الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

خطبة منبرية

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب التفسير (سورة النجم)

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى...

كلمة التحرير(من طه حسين… إلى حيدر حيدر !!)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: في عام 1926م نشر طه حسين – عليه من الله ما يستحق – كتابًا بعنوان «في الشعر...

موضوع العدد(القــــــرآن وحقــــائق العلـــــم)

خلق السماوات والأرض: في هذا المجال يقدم القرآن للناس حقائق أساسية عن عملية خلق هذا الكون وما فيه، فنعلم أنه: - في البدء كان الكل شيئًا...

خطبـــة منبــــريــــة
اتبـــاع الــرســول صلى الله عليه وسلم
الخطبة الأولى :

الحمد للَّه الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أنزل على عبده آيات بينات ليخرج بها الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد . وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ، وصفيه وخليله ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ، فجزاه الله خير ما يجزي نبيًّا عن أمته .
أما بعد : أيها المسلمون ، إن الله سبحانه وتعالى أرسل رسوله صلى الله عليه وسلم ليطاع وليتبع، وليتأسى به ويقتدى به ، فقال عز من قائل : { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون } ، وقال جل جلاله : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } . وقال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } ، وقال سبحانه : { وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله } ، وقال : { من يطع الرسول فقد أطاع الله } ، وغير ذلك كثير في القرآن يوجب على المسلم أن يطيع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلمفيما نهى . ذلك لأن الله أنزل عليه الكتاب وأمره أن يبينه ويوضحه ويشرحه للناس قولاً وعملاً ، فقال سبحانه : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ، فهو عليه الصلاة والسلام ترجمان الوحي والمبلغ عن رب العالمين ، فلا سبيل إلى فهم كتاب الله إلا عن طريقه فهو جبت طاعته واتباع كل ما ثبت عنه على كل من ادعى الإيمان ودخل في حظيرة الإسلام . إن الله سبحانه وتعالى أمر في كتابه بالتطهر وأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من الفرائض والعبادات والأحكام ، فكيف السبيل إلى معرفة كيفيات كل ذلك إلا بالرجوع إلى حديث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبيانه لما أجمل القرآن . فإذا أخذنا الصلاة على سبيل المثال فإنا نجد الرسول بين ما أجمل القرآن في قوله تعالى : { وأقيموا الصلاة } ، فبين كيفية التطهر لها ، والأذان والإقامة ، وعدد ركعات كل صلاة ، وما يجهر فيها وما يسر ، وما يقرأ فيها الفاتحة فقط وما يقرأ مع الفاتحة ما تيسر من القرآن وكيفية الركوع والسجود وعدد كل منهما ، ويدعى ويسبح بها في كل حركة ، وكيف يجبر النسيان بسجود السهو ، وبين أيضًا أن الصلاة عماد الدين وأن من تركها لا حظ له في الإسلام ، وأنه يخلد في النار مع فرعون وهامان وفارون وأبي بن خلف ، وبين أن مثل الصلاة في تظهير القلوب وتزكية النفوس والنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي كمثل نهر جارٍ أمام البيت يغتسل فيه صاحب البيت في اليوم والليلة خمس مرات ، فهل يبقى على بدنه شيء من القذر ؟ وفي الزكاة يقول ربنا : { وآتوا الزكاة } ، ففصل رسولنا صلى الله عليه وسلم مقادير الزكاة في الذهب والفضة ، ويكون في الأنعام والثمار والزروع وما يكون في التجارة ، وما يخرج منها عندما يحصل وما يخرج منها بعد أن يحول الحول ، ومقادير النصاب من كل نوع . وقل مثل ذلك في سائر الأحكام والعبادات ، وليس بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا من عند نفسه ؛ لأنه لا ينطق عن الهوى ولكنه وحي من الله سبحانه وتعالى . وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه أوتي القرآن ومثله معه ، وهو هذا البيان الذي فصل به مجمل القرآن وقيد مطلقه وخصص عامه .
أيها المسلمون : إن قومًا عجزوا عن تتبع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعمل بهديه وسنته ، فقالوا : لا نأخذ ديننا إلا من القرآن ولا حاجة بنا إلى شيء من الحديث ، لمثل هؤلاء يقول رسولنا عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام : “ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه ، وما وجدنا فيه من حرامًا حرمناه ، ألا وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله” . وهكذا يقطع رسول الله السبيل على أعداء الحديث في كل زمان ومكان ، ويبين في قوة وضوح أنه لا تعارض بين القرآن والحديث ، وكيف يتعارضان والحديث إنما هو بيان وتفصيل لما في القرآن ، فالقرآن هو الأصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو تركة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة ، كما قال أبي هريرة رضي اللَّه عنه ، فقد روي أنه رضي اللَّه عنه دخل السوق يومًا فقال : “أراكم هاهنا وميراث محمد صلى الله عليه وسلم يقسم في المسجد ، فذهبوا ثم عادوا فقالوا : ما رأينا شيئًا يقسم ، رأينا قومًا يقرأون القرآن ، قال : فذلكم ميراث نبيكم” فالأصل هو القرآن والحديث شرح له ، ولا غنى لنا عن الشرح حتى نفهم الأصل ، ولذلك كانت طاعة الرسول فريضة لا يمكن الإيمان مسلم أن يتحقق إلا بها ، وقد كان أصحاب رسول الله أطوع الناس له ، وأكثرهم انقيادًا له ، وامتثالاً لأمره ، وأشدهم اقتداءً وتأسيًا به ، لأنهم هم الذين عرفوا مكانة الرسول وقدروه

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا