الأحد 5 ربيع الأول 1446 8-9-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الأحد 5 ربيع الأول 1446 8-9-2024

سيكلوجيا الغضب

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب السنة (التواكل)

أخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا قعودًا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمر...

باب التفسير(سورة النجم)

الحلقة الثالثة {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ...

كلمة التحرير(عقيدتنا في.. المسيح عليه السلام)

الحمد للَّه وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.. وبعد: فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح عليه السلام عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم،...

دكتور عبد الكريم وهبة
علم النفس الكلنيكي
عضو الهيئة الدولية
A . P . A . U . B . A
سيكلوجيا الغضب أو تحليل الغضب نفسيًا
الغضب ظاهرة طبيعية :
بدأت حيث بدأت الخليقة ، وهي مظهر من مظاهر جيشان الإنفعال ، في الجهاز النفسي ، والجهاز الجسمي ، والأوعية التي تجمع بينهما ، كالأعصاب الإرادية ، وغير الإرادية .
ولهذه الظاهرة أضرارها ، إذا لم تكبح جماحها ، أو يهدأ أوارها باعتدال .
أما إذا تحول هذا الاعتدال إلى كتب ( قهر النفس ) Pressing Case ، فهنا الطامة الكبرى .
أما إذا لم يتعد القهر درجة الكظم Supressing فهو حلم كله خير . [ مدح اللَّه سبحانه وتعالى الكظم بقوله في حق أهل الجنة : { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } ] .
والفرق بين الكتب ، والكظم ، ينشأ عادة من قوة احتمال النفس (( المعروفة علميًا بـ ( الأنا ) فإن كانت ضعيفة تلجأ إلى الكتب الذي يضيرها ، وإن كانت قوية تلجأ إلى تعدي الانفعال أو إلى الكظم ، وهما لا يضيرانها …
الإنسان السوي :
وهو ذو الشخصية المتكاملة (( جسميًا ونفسيًا )) – انظر إلى قوله تعالى : { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ . ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ . إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } – إذا غضب عدل غضبه ، أو كظم غيظه لأن نفسه تعلم أن الغضب يفقد قوة مقاومتها على أحداث الحياة ، ويصبح الإنسان فريسة للأمراض ، وألعوبة هوجاء بين الانفعالات المتأرجحة ، وفي ذلك يقول الرسول عليهه الصلاة والسلام لصحابته : (( ما تعدون الصرعة ( المصارع ) فيكم )) قالوا : الذي لا تصرعه الرجال . قال : ليس ذلك ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب )) .
والحلم سكينة من اللَّه وهبها لعباده الصالحين ، فلا يعرف الإيمان الصحيح نفسًا هوجاء تلعب بها الأهواء ، وخنس شياطين الإنس والجن ، ذات حمية جاهلية لا تعير القيم والمثل أي اعتبار ، قال تعالى : { إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا } الفتح آية 26.
المظاهر الفسيولوجية للغضب :
وجد الباحثون طبيًا أن القلب يدق حين الانفعال ما بين 120- 140 دقة ( أي في الدقيقة الواحدة ) ، بيد أنه يدق عادة 60- 80 دقة، وكثيرًا ما ينوء القلب بهذه الضربات ، لا سيما إذا كان صاحبه مريضًا ، فيسقط الغاضب فاقد النطق ، أو مغمي عليه ، ويرتفع ضغط الدم ، وهو عادة 110 (مملم) إلى 180- 200 (مللم) ، ويتمدد جسم الإنسان وينشط نشاطًا غريبًا ، ويجند الطحال عددًا وفيرًا من الكريات الحمراء ، التي تمد الجسم بالأوكسجين لتزيد وقود الاحتراق ، وتتسع مجاري الدم كأنها مجاري الأنهار عندما تهطل عليها الأمطار ، والكبد يمد الجسم بالسكر إذ هو ميدان معركة الانفصال فيزيد بنسبة 20% تقريبًا ، ويتسلح الجسم بقوة عنيفة ، وانظر إلى الشاعر العربي حيث يقول :
إذا ما غضبنا غضبة مضرية هتكنا حجاب الشمس أو تمطر الدما
فنرى الغاضب لا يحس تعبًا من ضرباته المتكررة ، ولا يحس الما من جروحه الدامية تعبًا ، بل ويقوم الجسم بمهمة العلاج ، فيسد الجروح فتلتئم بتجبن الدم عند مخارجه ، ولكما زاد الغضب زاد الجسم نشاطًا في العراك الخارجي ، وزاد شفاء للنفس المغيظة ، وفي ذلك يقول عنترة العبسي أحد شجان العرب :
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمهــا قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
من ذلك نرى أن الغضب ضروري ، في الحروب على الأخص ، فما انتصر جيش لم يغضب على عدوه ، وما انتصر مبارز أو مناجز في ميدان معركة لم يشعله وقود الغضب نيرانًا على من يبارزه أو يناجزه .
وتلك أمثلة واضحة قديمة ، وجديدة في حروبنا عبر الزمن السحيق ، فلا حاجة إلى سرد الأدلة فهي معروفة .
الغضب والتكوين الفسيولوجي للجسم :
ومن البلاهة أن نطلب من الناس أن يغضبوا الأمر ما بدرجة واحدة ، نظرًا لاختلاف التربية ، فالرجل ( الإسكيموا ) لا يغضب إذا رأى رجلاً من امرأته في سرير واحد ، بل يسر سرورًا جزلاً ، ومثله الشيوعي والوجودي والخنفس ، وبعض رجال الفن . ( من مدة ذكرت إحدى الجرائد أن مخرج إحدى الروايات السينمائية ظلت زوجته تحت المثلة الممثل يبادلها القبل أكثر من أربع ساعات ليختار قبلة يصورها … إلخ ) .
ونظرًا لاختلاف المقومات الجسمية في الإنسان فهناك (( الانفعالي )) واللاانفعالي بحسب سيادة ببعض الأجهزة في الجسم ، فإن ساد جهاز ( الليمف ) كان صاحبه هادئًا فطريًا ، وإن ساد الجهاز العصبي كان صاحبه عصبيًا ، وإن ساد جهاد الدم كان صاحبه دمويًا ، وهناك أيضًا معدلات غير غددية تزيد هذا لهيبًا ، أو ذاك تبريدًا ، ولذلك نعمد نحن علماء النفس إلى تقسيم الغضب إلى الأقسام الآتية :
1- الغضب الأبيض

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا