ‏يتخلفون كثيرًا عن الصلاة التي لا يُرون فيها غالبًا كصلاة العشاء والعتمة ، وصلاح ‏الصبح ، وقت الغلس . اهـ .‏
وقد بوب مسلم ، رحمه الله ، في الإمارة من حديث أبي هريرة : ( من قاتل للرياء ‏والسمعة استحق النار ) ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن أول من يقضى ‏يوم القيامة عليه ؛ رجل استشهد فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت ‏فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت ، قال : كذبت ، ولكنك قاتلت لأن يقال ‏‏: جريء فقد قيل ، ثم أُمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجلٌ تعلم ‏العلم وعلمه وقرأ القرآن فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ ‏قال : تعلمت العلم وعلمته ، وقرأت فيك القرآن ، قال : كذبت ، ولكنك تعلمت ‏العلم ليقال : عالم ، وقرأت القرآن ليقال : قارئ ، فقد قيل ، ثم أُمر به فسحب ‏على وجهه حتى أُلقي في النار ، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله ، ‏فأُتي به فعرفه نعمه فعرفها ، قال : فما عملت فيها ؟ قالت : ما تركت من سبيل ‏تحب أن ينفق فيها إلا أن أنفقت فيها لك ، قال : كذبت ، ولكنك فعلت ليقال : ‏هو جواد ، فقد قيل ، ثم أمر به فسحب على وجهه ، ثم ألقي في النار ) .‏
إن هذا الحديث – إخوة الإسلام – عمدة في هذا الباب ، وهو حديث يكاد ينخلع له ‏القلب ، وكان حقًا على كل من قرأ هذا الحديث أن يقف أمامه وقفة معاتبة ‏ومحاسبة ، ويسأل نفسه سؤالا مهما قبل أن يقدم على العمل : لِمَ ؟ وكيف ؟ فإن ‏كان الجواب : لله ، وعلى الكتاب والسنة فليتوكل على الله ، وإلا فليرح نفسه من ‏عناء هذا العمل .‏
قال النووي ، رحمه الله ، في هذا الحديث : وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله ‏وإدخالهم النار دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته ، وعلى الحث على ‏وجوب الإخلاص في الأعمال .‏
كما قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ) [ البينة : ‏‏5] ، وقد قيل في قوله تعالى : ( وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون ) [ الزمر ‏‏: 47] . قيل : كانوا عملوا أعمالاً كانوا يرونها في الدنيا حسنات بدت لهم يوم ‏القيامة سيئات ، وقال تعالى آمرًا نبيه أن يقول : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى ‏إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ ‏بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) [ الكهف : 110] ، أي قل لهم يا محمد : ليس لي من الربوبية ‏ولا من الإلهية شيء ، بل كل ذلك لله وحده لا شريك له أوحاه إلي ، فمن كان ‏يخاف لقاء ربه فليعمل العمل الصالح لا رياء فيه ولا سمعة ، وهذا عموم يتناول ‏الجميع .‏
قال ابن القيم : كما أن الله واحد لا إله سواه ، فكذلك العبادة ينبغي أن تكون له ‏وحده لا شريك له ، فكما تفرد بالإلهية يجب أن يفرد بالعبودية ، فالعمل الصالح ‏هو الخالص من الرياء المقيد بالسنة .‏
وفي الحديث الذي رواه البخاري وغيره : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من ‏سمَّع سمَّع الله به ، ومن يرائي يرائي الله به ) .‏
هذا نتيجة الرياء ؛ ذلة وهوان وصغار .‏
قال الخطابي : من عمل عملا على غير إخلاص إنما يريد أن يراه الناس ويسمعوه ‏جوزي على ذلك بأن يشهره ويفضحه ، فيبدو عليه ما كان ي

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا