باب التراجم
من أعلام الدعوة
الشيخ أبو الوفا محمد درويش
1311 – 1382 / 1893 – 1963 ( مؤسس أنصار السنة بسوهاج )
– والده محمد درويش أبو طالب .
– ولد بمدينة سوهاج ( مديرية جرجا آنذاك ) وكان مولده في 18 يونيو 1893 م .
– مات بمدينة سوهاج في يوم الاثنين 26 / 12 / 1382 هـ الموافق 20 / 5 / 1963 م عن عمر يناهز السبعين عامًا .
– حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة من عمره .
– حصل على شهادة ( كفاءة التعليم الأولى ) وكان ترتيبه الأول .
– ثم حصل على كفاءة التعليم الثانوي ، وكان ترتيبه الثاني على السلطنة المصرية .
– حصل على البكالوريا .
– وكذلك حصل على ليسانس الحقوق سنة 1928 م .
– وحصل أيضًا على دبلوم في الدراسة الفرنسية ( التي كان يجيدها قراءة وكتابة وترجمة ) .
– حصل على دبلوم في الصحافة .
– وعند تخرجه من مدرسة المعلمين عين بها مدرسًا ؛ وذلك أنه ناقش المفتش العام للتعليم في ذلك الوقت ( حفني ناصف ) في عدة مسائل ، وأعجب به فأمر بتعيينه فور تخرجه مدرسًا بالمدرسة .
– عمل مدرسًا بمدرسة البنات الثانوية بسوهاج ، وقد سمي الشارع الذي تقع به المدرسة باسمه .
– بعد بلوغه سن الإحالة للمعاش اشتغل بالمحاماة .
– أسس جماعة أنصار السنة المحمدية بسوهاج ، واجتمع مجلس إدارتها أول اجتماع له يوم الخميس 24 جمادى الآخرة 1358 هـ ويصف الشيخ درويش الصعاب التي لاقاها في تأسيس هذه الجماعة بسوهاج ، وذلك في مقدمة كتابه ( صيحة الحق ) ذلك الكتاب الذي عن طريقه انضم خلق كثير في مصر والسودان والصومال وإرتريا إلى جماعة أنصار السنة المحمدية .
– جهوده العلمية : كان رحمه الله من أوائل من كتبوا في مجلة ( الهدي النبوي ) منذ أول صدورها ، كما كان يتولى باب الفتاوى على مدى عشرين عامًا تقريبًا وله فتاوى في بعض الموضوعات لا يزال يذكرها أعضاء أنصار السنة المحمدية القدامى ، وكانت له على صفحات تلك المجلة حوارات في بعض الموضوعات منها : مسألة تلبس الجن ، والتصوير الضوئي ، وتيمم المسافر ، ومسألة مسحورية الرسول ، والربا ، وغيرها ، ( وقد جمعتها كلها لمن يطلبها ) .
وكان رحمه الله عنيدًا إلى أبعد حدود العناد في الرأي يراه أو يقتنع به ، وما كان أحد يستطيع أن يرده عنه ، أو يقنعه بمجافاته للحق ، ولكنه كان عف اللسان .
قالت عنه مجلة ( الهدي النبوي ) عند وفاته : ( وهكذا تطوى صفحة علم من أعلام السنة في هذا القرن الرابع عشر الهجري ، فقد ظل يكافح ويناضل في ميدان الجهاد في الدعوة إلى الله وإلى كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى سقط شهيدًا على طريق السلف الصالح : من دعاة التوحيد ، لقد كان علمًا عاليًا وطودًا شامخًا ، وستظل كتبه ورسائله سلاحًا وذخيرة لدعاة التوحيد ؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها ) .
قلت : لقد عاصرناه في سوهاج يدعو إلى الله على بصيرة ، يلبس ملابس الشيوخ ويعتلي المنابر ، يوضح للمسلمين عقيدة التوحيد الخالص ، وكان في أسلوبه لطيفًا بليغًا ، فتبعه خلق من المثقفين في بندر سوهاج وأريافها ، وعرض بذلك نفسه إلى نقمة أولئك الجهلة من حملة العمائم والمنتفعين بالدين ، وحدث أن استعدى عليه المتعالمون الجاهلون أحد المديرين فأمره بالانقطاع عن دروس التفسير وهدده بمحاربته في وظيفته ، فظل في بيته مركز إشعاع للتوحيد والسنة ، حتى جاء آخر وعرف من قدر الشيخ وعلمه فأمره بالعودة إلى دروسه ، ولقد أجاد الشيخ الإنكليزية والفرنسية وخاطب أهلها ببيان فضائل الإسلام ، وقد ترجم عن الفرنسية ثلاثة كتب ، فكان رحمه الله موسوعي الاطلاع موسوعي التآليف .
ولقد كان للشيخ أبي الوفاء درويش مكانته الخاصة عند الشيخ محمد حامد الفقي مؤسس الجماعة ، حتى أنه كتب عنه في حياته يقول : ( لأخينا العلامة المحقق الشيخ أبي الوفاء درويش قلب عامر بالعلم النبوي النقي الصافي ؛ عبَّه عبًّا من مورده الصافي النمير من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وله لسان أقطع من السيف لرقاب حزب الشيطان وأعداء التوحيد ) .
ويقول عنه الشيخ عبد الرحمن الوكيل : رئيس الجماعة الأسبق : ( والشيخ أبو الوفاء درويش صاحب ( صيحة الحق ) التي دوَّت في قوة ، واستعلنت في عزة وكرامة ، صاحب الكتب التي هدى الله بها الكثيرين ، صاحب الصيال القوي ، والجلاد الذي زلزل هياكل الأصنام ، ودكها على رءوس سدنتها ، أبو الوفاء الذي نعرف منه الوضوح والصراحة والجرأة في قول الحق وفي الجهر بما يؤمن ) .
لقد كانت للشيخ درويش مكانته عند إخوانه حتى إن أحدهم يقول عن كتاب يصدره الشيخ قصيدة يقرظ بها الكتاب ، ومن أمثال ذلك ما كتبه الشيخ صادق عرنوس يوم صدر كتاب ( صيحة الحق ) فأنشد يقول : سمع المكابر صيحة الحق
فهو صريعًا فاقد النطق
ما زال يهذي غير محتشم
يلقي من البهتان ما يلقي
نفثان صل هاج هائجة
يصمي ضحاياه ولا يرقي
إلى أن قال :
لاقيت ما


