قالت
الصحف
جريدة الأهرام والدعوة المفتوحة لكشف البدع التي تشوه عقائد الملايين
تحت عنوان : ليس من الدين .. دعوة مفتوحة لكشف البدع التي تشوه الدين ، وجهت جريدة الأهرام في عددها 32452 الصادر يوم الجمعة 17 أكتوبر 1975 نداء لتطهير المعتقدات الدينية من البدع والخزعبلات وكل مظاهر التخريب والتشويه التي تسيء إلى الإسلام ليتاجر البعض بها بين الناس . وقد حددت الجريدة الغراء هدفها من هذا النداء بما يلي :
1- إلقاء أكبر قدر من الأضواء الكاشفة على تلك البدع والأشخاص الذين يمارسونها .
2- تحديد موقف الدين من كل بدعة .
3- مناقشة أسباب هذه الظاهرة والطريق إلى علاجها .
وقد نشرت الجريدة نداءها في مساحة استغرقت ثلث صفحة الفكر الديني في العدد المشار إليه ، ونشرت في إطار زخرفي على يسار النداء تنديدًا بالكتب التي تملأ الأسواق من تأليف مشايخ على مستوى المسئولية ، منها كتاب عن أحد الموتى من عباد الله العاديين ؛ وعند تأليفه ذهب المؤلف إلى مدينة طنطا لأخذ الموافقة من الميت عن تأليف الكتاب . وقالت الجريدة أن المؤلف قد أخذ الموافقة بطبيعة الحال، ثم تساءلت وهل كان من الممكن أن يحدث العكس ؟
وكان أحرى بالجريدة أن تكون جريئة وصادقة في تحقيق هدفها الأول المعلن وهي إلقاء أكبر قدر من الأضواء الكاشفة على البدع وعلى الأشخاص الذين يمارسونها كما ذكرنا ، ولكن يبدو أنها اعتمدت على ذاكرة القراء فيما نشر من قبل عن الكتاب الذي ألفه الدكتور الشيخ عبد الحليم محمود من كرامات السيد البدوي وأنه ذهب إلى ضريحه من طنطا مستأذنًا في تأليف هذا الكتاب ، فالتفت في هذه المرة بالإشارة إلى الشيوخ الذين هم على مستوى المسئولية وإلى الواقعة المعروفة لكي يتذكر القراء الحال الذي وصلنا إليه من غيبة العقل والفكر والتعبد بما لم يأذن به الله ورسوله من تعظيم الطواغيت ومناجاتها والعكوف عليها ودعوة الناس إلى الإيمان بها وإلى شد الرحال إليها ، ومجلة التوحيد تقول للشيخ الكبير إن أمة الإسلام لا تنهض من كبوتها في غياب العقل والفكر وتقليد أهل الشرك والوثنية لأننا إذا فعلنا ذلك فكيف نكون شهداء على الناس يوم القيامة وقد فعلنا أفعالهم واعتقدنا معتقداتهم قال تعالى في سورة المائدة – الآية 17 – مخاطبًا الذين غالوا في تعظيم الأنبياء والصالحين ووضعوا صورهم في دور العبادة : { لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } الآيات إلى آية 19 .
لا السيدة زينب ولا رأس الحسين في مصر :
ثم حدثت المفاجأة الكبرى بعد فتح الباب لكشف البدع والخرافات التي تخرب عقائد الناس في مصر فقد كتب الشيخ علي الخفيف أستاذ جيل الفقهاء وعضو مجمع البحوث الإسلامية في أهرام الجمعة 24/10/1975 أن الوهم والخرافة يعيشان في قلب القاهرة ذاتها ، وعند أكبر الأضرحة فيها ؛ وهي أضرحة الحسين والسيدة زينب وعلي زين العابدين بن الحسين رضي اللَّه عنهم ، فرأس الحسين ليس موجودًا في مصر وليس هناك سند تاريخي يؤكد أن السيدة زينب جاءت إلى القاهرة . والمسجد الشهير في القاهرة لا يضم جثمان علي زين العابدين .
وقال الشيخ علي الخفيف إن الأقوال التي توارثت عن مجيء رأس الحسين إلى مصر ضعيفة للغاية ، وأن شيخ الإسلام ابن تيمية له كتاب موضوعه رأس الحسين، تحدث فيه مكانته وفضله وعلمه وانتهى إلى أنه لا يعقل أن ينقل الرأس من كربلاء إلى دمشق ، وأن يوضع بين يدي يزيد بن معاوية وأن يلعب بقضيب بين أسنانه ، وأن يكون ذلك على مرأى من المسلمين دون خوف من الرأي العام، ثم ينقله إلى خزائنه فيمكث فيها عشرات السنين ثم يصل إلى عسقلان فيدفنه أميرها هناك ، ثم بقي أكثر من 300 سنة إلى أن جاءت الحروب الصليبية فنقل إلى مصر في عهد الفاطميين .
من تخصص الأولياء : أحدهم يعالج الحمى وآخر يتصدى للجن !
وتجاوبًا مع حملة جريدة الأهرام كتب أحمد محمد شرمنت رئيس قسم نيابة الإسكندرية الشخصية يقول في قريتنا سنهور المدينة التي تتبع دسوق ، مقامات عديدة لأولياء لا نعرف شيئًا عن تاريخهم ، وكل ما يعرفه أهل قريتنا أن كل ولي متخصص في وظيفة معينة يؤديها ، وكأنهم تقاسموا فيما بينهم حل مشاكل القرية كلها .
فساكن مقام ابن زكريا شهرته جاوزت القرية ، باعتباره متخصصًا في علاج أمراض الحمى ، وساكنها مقام الحيطاوي متخصص في علاج من يركبهم الجن ، أما ساكن الدياطي فهو متخصص في إدرار ألبان الماشية الجافة .
فضيلة الشيخ سيد سابق يسوق الحجج والبراهين :
وفي نطاق حملة صفحة الفكر الديني بجريدة الأهرام نشرت الجريدة في عدد الجمعة 14/11/1975 حديثًا صحفيًا لفضيلة الشيخ سيد سابق صاحب فقه السنة نوجز ما جاء فيه فيما يلي :
1- الاعتقاد بأن في إمكان شخص معرفة المستقبل عن طريق الولاية أو الكهانة أو التنجيم أو المندل وغيرها ليس من الدين ومن يقول أنه يستطيع الغيب بأي طريقة فهو يقول بأنه شريك لله في واحدة