الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 5 جمادى الآخرة 1447 26-11-2025

قراءة بين السطور

أحدث الأخبار

مقالات متنوعة

قراءة بين السطور في خبر
هطول الأمطار على الحبشة
بقلم : أبو الهيثم صقر جندية

جاء في الأهرام (3/4/85م) ص 3 خبر هطول الأمطار بشدة على الحبشة… إلخ. وأن التفسير العلمي لهذا، والذي يقدمه مدير عام مصلحة الأرصاد بقوله : “الذي حدث وأدي إلى هطول الأمطار فوق الحبشة نشوء حركة نحو الشمال لمنطقة التجمع المداري للرياح التجارية.. وهي غير متوقعة لهذا الوقت من السنة.. كما زادت شدة تجمع الرياح بالمنطقة مما ساعد على كثافة السحب “المزنية” أي الممطرة … إلخ” …
هذا هو الخبر، والتأمل ينصب على كلمات معينة في سياق الخبر : نشوء ، غير متوقعة، زادت شدة تجمع الرياح، …
والسؤال كيف نشأت هذه الحركة؟ وما الذي حمل الرياح على الشدة وتجمع السحب؟ وذلك في غير أوان حركتها…؟ نحن لا نعطل الأسباب، وقد أمرنا بالأخذ بالأسباب وألا نتواكل وإن كنا نتوكل على الله… ونرد الأسباب في نهايتها إلى الله… جعل لنا علماً في معاشنا هو ظاهر الحياة الدنيا، والعلم الحقيقي هو التوحيد … الذي يري فيه المرء المسلم صنعة الله في خلقه وآثاره في ملكوته … وهو الذي يدبر الأمر.. يقول سبحانه وتعالي ((أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ* ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ* لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ)) [الواقعة: 68-70].
وقال تعالي : ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ …)) [النور: 43].
ونقرأ في أحاديث الاستسقاء … فنتوقف عند كلمات في الروايات : في حديث عائشة رضي الله عنها في سنن أبي داود في آخر الحديث بعد الدعاء وقلب الآردية وتحويلها “.. فصلي ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت ثم أمطرت ، بإذن الله، فلم يأت باب مسجد حتى سالت السيول …”.
ومن حديث أنس – رواه مسلم “قال أنس : فلا والله ما نري في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت قال فلا والله ما رأينا الشمس سبتا …” الحديث.
فهل عرفنا الآن كيف تنشأ الحركة وتتجمع السحب وتسير بأمر الله وحكمته وتدبيره؟” ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ* أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ*وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ(18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ* أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ* أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)) [الملك: 16-21].
وفي الحديث : 1- عن زيد بن خالد الجهني قال : صلى بنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس، فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب. وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب …
2- وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ألم تروا إلى ما قال ربكم؟ قال : ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح منهم بها كافرين. يقولون : الكواكب وبالكواكب.
3- وعن أبي هريرة عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : ما أنزل الله من السماء من بركة إلا أصبح فريق من الناس بها كافرين ينزل الله الغيث فيقولون الكواكب كذا وكذا. وفي رواية “بكواكب كذا وكذا”.
4- وعن ابن عباس قال : مطر الناس على عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال النبي – صلى الله عليه وسلم أصبح من الناس شاكر، ومنهم كافر قالوا : هذه رحمة الله. وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا وكذا. قال : فنزلت هذه الآية ((فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ)) [الواقعة:75] حتى بلغ : ((وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ)) [الواقعة:82](1)
وبعد : فإننا نؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)) [الشورى:28]
وصلي الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه؟
أبو الهيثم صقر جندية

(1) بخصوص وصف الكفر في هذه الأحاديث

أخبار متعلقة

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا