عرض ونقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي
حول الكوثري ، والدحلان
بقلم الأستاذ الجليل : عبد القادر حبيب الله السندي
تنبيه :
يجدر بنا قبل أن ننشر بقية مقال الأستاذ أن ننبه إل خطأ وقع سهوًا عند الطبع في مقاله في العدد السابق من صفحة 23 سطر 7 و 19 في سياق كلام الإمام عثمان الدارمي في كتابه البارع العظيم : الرد على الجهمية تحت باب : الاحتجاج للقرآن أنه غير مخلوق ، ونحن نسوق العبارة الصحيحة ونترك القارئ يقابلها بالخطأ الموجود في نسخته ليصححها ، والعبارة الصحيحة هكذا : ” إن قول زعيم هؤلاء الأكبر ، وإمامهم الأكفر ، الوليد بن المغيرة الذي ادعى أن القرآن قول البشر ، فتوعده الله أنه سيصليه سقر ، وقول هؤلاء الجهمية واحد لا فرق بينهما ، فبئس التابع وبئس المتبوع ، قال الله تعالى : { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا } ، إلى قوله : { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ . ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ . فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَ سِحْرٌ يُؤْثَرُ . إِنْ هَذَا إِلاَ قَوْلُ الْبَشَرِ . سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } يعني أنه ليس بقول البشر ، كما ادعى الوليد ، ثم ساق الأحاديث والآثار الكثيرة ، وهي نص صريح على أن القرآن هو كلام الله تعالى حقًا تكلم الله به جل وعلا حقيقة .
قال الإمام العلاّمة الحافظ الحجة أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي في كتابه الجليل العظيم شرح السنن سياق ما روى من المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة ، والتمسك بها ، والوصية لحفظها ، قرنًا بعد قرن ، ثم قال : اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله عنه ؛ ثم قال رحمه اللَّه تعالى : أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، قال : حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان قال : حدثنا علي بن حرب الموصلي بسر من رأى سنة سبع وخمسين : ومائتين ، قال : سمعت شعيب بن حرب يقول : قلت لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عز وجل فإذا وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى ، وسألني عنه ، فقال : من أين أخذت هذا ، قلت : يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري ، وأخذته عنه ، فأنجوا أنا وتؤخذ أنت ، فقال لي : يا شعيب ، هذا توكيد وأي توكيد ، اكتب بسم اللَّه الرحمن الرحيم ، القرآن كلام الله ، غير مخلوق منه بدأ ، وإليه يعود ، من قال غير هذا فهو كافر ، والإيمان قول ، وعمل ، ونية ، يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، ثم ذكر بقية العقيدة ؟ ونقل الإمام الذهبي هذا الكلام في ترجمته الثوري ثم قال : هذا ثابت عن سفيان ، وشيخ الموصلي ثقة ، رحمة اللَّه عليهم . [ شرح السنن : 39- 40 ] .
وقال العلاّمة الإمام البيهقي في كتابه الفذ ” الأسماء والصفات ” باب : ما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين رضي الله تعالى عنهم : إن القرآن كلام الله غير مخلوق ، ثم ساق إسناده إلى أبي بكر الصديق رضي اللَّه تعالى عنه ، قال : إن أبا بكر رضي اللَّه تعالى عنه قاول قومًا من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس ، فغلبت الروم فارس ، فقرأها عليهم ، فقالوا : كلامك هذا ؟ أم كلام صاحبك ؟ قال : ليس بكلامي ، ولا كلام صاحبي ، ولكنه كلام الله وقوله ، ثم قال الإمام البيهقي : تابعه محمد بن يحيى الذهلي عن شريح بن النعمان إلا أنه قال : فقال : رؤساء مشركي مكة : يابن أبي قحافة هذا مما أتى به صاحبك ؟ قال : لا ، ولكنه كلام الله عز وجل ، ثم قال البيهقي : وهذا إسناد صحيح ، ثم قال : وعن عامر بن شهر قال : كنت عند النجاشي فقرأ ابن له آية من الإنجيل ، فضحكت ، فقال النجاشي : أتضحك من كلام الله عز وجل ؟ هكذا نقل مثل هذه القصة عن خباب بن الأرت رضي الله تعالى عنه ، وعن عبد الله بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال : إن القرآن كلام الله تعالى فمن كذب على القرآن فإنما يكذب على الله عز وجل ، وعن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما قال : { قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ } قال : غير مخلوق ، وقد أطال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى الكلام ، والنقل في هذا الباب من أئمة السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم أن القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق . [ الأسماء والصفات من 239- 258 ] .
وقال الإمام الكبير العلاّمة المحدث الشهير أبو جعفر أحمد بن محمد سلامة المصري الحنفي المشهور ( بالطحاوي ) المتوفى سنة 321 في عقيدته . وأن القرآن كلام الله ، منه بدأ بلا كيف قولاً ، وأنزله على رسوله وحيًا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا ، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ، ليس بمخلوق ككلام البرية ، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر ، فقد كفر ، وقد ذمه الله ، وعابه وأوعده بالسقر ، حيث قال جل وعلا : { سأصليه سقر } ، فلما أوعد بسقر لمن قال : { إن هذا إلا قول البشر } علمنا ، وأيقنا أنه قول خالق البشر ، ولا يشبهه قول البشر . [ شرح العقيدة الطحاوية 176- 202 ] .
وقد عقد الإمام أب