كلمة التحرير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اللَّه ( وبعد )
حقًا.. شتان بين الكافرين والمنافقين.
ففي جانب الكافرين: هذا أبو طالب عم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يحوطه ويمنعه من أعدائه رغم ما كان عليه من تمسكه بملة عبد المطلب.
بل وهذا عبد اللَّه بن أريقط الكافر الخبير بطريق الصحراء يستعين بخبرته رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة إلى المدينة نظير أجر معين، فلا يسلك الطريق المألوف بل سار على هداها، عن يمينها وعن يسارها، تفاديًا من الالتقاء بالباحثين الذين أغرتهم مكافأة قريش الكبيرة لمن يأتى برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حيًا أو ميتًا.
والأمثلة كثيرة..
يقابل هذا في جانب المنافقين زعيمهم الأكبر عبد اللَّه بن أبى الذى أعلن إسلامه، وكان يصلى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ولكنه يكيد للإسلام والمسلمين، وينتظر الفرصة السانحة للانقضاض، وهو الذى حرض أتباعه وأثار حفائظهم، وحاول أن يحيى ما أماته الإسلام من نعرات الجاهلية، عندما حرضهم على التنكر لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ونزل فيه قول اللَّه تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ . يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ}..
والأمثلة أيضًا كثيرة..
جالت هذه الأمثلة وغيرها في خاطرى عندما كنت أتصفح بعض الجرائد:
تحت عنوان ( شهادة غربية للقرآن الكريم ) كتبت جريدة الندوة السعودية في عددها الصادر في 24 رجب 1398 الموافق 29 يونيه 1978 كتبت تقول:
لندن- كتب الدكتور موريس بوكالى المؤلف الفرنسى الشهير الذى ألف كتاب ( القرآن والإنجيل والعلم ) إن القرآن الكريم قد أعطى تفسيرًا عقلانيًا للكون والخلق يفوق كثيرًا ما وصل إلينا محرفًا من الكتب السماوية التى سبقته.
وقال في محاضرة ألقاها مؤخرًا بمعهد الكومنولث في لندن ونشرها المجلس الإسلامى الأوروبى- إن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذى احتوى على حقائق علمية سابقة لعصره ولم يتمكن العالم من إدراك صحتها إلا اليوم.
وأشار بوكالى إلى أن القصص الذي ورد في القرآن بشأن القرون الأولى، وقال إنه موافق للمعرفة العلمية الحديثة، ولم يتعرض لما تعرض القصص الواردة في الكتب السابقة عليه من تغيير جعل ما ورد فيها من بيانات غير مقبولة علميًا نظرًا إلى أن القرآن الكريم قد تم نقله بشكل متواتر حفظًا في الصدور وكتابه بالسطور.
* * *
هذا ما قاله واحد من الكفار في أوربا التى لا تدين بالإسلام، فإذا ما قارناه بما قاله من ينتسبون إلى الإسلام في بلدنا المسلم لعلمنا الفرق.
فقد نشرت جريدة أخبار اليوم المصرية بعددها الصادر يوم 8 رمضان 1398 الموافق 12 أغسطس 1978 تحت عنوان ( جريدة الأهالى تحرف تفسير القرآن الكريم ) كتبت تقول:
حكم المستشار أنور عبد الفتاح أبو سحلى رئيس محكمة أمن الدولة العليا أمس بتأييد أمر ضبط جريدة الأهالى الصادرة يوم الأربعاء الماضى.
قالت المحكمة في حيثياتها إن عدد الجريدة المضبوط في عديد من مقالاته السياسية يسعى إلى إثارة الفتن الطائفية بل والفتن على كل المستويات.
وقالت المحكمة إن عدد الجريدة تطاول إلى حد التصدى لتفسير القرآن الكريم على هوى الحزب الذى تنطق الجريدة باسمه، وهذا خطر بالغ لم ينه عنه القانون الوضعى فحسب بل نهى اللَّه تعالى عنه.
هذا ما قالته جريدة أخبار اليوم.
* * *
ومعلوم لدى الجميع أن هذه الجريدة التى تحرف تفسير القرآن الكريم ( جريدة الأهالى ) هى الناطقة بلسان حزب اليسار في مصر الذي يضم تحت لوائه الشيوعيين، ويرأس تحريرها ( الحاج ) خالد محيى الدين الذى لا يستحى في كل مناسبة بل وبلا مناسبة أن يؤكد انتسابه إلى الإسلام وأنه أدى فريضة الحج عدة مرات.. وإنى أتساءل: إذا لم يكن ذلك نفاقًا فماذا نسميه؟
* * *
إننا نلفت الأنظار إلى خطورة التصريح للإلحاد بممارسة نشاطه علنًا، لأن الشيوعيين قادرون بأساليبهم على استقطاب جماهير العمال خاصة بحجة الدفاع عن مصالحهم، ثم إشعال فتنة الصراع الطبقى، ثم الوصول بالبلاد إلى مثل ما وقع أخيرًا في اليمن الجنوبية وغيرها بعد أن يصل هذا الزحف الأحمر إلى مراكز السلطة.
إذا كنا ننادى دائمًا بأننا دولة العلم والإيمان، فإننا لا ندرى ما المقصود بهذا الإيمان. هل المقصود به الإيمان بالمبادئ المستوردة التى نطلق عليها أسماء الديمقراطية أو الاشتراكية… الخ أم الإيمان باللَّه تعالى، إذا كان المقصود به الإيمان باللَّه، فيجب أن نعلم أن الاستجابة لله عز وجل من علامات الإيمان به، والاستجابة تعنى الالتزام بأو


