كتاب يهذي
(3) تأثيم الذمة في خداع الأمة
لا تبرئة الذمة في نصح الأمة
بقلم : محمد عبد الله السمان
هذا الكتاب الآثم .. الضال جامعه والمضلل ، لو حاولنا أن نستكشف كل ما فيه من ضلال وبهتان وافتراء على العقيدة الإسلامية ، لطال بنا الأمد ، وحسبنا ما قدمناه في العدد الماضي وما نقدمه في هذا المقال الأخير ، من ضلال هذا الكتاب وجرأته على الإسلام ، حرصا منا على أن لا نزج بقارئ (( التوحيد )) في متاهات لا أول ولا آخر لها ..
يعول الشيخ البرهاني كثيرا على كلام ورد في مؤلفات بعض الزائفين الذين أفسدوا العقيدة الإسلامية ، وفي مقدمة هذه المؤلفات : كتاب الجواهر . ومما ينقل عنه قوله :
(( وله صلى الله عليه وسلم أربعة وثلاثون اسراء .. منها اسراء واحد بجسمه والباقي بروحه.. رؤى رآها صلى الله عليه وسلم ..
وأما الأولياء .. فلهم اسراءات روحانية برزخية يشاهدون فيها معاني متجسدة في صورة محسوسة للخيال .. يعطون العلم بما تتضمنه تلك الصور من المعاني .. ولهم الإسراء في الأرض وفي الهواء غيرأنهم ليس لهم قدم محسوسة في السماء .
ولا تسل الشيخ الناقل : من أين لابن … هذا القول ؟ لأنه لا مصدر له إلا الهوس والتخريف أو التجديف ..
إن الشيخ البرهاني يكاد ينقل إلينا كتاب (( الجواهر )) الذي سبقت الإشارة إليه ، وإلى الاخوة القراء هذه القصة المثيرة التي نقلها الشيخ عن شيطانه :
(لقى أحد الناس في زمان أبي يزيد البسطامي . فقال له : هل رأيت أبا يزيد ؟ فقال الرجل : رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد .. فقال له : لو رأيت أبا يزيد مرة لكان خيرا لك من أن ترى الله ألف مرة ..!! فلما سمع الرجل ذلك رحل إليه ، فقعد مع صاحبه على طريق أبي يزيد .. فعبر أبو يزيد وفروته على كتفه .. فقال له صاحبه : هذا أبو يزيد .. فلما نظر إليه الرجل مات من ساعته .. ولما أخبر أبو يزيد بشأن الرجل قال : كان الرجل يرى الله على قدره .. فلما أبصرنا تجلى له الحق على قدرنا .. فلم يطق فمات ..!
فهل هناك هوس شر من هذا الهوس ؟
وينقل لنا الشيخ عن سادته :
أن الأولياء لهم الكرامات وهي خرق العوائد .. يسخر الله لهم الملائكة ، وأن هؤلاء الملائكة يفعلون للأولياء ما يشاءون .. وأعلى هؤلاء الأولياء مرتبة ، من يتصرف (( بكن )) كما يقولون : (( وأمرى بأمر الله .. أن قلت كن يكن )) .
ويحدثنا الشيخ البرهانى عن شفاعة الأقطاب الأربعة : الرفاعى والجيلانى والبدوى والدسوقى _ فى المسلمين ، فيقول :
(( قيل لكل من سيدى أحمد الرفاعى وسيدى عبد القادر الجيلانى- فى عالم الارواح : (( ان الله تعالى شفعك فى سبعين ألفا من الأمة المحمدية .. ولما قيل لسيدى أحمد البدوى مثل أخويه ، طلب أن يملأ له فمه على حسب طلبه ، فوسع فمه أكثر سبعين ألفا أضعافا لها .. ولما قيل لسيدى إبراهيم الدسوقى ذلك .. طلب أن يزاد له فى جسمه ، فزيد ، ثم طلب أن يزاد أكثر فأكثر ، فزيد .. وهكذا حتى سأله الجبار جل وعلا عما يريده من كبر جسمه ، فقال : (( يا رب إنك قلت وقولك الحق فى كتابك العزيز : (( لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين )) وأنا أريد أن أملأ جهنم لوحدى حتى لا يصلاها أحد )) فقال جل وعلا : أتتكرم على كريم يا إبراهيم؟
إنا شفعناك فى سبعين ألفا ، مع كل فرد منهم سبعون ألفا ، وكل هذا غير من أخذ طريقتك ، وغير من دخل مقامك ، وزارك )) .
ثم يعقب الشيخ البرهانى بقوله :
(( فلله المنة والحمد ، وفى هذا يقول أحد المريدين متوسلا بسيدى إبراهيم الدسوقى من قصيدة طويلة :
متشفعا يوم الجزا فى سائر الأتباع مع زواره من غير حد .
وكذلك فى سبعين ألفا قد عصوا .
كل له سبعون ألفا بالعد.
والشيخ البرهانى متفوق فى جرأته وتطاوله على السلف ، ويصف عقيدتهم- فض الله فاه- بالفساد ، فيقول :
(( ومن المعلوم أن المنكرين- من أصحاب العقائد الفاسدة- ينكرون على الأولياء والصالحين ، العلوم الالهية واللدنية ، وأنهم يأخذون العلوم الغيبية تارة من مشايخهم ، وتارة من رسول الله ، وتارة يتلقون معانى التنزيل من الرحمن ))
ثم يسوق الشيخ هذه القصة المثيرة ،يقول
(( لما بلغ الامام عليا أن التوراة فسرت فى سبعين كتابآ ، قال :
(( لو يأذن الله لى ، لحملت من فاتحة الكتاب وحدها سبعين بعيرا ))
ويفترى الشيخ- فى جرأة على الامام على ، فيزعم أنه جاء على لسانه :
(( أنا آية الجبار .. أنا حقيقة الأسرار .. أنا دليل السموات .. أنا سائق الرعد .. أنا حفيظ الألواح .. أنا البيت المعمور .. أنا مزن السحائب .. أنا نور الغياهب ..
أنا سبب الأسباب.. أنا أمين الحساب .. أنا الأول والآخر .. أنا الظاهر والباطن .. أنا مفصح الزبور .. أنا مؤول التأويل .. أنا مفسر الانجيل .. أنا أم الكتاب .. أنا فصل الخطاب .. أنا نور المسبحين .. أنا الفرقان .. أنا الرحمن .. أنا النبأ العظيم .. أنا الصراط المستقيم .. )) وبعد :
فهل مثل هذا الهوس ف