الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

كلمة التحرير

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

خطـــآن  هما سبب النكسة

حالة الضعف المزري التي يمر بها العرب الآن ومعهم المسلمون في كل مكان السبب فيها خطآن وقع فيهما العرب خلال القرن العشرين الميلادي، أسبقهما...

موضوع العدد(أدب العــالِم في درسه)

لما رأيت اهتمام كثير من الإخوة التربويين بهذا الموضوع الذي طرقته في مقالات سابقة، تشجعت بالعودة إليه إفادة لنفسي، وتلبية لرغبات كريمة، مازجًا تلك...

الهجــــــــــر… والهجرة والمهاجر!!

الحمد للَّه.. والصلاة والسلام على رسول اللَّه.. وبعد: فإن الهجرة شرف عظيم، ومنزلة رفيعة نالها المهاجرون ! ومع بداية عام هجري جديد يتجدد الحديث عن الهجرة. ونتناول...

كلمة التحرير
رسالة إلى مجلس الشعب الجديد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
إلى الإخوة المؤمنين من أعضاء مجلس الشعب الجديد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اختاركم الشعب نوابًا عنه في السلطة التشريعية، وحملكم هذه الأمانة التي وضعها في أعناقكم وعلى أكتافكم، وهي مسئولية سوف تسألون عنها يوم القيامة، وسوف تحاسبون أمام الله عز وجل عن هذه الأمانة.
ما من مجلس سبقكم إلا تحدث عن وضع شريعة الله موضع التنفيذ وأخذ يعد ويمني، ثم ينتهي الأمر إلى فراغ، وكأن التصريحات كانت للاستهلاك المحلي، أو كأن تعطيل شريعة الله كان متعمدًا لسبب لا نعلمه.
وإذا كنا نطالب بإقامة شرع الله في الأرض، فإننا لا نطالب بذلك؛ لأن الدستور ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام، وأن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ولكننا نطالب بإقامة شرع الله؛ لأن الله أمر بذلك، ولم يترك لنا حق الاختيار في أن نأخذ بما شرعه لنا أو نرميه وراء ظهورنا أو نطأه بأقدامنا، لم يدع لنا ربنا سبحانه فرصة الاختيار بين شرعه وما سواه، وإلا لكان الأمر يحتاج إلى تشكيل اللجان بين وقت وآخر لمقارنة حكم اللَّه بحكم البشر، فإن شرع الله لا يحتاج إلى لجان، كما لا يحتاج إلى نصوص الدستور، فالواقع العملي يؤكد أن ما نص عليه الدستور بشأن دين الدولة لا يساوى قيمة المداد الذي كتب به أو الورق الذي طبع عليه.
انظروا إلى أصحاب المذاهب الوضعية، تروا أن الشيوعيين يحاولون دائمًا نشر مبادئهم، وصبغ مجتمعاتهم بالصبغة الشيوعية في كل وجه من أوجه النشاط، بل يكتبون كل ما يعادي نظامهم ولو أدى الأمر إلى إراقة الدماء وفتح المعتقلات والسجون، كل ذلك لأنهم يعملون على توطيد دعائم الشيوعية في بلادهم.
وكذلك المجتمع الرأسمالي، يعمل جاهدًا على توطيد الرأسمالية بكل الوسائل، ولو أدى الأمر إلى تحريك الجيوش والأساطيل لمواجهة خطر حقيقي أو مزعوم للشيوعية مثلاً.
وهكذا كل المذاهب التي صنعها البشر، تحاول دعم نظامها وسلطانها لتحكم قبضتها، وتنشر مذهبها على المستوى العالمي.
ألسنا نحن المسلمين أولى باحترام نظامنا الذي شرعه لنا ربنا خالق القوى والقدر؟ لو نظرنا إلى الإسلام، الذي ارتضاه ربنا عز وجل دينًا للبشرية كلها، لوجدناه ينظم العلاقة بين الناس بعضهم ببعض، كما ينظم العلاقة بين الناس ورب الناس، فهو ليس دينًا منحسرًا في المسجد وحده أو في قلوب المؤمنين، ولكنه يشمل كل أوجه الحياة، فهو دين ودنيا، عقيدة وشريعة، عبادة ونظام حكم.
فالمسلمون الواعون لدينهم يعلمون أن شرع الله يحارب كل مظاهر الوثنية والشرك التي امتلأ بها المجتمع.
والمسلمون الواعون لدينهم يعلمون أن شرع الله يبين لهم كل نظام حياتهم ومعاملاتهم: النظام المالي والاقتصادي، نظام الأسرة، أمور الحرب والقتال، علاقات المسلمين بغيرهم وما لغير المسلمين من حقوق وما عليهم من واجبات.
والمسلمون الواعون لدينهم يعلمون أن شرع الله يرفض، بل يحارب، الدعوة إلى الانحلال والفساد والفوضى الخلقية التي غص بها المجتمع.
والمسلمون الواعون لدينهم يعلمون أن الإسلام هو الصبغة التي يجب أن يصبغ بها المجتمع كله: وسائل إعلامه، برامج تعليم طلابه، معاملات مصارفه، تشريعاته وقوانينه في مختلف المجالات.
أيها الإخوة المؤمنون من أعضاء مجلس الشعب:
تذكروا مسئوليتكم أمام اللَّه عز وجل، وتذكروا أن إبعاد دين الله عن ساحة هذا المجتمع سوف تؤدي بنا إلى الضياع، فلا فلاح، ولا نجاح إلا بالاعتصام بدين الله وإقامة شرعه.
تذكروا أن دين اللَّه لا يعرف السلبية ولا يعرف أنصاف الحلول، فالدين كل لا يتجزأ.
تذكروا أن إقامة شريعة الله في الأرض ليس فيها الخير في الآخرة وحدها، وإنما في الدنيا كذلك، ويكفى أن اللَّه عز وجل يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}.
تذكروا أن الله سبحانه يقول: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}، ويقول: {فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ}، ولا تنسوا أن أي حكم يتعارض مع حكم اللَّه فهو حكم جاهلي: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}.
أما إذا ظننتم أن تمسككم بدين اللَّه يغضب عليكم قوى كبرى أو دولاً عظمى، فتذكروا أن رضا الله عنكم أرحب وأوسع، وهو سبحانه كما يقول: {لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
اللهم هل بلغت… اللهم فاشهد.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
رئيس التحرير

فايل mg3

3

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا