كلمة وفاء
نحتسب عند اللَّه رائدة ناصرات السنة المحمدية، فقيدة الإسلام الكاتبة الإسلامية السيدة ( نعمت صدقي )، لبت نداء ربها في صباح الاثنين 8 من شعبان سنة 1397هـ، بعد حياة حافلة بالجهاد بمالها ولسانها وقلمها في سبيل اللَّه. ولقد خلفت رحمها اللَّه للمكتبة الإسلامية رصيدأ كبيرًا من الكتب الدينية النافعة، كما خلفت لتلاميذها علمًا نافعًا، نسأله سبحانه أن يتقبلها وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتها.
وجماعة أنصار السنة المحمدية لتعرف للفقيدة الكريمة جهادها الموفق في الدعوة والإرشاد السديد إلىالدين الحق، ومحاربتها للشرك وللبدع والخرافات، لا تخشى في ذلك لومة لائم. نعرف لها ذلك كما نذكر لها جهادها الرائع بإلقاء المحاضرات الدينية في منزلها وقت أن كان الكثير يفر من مجرد الاستماع مخافة أن تلفق له التهم ويدخل المعتقل. في هذا الوقت تنشط السيدة الفقيدة في تبليغ دين اللَّه للكثيرات ممن يحضرن إلى منزلها للاستماع إلى المحاضرات الاسبوعية التي كانت تداوم على إلقائها، وذلك رغم نصح أقرب الناس إليها بالامتناع لأن الجو السياسي لا يسمح به وإشفاقًا عليها، فلم يزدها ذلك إلا إصرارًا علىالمضي في تحقيق ما نصبت نفسها له.
وباكورة مؤلفاتها هو كتاب ( التبرج ) طبع عشرات الطبعات، وكما قيل في مقدمته: ( لم ينل كتاب إسلامي في مصر أو في العالم الإسلامي ما ناله كتاب التبرج ) من الإعجاب والذيوع والانتشار في شتى أنحاء العالم الإسلامي شرقًا وغربًا. وطبع في الأقطار الإسلامية عدة مرات وقد ترجم إلى عدة لغات شرقية.
وكان كتابها الثاني ( نعمة القرآن ) توجيهًا سديدًا وإرشادًا رشيدًا ولقد زارها بعض أعضاء الجماعة في منزلها في القاهرة في أوائل عام 1388هـ وكانت رحمها اللَّه على وشك إرسال ملازم إلىالمطبعة بعد أن وضعت لمساتها الأخيرة عليه، وكانت رحمها اللَّه تريد أن تحذف مقدمة الشيخ عبد الرحمن الوكيل من الكتاب تواضعًا منها لأن المقدمة فيها شيء من المدح لها. وطلب منها زوارها وألحوا عليها عدم الحذف لأن ذلك لا يتعلق بشخصها ولكنها كلمة حق لعلها تكون قدوة لغيرها ممن في مستواها الاجتماعي أن يقتدي بها في سلوكها الطيب نحو الدعوة إلى دين اللَّه، وبعد أخذ ورد وإلحاح شديد وافقت على نشر المقدمة ( راجع مقدمة الشيخ عبد الرحمن الوكيل في مقدمة كتاب نعمة القرآن ).
( ولقد ذكر في مقدمة كتاب التبرج ) أنه كان بود زميلنا كاتب المقدمة الأخ سعد خميس أن يذكر شيئًا عن علم السيدة الجليلة وجهادها في نصر الحق والدفاع عنه وسعة إدراكها للقرآن الكريم والسنة حتى أصبح القرآن هو المهيمن على حياتها وسلوكها ولكنها للأسف لم توافق.
واليوم نفس الشيء فإننا نذكر ونذكر بهذه اللمحة الموجزة حياة السيدة البارة نعمت صدقي غفر اللَّه لها ولا نزكيها على اللَّه وإنما ذكرنا ذلك لعله يكون دافعًا لغيرها لتسلك الطريق السوي نحو دين اللَّه {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ} كما نذكر أسماء الكتب التي كتبتها ونشرتها، 1- كتاب التبرج، 2- كتاب نعمة القرآن، 3- من تربية القرآن، 4- معجزة القرآن، 5- رأيت وسمعت، 6- كتاب الجزاء، 7- شعاع من القرآن.
بخلاف كتاب آخر تحت الطبع. وكان مسك الختام هو كتابها ( الجهاد في سبيل اللَّه ) جعله اللَّه ختام المسك في حياتها، وأن يكون مفتاح الرحمة لها بعد مماتها وغفر اللَّه لنا ولها، وجعل الجنة مأواها والنعيم مثواها ، وحشرها مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وجماعة أنصار السنة المحمدية يسألون اللَّه تعالى أن يدخلها برحمته في عباده الصالحين وأن يحسن العزاء لنا جميعًا ولولدها الأستاذ الدكتور أمين رضا.
إدارة المجلة
فايل 6 المجلد 5 الأعداد 7 – 9
12
– 6 –