صرخة

صرخة
الشيوعية مذهب عفن ويتبع المبدأ الميكافيللي الذي يبرر الوسيلة في سبيل الغاية – يعني لا يتقيد بمبادئ الأخلاق الفاضلة
الاشتراكية خطر مدمر
بقلم الأستاذ عبد المعطي عبد المقصود
سكرتير فرع الإسكندرية
– 2 –
إن المتمعن في دراسة هذا المذهب العفن وأساليبه النتنة التي تبنى على النظرية الميكيافيلية : الغاية تبرر الوسيلة ، يجد أن أتباعه لا يقيمون وزنًا للعهود والمواثيق ، الإلحاد دينهم ، والانحلال والكذب أخلاقهم ، والثورات والدماء أسلوبهم ، وإثارة القلاقل بين الشعوب ، والاختلافات ، وتفريق الأمة هدفهم ، وكل من انخدع بهم وبشعاراتهم وقع في مخالبهم سواء كان فردًا أو دولة .
إن الشيوعية في جميع أطوارها يُظهر أتباعها ما لا يبطنون ، حتى إذا صار لهم الأمر عاثوا في الأرض فسادًا ، وأهلكوا الحرث والنسل ، والله لا يحب الفساد .
إن الاشتراكية خرافة اقتصادية نبتت عنها الشيوعية بعقيدتها الإلحادية ، فهي لا تعترف بدين ، ولا بإله منظم للكون خالق له ، وإن زعم أتباعها أنهم مؤمنون ، فمثل هؤلاء كمثل المنافقين والباطنية يظهرون ما لا يبطنون ، هؤلاء الذين قال الله فيهم : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } [ البقرة ] .
على المسلم أن ينتبه لخطر هؤلاء الذين ينتمون إلى الأحزاب الشيوعية من الذين يتسمون بأسماء المسلمين ويحاولون أن يقربوا بينها وبين الإسلام قبل فوات الأوان حتى لا يقعوا في براثن الإلحاد والاستعباد كما وقع الصينيون من قبل لعلهم ينجحون ، فلا يكونون من ضحايا الاستعمار الشيوعي الخطر المدمر .
وهنا يحق لنا أن ننقل فقرة من كتاب ” آثرت الحرية ” قصة الشيوعي القديم الذي فر من هذا الحزب عندما سنحت له الفرصة بعد أن علم أن الشر فيه ، والسجن حليف من يؤمن به ويعتنق مبادئه .. إنهم أعداء الحرية يستعبدون البشر ، وهذه الفقرة ترينا كيف يعترف الحزب بالدين ظاهرًا ليخدع الشعوب الرجعية في نظره ( المتدينين ) .
وعملاً بهذه الخطة المرسومة رئى من الضرورة في هذه الفترة الخطيرة من سير الحرب ” أن رجع عن مبادئ لينين ( أي ستالين الحاكم في هذا الوقت ) من حيث الشكل لا من حيث الجوهر ، ذلك أن الظروف كانت تتطلب استمالة العناصر الرجعية في أوربا الشرعية بالتظاهر بالعودة إلى التمسك بالدين .
وسرعان ما قبل العالم الخارجي ومعظم الشعب الروسي هذا القول ، واتخذوه دليلاً على تحول زعماء السوفيت عن خططهم ونواياهم .
ويقول : ” ولو أن واحدًا من أولئك الذين خدعوا بهذا حضر اجتماعات الحزب ( المغلقة ) التي تضم كبار الموظفين لهاله ما يسمع من آراء ، ولعرف أن الرجوع عن مبادئ لينين لم تكن إلا حركة فنية مؤقتة ، ويقول : ” وكان يطلب منا أن نقوي إيماننا بالمبادئ الشيوعية ، وأن هذه الحركات إنما هي خطة مرسومة وضعها ستالين لإحراز النصر . اهـ . ( ص 642) طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر سنة 1948.
كما يخطب فيهم أحد زعماء الحزب ميرونوف فيقول : ” أيها الرفاق ، لقد اضطررنا إلى التسليم ببعض الأمور لأنصار الدين .. لأن كثيرًا من رجال الجيش جندوا من قرى متأخرة لا يزال للدين فيها شأن كبير ، ويقول : “وستكون سياستنا الدينية الجديدة ذات أثر عظيم في تحطيم الدعاوي التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية واللوثرية وغيرهما من الجماعات الدينية ضد الدولة ” . المصدر السابق ( ص 647) .
إن في هذا القدر كفاية لإماطة اللثام عن هذه العقيدة الإلحادية ، والأفكار النتنة التي تتشكل كالحرباء ، فهي تسير في كل ركب ، وترقص في كل زفة ، وتسبح مع كل موجة ، تلبس لكل حالة لبوسها ، تقدم السم الزعاف ، ولكن في أكواب البللور ، وتصافح بأكفها ، وذات الأظافر القتالة ، ولكن في قفازات الحرير ، وكثيرًا ما انكشف زيفها وأن شعوبها شعوب مغلوبة على أمرها لو حيل بينها وبين هذا الكابوس لرأيناها هاتفة بسقوط هذا الشبح المروع .
هذا الشبح الذي يفرض نفسه بثقل ظله على الشعوب فرضًا ، تلك الشعوب التي لا تتستجيب إلى هذا المبدأ أو المنهج والأسلوب ، ولا أدل على ذلك من تلك الجيوش الرابضة الجاثية على صدر المجر والتي سجلت بآلاف الألوف بالمرصاد تخشى همسة من نقد ، أو تخالف ما يريد هؤلاء الآلهة .
إن المستقرئ لحوادث الشيوعية في المجر وغيرها ، وما فعلته في هذه البلاد من إراقة دماء ، وانتهاك أعراض ، ونهب أموال يرى شعبًا عاش في ظل الشيوعية في عذاب ودموع ودم وآلام وعبودية وحرمان وظلم وظلام وفساد وإفساد وبغي وطغيان يعيش في سجن كبير لا تفتح أبوابه للخارجين ، وإنما تفتح أبوابه للداخلين فقط .
إن الشيوعية زنزانة حمراء ، ومصير كل من يخدع بها ويرى فيها جنة أحلامه وتحقيق آماله وأماليه وتخيلاته ، يعلم جيدًا عندما تسيطر هذه العقيدة على بلد من