من مفردات القرآن
– 4 –
تفسير سورة البقرة
بقلم الأستاذ محمد جميل غازي
– هذه [ فصول ] في التفسير …
– و [ نقول ] عن تراجمة القرآن …
– و [ محاولة ] جديدة لفهم القرآن الكريم على ضوء [ اللفظ المفرد ] …
4- الكتاب
{ ذلك الكتاب لا ريب فيه } [ البقرة : 2 ]
50- التصديق : قال تعالى : { مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } [ 12: 111 ] .
– إن الصدق يحوط القرآن الكريم من جهاته كلها :
– وإذا كانت الرسالة لا تتم إلا بأركان أربعة :
المرسِل : وهو الله سبحانه وسبحانه وتعالى .
المرسَل : وهو الرسول الخاتم .
والرسالة : وهي القرآن الكريم .
والمرسَل إليهم : وهم العالَمون .
– فإن القرآن قد بين أن الله سبحانه وتعالى قد شهد على صدق القرآن : { لَّـكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } [ 4: 166 ] .
كذلك فإن الرسول ( آمن بصدق القرآن ، قال تعالى : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ } [ 2: 285 ] .
كما تحدث القرآن الكريم عن الرسالة والمؤمنين بها ، فقال : { وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ } [ 39: 33 ] .
قال ابن زيد ومقاتل وقتادة : الذي جاء بالصدق : النبي ( ، والذي صدق به : المؤمنون .
* * *
51- العجب : قال تعالى : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } [ 72: 1 ] .
– وقوله تعالى : { عجبًا } وصف لنظم القرآن وإعجازه البياني .
– وقوله : { يهدي إلى الرشد } وصف لما فيه ، ولما اشتمل عليه نظمه العجيب من معان كريمة ، مضيئة بنور الحق .
– وإنما كان القرآن الكريم قرآنًا عجبًا ؛ لأسباب كثيرة ، منها :
– النظم البديع المخالف لكل نظم معهود في لسان العرب ، وفي غيره .
– الجزالة التي لا يقدر أن يأتي بها مخلوق ، مهما كانت قدرته وبلاغته .
– التصرف في لسان العرب على وجه لا يستقل به عربي ، بل لا بد فيه من اتفاق سائر الناطقين باللغة .
– الإخبار عن الأمور التي تقدمت من أول الدنيا إلى وقت نزوله من أمي ما كان يتلو من قبله من كتاب ولا يخطه بيمينه .
– الإخبار عن المغيبات في المستقبل ، والتي لا يمكن الاطلاع عليها إلا من طريق الوحي .
– العلم بالحلال والحرام ، وبسائر الأحكام .
– الحكم البالغة التي لم تجر العادة بأن تصدر – بهذه الكثرة والوفرة والسمو – من آدمي .
– التناسب في جميع ما تضمنه ظاهرًا وباطنًا من غير اختلاف .
* * *
52- الآيات البينات : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ } [ 29: 39 ] .
– والآية : هي العلامة ، بمعنى أنه علامة لانقطاع الكلام الذي قبلها من الذي بعدها ، وانفصاله عنه .
– وقيل : سميت آية ؛ لأنها جامعة حروف من القرآن وطائفة منه ، كما يقال : خرج القوم بآيتهم ، أي : بجماعتهم .
– وقيل : سميت آية ؛ لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها .
– قال القرطبي : قوله تعالى : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ } [ 29: 49 ] يعني : القرآن .
53- فضل الله : قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ } [ 10: 58 ] .
– روي عن مجاهد أن المراد بهما واحد ، وهو القرآن ، وهو مردود .
– وروى أبو الشيخ وابن مردويه من حديث أنس مرفوعًا : ” فضل الله ” : القرآن ، ورحمته : أن جعلكم من أهله .
54- الكوثر : قال تعالى : { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [ 108: 1 ] الكوثر – في اللغة – فوعل من الكثرة ، وهو المفرط في الكثرة .
وقد اختلف المفسرون في الكوثر الذي أعطيه رسول الله ( على وجوه ، منها : أنه القرآن والنبوة .
* * *
55- المنادي : قال تعالى : { رَّبَّنَا إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } .
– قال شيخ المفسرين الطبري : اختلف أهل التأويل في تأويل المنادي الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية ، فقال بعضهم : المنادى في هذا الموضع : القرآن.
ثم يقول : وقال آخرون : بل هو محمد ( .
ثم يقول : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول محمد بن كعب ، وهو أن يكون المنادى القرآن ؛ لأن كثيرًا ممن وصفهم الله بهذه الصفة في هذه الآيات ليسوا ممن رأى النبي ( ولا عاينه ، فسمعوا دعاءه إلى الله تبارك وتعالى ونداءه ، ولكنه القرآن .
خاتمة ( المصحف ) :
– لم يرد هذا الاسم في القرآن ، كما لم يرد على لسان النبي ( .
إنما ورد على ألسنة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، وأول من أطلقه على القرآن الكريم أبو بكر الصديق رضي اللَّه عنه ، بمحضر الصحابة ، ثم شاع وكثر استعماله كما رواه البخاري وغيره من الثقات .
محمد جميل غازي