عبدة الشيطان

عبدة الشيطان !!
بقلم فضيلة الشيخ / مصطفى درويش

الحمد لله على نعمة الإسلام ، والصلاة والسلام على من وصلتنا النعمة على يديه ، واللهم أدم علينا نعمتك حتى نلقاك ، وبعد …
فقد كثر الكلام والكتابة عمن سموا أنفسهم عباد الشيطان !!
والبعض قال : هم مرتدون !! مرتدون عن ماذا ؟! هل لو تحول عابد النار إلى عبادة الحجر أو تحول عابد البقر إلى عبادة الأسد يُقال : هم مرتدون ؟!!
الردة لا تكون إلا عن دين الإسلام ، فالذين منعوا زكاة المال في عهد الخليفة الصديق اعتبروا مرتدين وحوربوا حروب الردة برغم أنهم أقروا بفرضيتها ، وأعلنوا الأذان ، وأقاموا باقي أركان الإسلام .
أما عبدة الشيطان هؤلاء فمرتدون عن ماذا ؟؟!! إلا إذا كنا نعتبر الإسلام يمكن أن يتحقق بمجرد كلمة تكتب في خانة الديانة في شهادة الميلاد أو مما يدرج في بطاقة وكفى !!
إن جريمة هؤلاء أنهم أقاموا جماعة وأطلقوا على أنفسهم هذا اللقب ( عُبَّاد الشيطان ) ، ومارسوا كل أنواع الفسق والفجور التي يحرض عليها الشيطان ، وهم إذا كانوا يحاكَمون على جرائم ارتكبوها فلا شأن لنا بذلك ، فالجريمة لها عقاب ، ولكن الفكر والاعتقاد ليس له عقاب ، له توجيه وإقناع ودعوة إلى الله ، وجدال بالتي هي أحسن .
ونحن نقول لهؤلاء : من أين عرفتم كلمة شيطان ، والشيطان لا يُرى ؟! إن المصدر الوحيد الذي عرفنا منه كلمة شطيان وما حدث بينه وبين آدم وقدرته على الإغواء وعصيانه لأمر الله بالسجود لآدم ، كل ذلك وغيره مما عرفناه عن الشيطان عرفناه من كتاب الله الحق وتنزيل الخالق ، وإلا فليدلنا عبدة الشيطان على مصدر هذه الكلمة ؟!
ونقول لهؤلاء : إن عصيان أمر الله لا يسمى بطولة وقدرة ، إنما يسمى خيانة واتجاه إلى المهالك ، فهل من البطولة أن يخرج المخلوق من دائرة الرحمة إلى هاوية الجحيم ، فهناك فارق كبير بين البطولة وبين ورود المهالك والطيش والاندفاع ، فمن البطولة أن تمسك بالسلاح وتقف في وجه الأعداء ، ومن الجنون والطيش أن تقتحم عرين الأسد بغير سلاح .
وتعالوا بنا نقول لعبدة الشيطان ، الشيطان خالق أم مخلوق ؟ ليست لهم إجابة إلا إجابة وحيدة : الشيطان مخلوق ، فنقول : مَن الأولى بالعبادة المخلوق أم الخالق ؟!
ثم ماذا عن طقوس عبادة الشيطان هل هي الزنى والخمر والمخدرات والميسر وغيرها ؟! في الواقع جرائم لا تُرتكب دائمًا إلا في جماعات وأطلقوا على أنفسهم عبدة الشيطان كمبرر فقط لهذا الارتكاب الجماعي ، وهم ارتكبوا كل هذه الجرائم تحت اسم عبادة الشيطان ، فماذا عن الذين يرتكبون مثل هذه في معابد للشيطان ، ولكنهم لا يطلقون على أنفسهم عباد الشيطان !!
ماذا عن معابد الشيطان المرخص بها رسميًّا : تحت اسم علب الليل والملاهي والمراقص والبارات وغيرها ؟! وماذا عن معابد الشيطان التي قيل في تبرير وجودها رسميًّا ترويج السياحة وجلب العملة الصعبة !!؟؟
عندما نزل الأمر الإلهي : ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا …. ) [ التوبة : 28] علم الخالق أن هناك من يقول : وماذا عن الرواج التجاري والدراهم والدنانير وغيرها ، فجاءت الآية تقول : ( وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) [ التوبة : 28] ، يعني : لا تخافوا الفقر بمنع المشركين من بيت الله الحرام ، فالغنى بيد الله ، والغنى والأرزاق تأتي بالطاعات لا بالمعصية .
لقد قرأنا على صفحات الجرائد أن رائدة من رائدات معابد الشيطان المسماة ملاهٍ ومراقص وعلب ليل اصطلحت مع مصلحة الضرائب على سداد 2 مليون من الجنيهات ، فماذا عن حصيلة معبد الشيطان الذي تديره ؟! وماذا عن عدد عبدة الشيطان الذين يؤمون معبده هذا ؟؟!!
يا قوم أليس منكم رجل رشيد ؟؟!! أتحاكمون عبدة الشيطان لأنهم مارسوا الزنى والخمر والميسر وغيره تحت اسم عبادة الشيطان وترخصون به تحت اسم الملاهي وعلب الليل ؟؟!! هل كان المفروض على عبدة الشيطان هؤلاء ألا يكونوا جماعة بهذا الاسم وأن ينتشروا ويوزعوا أنفسهم على الملاهي وعلب الليل والبارات وغيرها !!
لقد فرضتم أن يكتب في إعلانات الدخان وعليها ( التدخين ضار جدًّا بالصحة ) ، أليس الدخول في مثل هذه الأماكن ضار جدًّا بالصحة والأخلاق ؟
ومعابد أخرى للشيطان ومرخص بها ، فما الذي يضيفه أن يأتي الناس إلى نصب من خشب مغطى بثوب أخضر ويركعون ويسجدون ويتمسحون ويطلبون ما لا يطلب إلا من الله ، ماذا عن آلاف الخطابات التي تلقى في مقاصير معابد الشيطان هذه ، وفيها يطلب الناس ما لا يطلب إلا من الله ، وتنتهي الخطابات إلى صناديق القمامة ، وتنتهي الحصيلة إلى جيوب هؤلاء الذين يتصفون بهذه الجاهلية مادامت هذه حصيلة ثم يقال بعد ذلك : ترخيص بمولد سيدهم فلان وسيدهم علان ، أليست هذه معابد للشيطان ؟!
والعجيب أن معابد الشيطان تتجه جميعًا إلى اتجاه واحد ، وفيها الزنى والخمر والمخ