قراءات وصور صوفية:
يا شيخ الأزهر
أين هذه الصوفية المتآمرة
من تلك السلفية الطاهرة..؟
بقلم الدكتور محمد جميل غازى
ما كتبه الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الجامع الأزهر.. ونشرته جريدة الأخبار في عددها الصادر ” يوم 7 من شعبان سنة 1396 هـ- 13 من أغسطس سنة 1976 م” تحت عنوان ” حول الصوفية والسلفية ” أثار أكثر من علامة استفهام؟
وأكثر من علامة تعجب..
أهمها.. أننا لا ندرى، هل كتب الشيخ ما كتب باسمه الشخصى؟ أم بوصفه شيخاً- لأكبر وأقدم جامعة إسلامية؟ أم بوصفه شيخاً من شيوخ التصوف المعروفين، والمرموقين، أم بكل أولئك؟ لسـنا ندرى.
ولكن الذى ندريه أن ما كتب ونشر فيه اتهام صريح وواضح ” لسلف الأمة الصالح”- رضوان الله عليهم- أنهم كانوا مجموعة من ” دراويش الصوفية وكهنتها”.
وهذا ما لا يرضاه الله.. ولا يقره التاريخ..
ويكفى أن أقدم لفضيلته ” الإمام الأكبر”.. شيخ الجامع الأزهر.. ببعض الوثائق التاريخية، التى تدين الصوفية، وتتهمهم بالتآمر على الإسلام، والكيد للمسلمين..
الطريقة التيجانية
وعلى سبيل المثال لا الحصر، نتحدث عن “الطريقة التيجانية” وهى واحدة من عشرات الطرق التى تتمتع بجاه عريض، ومدد واسع، وثراء لا يحد ولا يعد.
لقد كان أتباعها وشيوخها من أكثر العملاء نفعاً لفرنسا في الجزائر، وبعض الأقطار الإفريقية..
ففي عام 1870 م استطاعت سيدة فرنسية تدعى ” أوريلى بيكار” أن تتسلل إلى الزاوية التيجانية وتتزوج شيخها، المدعو ” سيدى أحمد” ولما توفى تزوجت أخاه، المدعو ” سيدى على” فأصبحت بذلك السيدة المذكورة مقدسة عند التيجانيين، وأطلقوا عليها لقب ” زوجة السيدين” وكانوا يتيمنون بالتراب الذى تمشى عليه، مع أنها بقيت كاثوليكية على دينها القديم وقد أنعمت فرنسا عليها ” بوسام الشرق” وقالت الحكومة الفرنسية في أسباب منح هذا الوسام: ” لأن هذه السيدة قد أدارت الزاوية التيجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، وكسبت للفرنسيين مزارع خصيبة، ومراعى كثيرة، لولاها ما خرجت من أيدى العرب الجزائريين التيجانيين، ولأنها ساقت إلينا جنودا مجندة من أحباب الطريقة التيجانية ومريديها يجاهدون في سـبيل فرنسا صفاً كأنهم بنيان مرصوص”.
وقد ساعد أتباع الطريقة التيجانية الجيوش الفرنسية بمختلف الوسائل، فكانوا يتجسسون لحسابهم ويرسلون معهم الأدلاء، ويقاتلون إلى جانبهم إذا اقتضى الأمر، وعد مشايخهم ذلك واجباً يمليه الشرف ويبغون فيه الاحتساب من الله تعالى.
يقول الشيخ محمد الكبير ” صاحب السجادة التيجانية الكبرى وخليفة الشيخ أحمد التيجانى الأكبر مؤسس هذه الطريقة في خطبة ألقاها أمام رئيس البعثة العسكرية الفرنسية في مدينة ” عين ماضى ” المركز الأساسى للطريقة الصوفية التيجانية” بتاريخ 28 من ذى الحجة عام 1350 هـ.
” إن من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا فرنسا مادياً ومعنوياً وسياسياً، ولهذا فإنى أقول:- لا على سبيل المن والافتخار- ولكن على سبيل الاحتساب والشرف بالقيام بالواجب- أن أجدادى قد أحسنوا صنعاً في انضمامهم إلى فرنسا، قبل أن تصل بلادنا، وقبل أن تحتل جيوشها الكرام بلادنا “..
أما شيخ هذه الطريقة ” وهو واحد من مشايخ الطرق” فإن رائحة التآمر على عقيدة المسلمين تفوح من كتبه المملوءة بالضلالات.
قال في كتابه: ” جواهر المعانى “:
” إن الكفار والمجرمين والفجرة والظلمة ممتثلون لأمر الله تعالى، ليسوا بخارجين عن أمره”.
وقال في الكتاب نفسه:
” إن الشيخ العارف يمكنه أن ينقل روحه من جسده إلى جسد رجل آخر، ويتصرف بذلك الرجل بما يريد من الأمور”.
وقال في هذا الكتاب أيضاً:
” إن من أراد الدخول في طريقتنا لا خوف عليه من صاحبه ولا من غيره أياً كان من الأولياء الأحياء والأموات في الدنيا والآخرة، وهو آمن من كل ضرر يلحقه في الدنيا والآخرة، لا من شيخه ولا من غيره، ولا من الله ورسوله النبى صلى الله عليه وسلم”.
وقال في الكتاب نفسه:
” قدماى هاتان على رقبة كل ولى لله تعالى من أول إنشاء العالم إلى النفخ في الصور”.
وقال في ” جواهر المعانى “:
” من حصل له النظر فينا يوم الجمعة والإثنين يدخل الجنة بغير حساب ولا عقاب”، وزاد في ” بغية المستفيد”- ” ولو كان كافراً يختم له بالإيمان”.
وقد اخترع- هذا التيجانى- لأتباعه صلاة على الرسول سماها ” صلاة الفاتح” قال في وصفها:
” وسألته عن صلاة الفاتح، فأخبرنى- أولا- بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرنى- ثانياً- أن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ستة آلاف مرة”.
وكل ذلك ليصرف جماهير المسلمين عن كتاب الله عدو الاستعمار الأول..
التجسس.. كرامة
ويتحدث ” صوفى” عن اطلاع شيخه “التيجانى” على الغيب فيقول:
” ومن هذا الباب، إخباره عن استيلاء أعداء الدين على الجزائر، وقد كان- رضى الله عنه- على ما تلقينا من فضلاء أصحابه كثيراً ما يشير إليه بما يفيد تحقيق وقوعه،