خطاب مفتوح
إلى السيدة الجليلة جيهان السادات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فقد نشرت جريدة الأهرام الصادرة يوم الأحد 4 جمادى الآخرة 1395 الموافق 15/6/1975 أنك تسافرين إلى المكسيك على رأس وفد مصر في مؤتمر الأمم المتحدة بمناسبة عام المرأة لإلقاء كلمة مصر يوم 20 يونيو 1975.
وجاء أن أهداف عام المرأة العالمي هي :
1- العمل على المساواة بين الجنسين ، وذلك بالتوصل إلى المساواة الكاملة أمام القانون وفي كافة المجالات ، مع الالتزام بالمساواة في الحقوق الاقتصادية والواجبات الاجتماعية في المجتمع وداخل الأسرة .
ونحن وإن كنا على ثقة من تقديرك للموقف وأنك تذهبين لتمثيل مصر المسلمة – دولة العلم والإيمان – كما أنك زوج للرئيس المسلم محمد أنور السادات إلا أننا زيادة في الاحتياط أردنا أن نذكر وإن الذكرى تنفع المؤمنين ، وكما قال إبراهيم ( : { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } .
ونذكر بأن هيئة الأمم حينما طالبت بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق الاقتصادية والواجبات الاجتماعية إنما تعني المرأة غير المسلمة التي تقول عنها الصحيفة الإنجليزية جون باكويل : ” إن النظرة إلى المرأة والزواج لم تتغير حتى الآن ، فمازال مطلوبًا منها كما كان الأمر منذ عشرين عامًا أن تتخلى عن ذاتها كإنسان لتحتمي في ظلال رجل ، والدليل على ذلك أنها أيضًا بعد الزواج تتخلى عن اسمها وتنادى باسم زوجها ( مس فلان ) أما الإسلام فقد أعطى للزوجة المسلمة استقلالها الشخصي في كل تصرفاتها المالية فهي تنادي باسمها وتتجر كذلك باسمها ، وزواجها لا يلغي شخصيتها الاعتبارية في كافة المعاملات وكل المجالات ، ولهذا يقول الله تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } ، والدرجة التي للرجل على المرأة هي القوامة ، وفي هذا يقول الله سبحانه : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ } ، وهناك مجال آخر لا يمكن أن نسلم به لهيئة الأمم المتحدة ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا ؛ لأننا لن نسمع للمخلوقين ونترك الخالق ولن نطيع الضعفاء الذين يموتون وندع حكم الحي الذي لا يموت .
وهذا المجال هو مجال الميراث ؛ إذ يقول الله في سورة النساء : { يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ } [ النساء : 11 ] .
وثمت اعتبارات أخرى ، فإن الرئيس المسلم محمد أنور السادات استطاع بفضل الله ثم بسلوكه المؤدب وأسلوبه المهذب أن يجمع كلمة العرب ويوحد صفوف المسلمين ثقة منهم في دينه ، وركونًا إلى إيمانه بالله ، فلتكن كلمتك وهي كلمة مصر مستمدة من أحكام الإسلام معبرة عن مشاعرنا كمسلمين موضحة أن الإسلام هو شريعة المستقبل للعالم كله وحينئذ سيتبدل الاضطراب سلامًا ، والخوف أمنًا ، والظلم عدلاً ويرفرف السلام على العالم بجناحيه والسلام على من اتبع الهدى .
الرئيس العام
رشاد عبد المجيد الشافعي
وقبل صدور المجلة قرأنا بجريدة الأهرام نبأ مفاده أن السيدة الجليلة جيهان السادات قالت : إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي كرم المرأة وجعل لها مكانة سامية ، ونحن إذ نشكرها على هذا العمل الجليل والقول الحسن نود أن نشير إلى نبأ آخر وهو جواب سيادتها ردًا على سؤال وجه إليها : هل يمكن أن يكون رئيس جمهورية مصر أو رئيس وزرائها امرأة ، فكان الجواب : ولم لا ، إن المسألة مسألة كفاءة وليست مسألة رجل وامرأة .
ومجلة التوحيد تؤكد أن الجواب لا يمكن ؛ لأن مصر دولة مسلمة ، ولا يمكن أن تتخلى عن دينها الذي جاء به الرسول الأعظم محمد ( وهو يقول في هذا الصدد : ” لا يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة ” .