قليل من الحياء
للدكتور جابر الحاج
نشرت جريدة الأهرام في عدد يوم الجمعة 13 ذى القعدة 1396 الموافق 5 نوفمبر 1976 في صفحتها الأخيرة- صورة فاضحة لرئيس مجلس إدارتها ورئيس تحريرها يوسف السباعي وهو يطبع قبله على فم دولت أبيض.
منظر ليس لدى ما أصفه به إلا أنه عمل فاضح، وحين يصدر العمل الفاضح من رئيس تحرير جريدة كبرى، يزداد قبحه ويعظم وزره.
قال بعض من شاهدوا الصورة إن دولت أبيض طاعنة في السن، فقلت: أفلا كان الأولى بها أن تستعف وتخجل من سنها؟ فلا تسلم شفتيها، وتسبل عينيها، وتنسى المشاهدين من حولها، و المصورين المتربصين بكل منظر غير مألوف؟
لا أخاطب إيمان هؤلاء الناس، فالحياء شطر الإيمان، ولا إيمان لمن لا حياء عنده، وإنما أخاطب الفطرة السليمة التي فطر اللَّه الناس عليها، وأغوص في أعماق التاريخ، لأرى فارسًا ذاع صيته، وطافت شهرته، وسجل التاريخ بأسه وشجاعته وقوته، ذلك هو عنتر بن شداد، الفارس الذي احترمه أعداؤه، وأحبه أصدقاؤه، ولم يكن احترامهم وحبهم لفروسيته وشجاعته فحسب، وإنما لحيائه، وحسن خلقه فاسمعه يقول:
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها
ماذا ينتظره المجتمع من رئيس تحرير جريدة يقبل على نفسه هذا العمل الفاضح، وتنشره جريدته له؟ وكان من إمكانه أن يمنع نشره لو أراد.. وكان في إمكانه تدارك الأمر لو أن قبلته ( لفنانة ) كانت مجرد عطف، أو عاطفة لم يقدر عواقبها، وكان يكتفي بحصر العمل الفاضح في محيط الذين حضروه وشاهدوه.. ولا يباهون هكذا بشرورهم وآثامهم..
أليس لهؤلاء ( الفنانات ) رجال يغارون عليهن…؟
أليس لهن أقارب ينقذونهن من التردي في المهالك حتى الممات؟
رحم اللَّه حسان بن ثابت القائل:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك اللَّه بعد العرض في المال
أحتال للمال أن أودى فأجمعه ولست للعرض أن أودى بمحتال
وأخيرًا أقول ( حسبنا اللَّه ونعم الوكيل ) فيمن يقول اللَّه تعالى فيهم: {أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ} صدق اللَّه العظيم.
دكتور
جابر الحاج
أخصائي الأذن والحنجرة بالزقازيق
فايل 1RB
12
– 3 –