كلمة التحرير

بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير

ودوا لو تكفرون كما كفروا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله (وبعد)
فإن هناك محاولات لتنصير المسلمين في مصر تقوم بها مراكز التبشير الصليبي في أوربا ويعاونها في ذلك عملاء صليبيون داخل البلاد وكم حذرنا من خطورة هذا الأمر على سلامة الجبهة الداخلية وكم قلنا إنه يجب العمل على إيقاف هذه المحاولات منعا من إثارة مشاعر المسلمين فلولا معاونة العملاء في الداخل لما استطاعت مراكز التبشير الصليبي في أوربا أن ترسل هذه الخطابات التي تحمل نشرات التنصير إلى أشخاص معينين بأسمائهم أو وظائفهم وعلى عناوينهم في بيوتهم أومقار أعمالهم وتصل هذه الخطابات بالعشرات والمئات يوميا
وهذه الحملة التنصيرية العفنة تتم بإشراف قوى عالمية كبرى يدل على ذلك أن هذه الخطابات التي تصل من الخارج يأتي بعضها من فرنسا ومن أمريكا ومن سويسرا ومن النمسا ومن قبرص ومن اليونان .. رغم أن موضوع الخطابات واحد
وكل رسالة من هذه الرسائل تتضمن
1 – الدفاع عن الأناجيل المتداولة حاليا والدعوة إلى قراءتها حتى تغير حياة قارئها – كما تزعم النشرة – نحو الأفضل
2 – بيان الأمور التي يشدد عليها الإنجيل حيث تركز النشرة على عقيدة الفداء فتقول إن الله فدى العالم كله بالمسيح ولذلك فإن الناس يجب عليهم أن يتوبوا إلى المسيح الذي سيغفر خطاياهم ويهبهم الحياة الفضلى تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا
3 – وصف المسيح عليه السلام بأنه الرب الذي يجب أن يخضع له الناس والذي يقدر أن يجعلهم كما يريد كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا
4 – تبين النشرة بالرسم التوضيحي الدقيق الموجة الإذاعية التي يذاع عليها يوميا ما يسمى بالرسالة السماوية من الكتاب المقدس من إذاعة حول العالم (مونت كارلو) مع إيضاح مواعيد هذه الإذاعة
5 – وتحتوي النشرة أيضا على قسيمة تحرر بياناتها بمعرفة الضحية المرسل إليه الخطاب حتى تصله نسخة مجانية من الإنجيل باللغة العربية أوالفرنسية حسب رغبته
6 – وبعد هذا تقول النشرة (وإلى أن نلتقي في رسالة قادمة ..) فهي لا تكتفي بهذه المحاولة ولكنها مرحلة أولى تتبعها مراحل تالية
ومما يلفت الأنظار أن هذه الرسائل تصل بشكل مكثف وأضرب مثالا لذلك فأقول إنه وصل من هذه الخطابات عشرون خطابا في يوم واحد إلى جهة واحدة هي شركة مضارب دمياط وبلقاس (مضرب أبي الحسن في بلقاس) وصلت هذه الخطابات إلى المديرين ورؤساء الأقسام في وقت واحد رغم أنها مرسلة من فرنسا وأمريكا وسويسرا والنمسا وقبرص واليونان .. الخ

وإذا كان لي من تعليق فإني أدعوا إلى اليقظة التامة لهذه المحاولات الدنيئة الوقحة التي يجب أن يتدخل المسئولون لإيقافها فورا
حقا إننا نعلم أن المؤمن القوي الإيمان من المحال أن يرتد عن دينه بل حتى الذين ينتسبون إلى الإسلام دون أن يقيموه على أنفسهم لديهم من العاطفة الدينية ما يجعلهم في مأمن من محاولات التنصير ولكن الخطر في هذه المحاولات أنها تحد لمشاعر المسلمين في مجتمع المفروض فيه أنه مسلم وينص دستوره على أن دينه الرسمي هو الإسلام
وكلمة أخيرة أقولها للمخدوعين بالغرب من الخاصة والعامة في بلادنا إذا كان الأمر قد أصبح واضحا أن الصليبية العالمية تخطط لضرب الإسلام فليس هذا بجديد وإنما قرره القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرنا من الزمان واستمعوا إلى قول الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ)[100 آل عمران] وإلى قوله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا)[109 البقرة] صدق الله العظيم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
رئيس التحرير