الأربعاء 8 ربيع الأول 1446 11-9-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأربعاء 8 ربيع الأول 1446 11-9-2024

فضل العلم .. ومصيبة الموت

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

الفواصـــــــــــل القرآنيــــــــة (دراســــة بلاغيـــة)

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه.. وبعد: فقد أكرمني اللَّه عز وجل بالفوز بالمركز الأول في مسابقة الشعراوي القرآنية التي أعلن عنها مجمع اللغة...

الهجــــــــــر… والهجرة والمهاجر!!

الحمد للَّه.. والصلاة والسلام على رسول اللَّه.. وبعد: فإن الهجرة شرف عظيم، ومنزلة رفيعة نالها المهاجرون ! ومع بداية عام هجري جديد يتجدد الحديث عن الهجرة. ونتناول...

تحقيقات التوحيد(الإسلام والإنترنت)

لماذا هذا الملف ؟ تلعب وسائل الاتصال بشتى أنواعها دورًا بالغ الأهمية في إثراء الفكر، ونقل المعارف والثقافات وتقريب المسافات وتبادل الآراء وعقد المؤتمرت ونشر...

كلمة التحرير
بقلم رئيس التحرير صفوت الشوادفي
فضل العلم ..ومصيبة الموت!!

الحمد للَّه على كل حال ، ونسأل اللَّه حسن المآل .. وبعد :
يقول اللَّه تعالى : { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ @ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ @ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 155- 157 ] .
ولقد مات إمام أهل السنة والجماعة ، علاّمة هذا العصر ومجدد هذا الزمان سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز ، ونحن لا نقول إلا ما يرضي ربنا : { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } .
وموت العلماء مصيبة لا تجبر ! وثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وذلك لأن العلماء هم مفاتيح الجنة ؛ لأنهم يدلون الناس عليها بما يعلمونهم من الهدي ويحثون عليه من العمل الصالح ، وهم خلفاء الأنبياء ؛ لأنهم يبلغون رسالاتهم من بعدهم ، وهم ورثتهم ؛ لأن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمـًا ، وإنما ورّثوا العلم .
وعالمنا وإمامنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كان من هؤلاء العلماء – نحسبه كذلك – فقد آتاه اللَّه الحكمة ، فكان يقضي بها ويعلمها ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا ؛ والحكمة – كما قال الإمام مالك – هي الفقه في دين اللَّه ؛ وهو منزلة عالية قال فيها أبو هريرة رضي اللَّه عنه : ( لأن أجلس ساعة فأفقه في ديني أحب إليَّ من أن أحيي ليلة إلى الصباح ) .
وقد كان – رحمه اللَّه – في جهاد دائم بلسانه لا ينقطع ؛ وقد ذكر ابن عبد البر بسنده إلى ابن عباس رضي اللَّه عنهما أن رجلاً سأله عن الجهاد ؛ فقال : ألا أدلك على خير من الجهاد ؟ فقلت : بلى . قال : تبني مسجدًا وتعلم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدين .
كما كان – رحمه اللَّه – زاهدًا في الدنيا معرضـًا عنها ؛ مقتديـًا في ذلك بالصحابة رضي اللَّه عنهم ؛ فقد ورد أنه لما حضرت معاذ بن جبل رضي اللَّه عنهم الوفاة قال لجاريته : ويحك هل أصبحنا ؟ قالت : لا ، ثم تركها ساعة ، ثم قال : أنظري . فقالت : نعم ، فقال : أعوذ باللَّه من صباح إلى النار ، ثم قال : مرحبـًا بالموت ! مرحبـًا بزائر جاء على فاقة ! لا أفلح من ندم ، اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجرى الأنهار ، ولا لغرس الأشجار ، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ، ولظمأ الهواجر في الحر الشديد ، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر(1) .
وكان العلاّمة ابن باز – رحمه اللَّه – يجمع بين العلم والعمل ، وقليل من العلماء في زماننا من يفعل ذلك !
وقديمـًا كتب رجل من الصالحين إلى أخ له يقول له : ( إنك قد أوتيت علمـًا فلا تطفئ نور علمك بظلمات الذنوب ؛ فتبقى في ظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم إلى الجنة ) !
ومع ذلك أنه – رحمه اللَّه – كان أعلم أهل الدنيا في عصره ؛ فقد كان يطلب العلم ، ويمضي أوقاتـًا طويلة في السماع والقراءة عليه والإملاء ؛ وفي هذا حثّ عظيم للخطباء والدعاة والوعاظ على الاستمرار في طلب العلم والمثابرة على ذلك ؛ فإن العلم لا يثبت ولا يزيد إلا بهذا .
وقد قيل لابن المبارك : إلى متى تطلب العلم ؟ قال : حتى الممات إن شاء اللَّه ! وسُئل سفيان بن عيينة : من أحوج الناس إلى طلب العلم ؟ قال : أعلمهم ؛ لأن الخطأ منه أقبح .
ونقل ابن عبد البر عن بعض العلماء قوله : ( لا تزال عالمـًا ما كنت متعلمـًا ؛ فإذا استغنيت كنت جاهلاً ) !
والعلماء – وحدهم – هم الذين يعرفون فضل العلم ، وعظيم منزلته ، ولذلك فهم يحثون طلبة العلم دائمـًا على تحصيله ، مع الصبر والمصابرة والمرابطة في طلبه ؛ وإلا فلن يدركوه إلا قشورًا لا تسمن ولا تغني من جوع .
وكان الإمام مالك رضي اللَّه عنه يقول : ( إن هذا الأمر – يعني العلم – لن ينال حتى يذاق فيه طعم الفقر ) !! وذكر ما نزل بشيخه ربيعة من الفقر في طلب العلم حتى باع خشب سقف بيته في طلب العلم ! وحتى كان يأكل ما يلقى على مزابل المدينة من الزبيب وعصارة التمر !!
وهذا أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رضي اللَّه عنهما يقول : ( لقد طلبنا هذا العلم وطلبه معنا من لا نحصيه كثرةً ، فما انتفع به منا إلا من دبغ اللبن قلبه !! وذلك أن أبا العباس لما أفضى إليه الأمر بعث إلى المدينة فأقدم إليه عامة من كان فيها من أهل العلم ؛ فكان أهلنا يعدون لنا خبزًا يلطخونه لنا باللبن ! فنغدو في طلب العلم ، ثم نرجع إلى ذلك فنأكله ؛ فأما من كان ينتظر أن تصنع له هريسة أو عصيدة فكان ذلك يشغله حتى يفوته كل ما كنا نحن ندركه ) !!
ولأجل هذا قال العلماء : من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذلك الجهل أبدًا .
وقد بقيت كلمة أخيرة تتعلق بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه اللَّه رحمة واسعة – وهي علاقته بحكام المسلمين ؛ فلقد كان – رحمه اللَّه – يقوم ب

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا