دعوة إلـى مساعدة مسلمي كوسوفا في محنتهم الحالية
سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية ، ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية
من عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز إلى من يطلع عليه من المسلمين من الملوك والأمراء والأغنياء ، وفقهم اللَّه لكل خير وجعلنا وإياهم ممن يعين على نوائب الحق ، آمين .. سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته ، أما بعد :
فمما لا يخفى على الجميع ما أصيب به الشعب الكوسوفي من الظلم والعدوان والقتل والتشريد من الصرب المعتدين ، ولا شك أن ذلك يوجب على المسلمين عمومـًا التعاون مع إخوانهم المسلمين في كوسوفا والوقوف في صفهم وإمدادهم بأنواع المساعدة بواسطة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية ، وبواسطة مؤسسة الحرمين الخيرية بالمملكة أيضـًا ؛ لأن الجهتين المذكورتين قائمتان بنشاط متواصل في نصر إخوانهم في كوسوفا وإمدادهم بأنواع المساعدة .
وقد قال اللَّه عز وجل : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } [ التوبة : 71 ] ، وقال سبحانه : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } [ المائدة : 2 ] ، وقال عز وجل : { وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ } [ التوبة : 72 ] ، وقال سبحانه : { إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد : 6 ] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضـًا )) . وشبك بين أصابعه . وقال عليه الصلاة والسلام : (( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) . وقال صلى الله عليه وسلم : (( من كان في حاجة أخيه كان اللَّه في حاجته )) . والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
وأسأل اللَّه أن يخذل أعداء الإسلام ، ويجعل كيدهم في نحورهم ، وأن ينصر المسلمين ويجمع كلمتهم على الحق ، ويكفيهم شر أعدائهم ، وأن يعينهم على التمسك بدينهم والثبات عليه ، وأن يكفيهم شر الأعداء ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والسلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته .