خطأ مشهور
في العدد الرابع من السنة السابعة من مجلة التوحيد (عدد ربيع الآخرة 1399) كنا قد نشرنا مقالاً لفضيلة الشيخ محمد علي عبد الرحيم الرئيس العام للجماعة في باب السنة ووردت بالمقال عبارة في صفحة 7 يقول فيها فضيلته: ” وهكذا يكون مصير شأن أهل البدع والخرافات، الذين غيروا في سنة رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم واستبدلوا الباطل بالحق… ).
وقد وردت للمجلة رسائل من بعض الإخوة القراء يلفتون أنظارنا إلى أن عبارة (واستبدلوا الباطل بالحق ) خطأ لغوي والصواب أن تكون ( واستبدلوا الحق بالباطل).
ونظرًا لأن هذا التصحيح الذي يقدمونه هو الخطأ المشهور الذي يقع فيه الكثيرون، لذلك أردنا أن نوضح الأمر على صفحات المجلة.
فإن كلمة ” بدل” بتشديد الدال أو ” استبدل ” إذا جاء بعدها حرف ” الباء “، فإن هذه الباء تدخل على الشيء المتروك، والأدلة على هذا من كتاب الله عز وجل:
1- يقول الله تعالى في سورة النساء آية 2: {وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} أي: لا تتركوا الطيب وتفضلوا عليه الخبيث.
2- يقول سبحانه في سورة البقرة آية 108: {وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ} أي: من يترك الإيمان ويلزم الكفر…
3- ويقول عز وجل في سورة البقرة آية 61: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}؟ أي: أتتركون الذي هو خير وتفضلون الذي هو أدنى؟
من هذه الأمثلة يتضح أن الذي يأتي بعد حرف الباء في التعبير ( استبدل كذا بكذا) هو الشيء المتروك الذي كان الواجب أن لا يترك.
وعلى هذا فإن العبارة التي وردت بالمقال المذكور وهي (واستبدلوا الباطل بالحق) تعني أنهم تركوا الحق الذي كان الواجب اتباعه، واتبعوا الباطل. وهذا هو المعنى المقصود. ومن هنا فلا خطأ في هذه العبارة التي وردت بالمقال بالأسلوب الذي وردت به. واللَّه الموفق للصواب.
رئيس التحرير
استدراك
في مقال (ضمانات لمنع الطلاق) الذي كتبه الأستاذ محمد جمعة العدوي بعدد مجلة التوحيد لشهر ربيع الآخر 1399 جاء الحديث عن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: “من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلاً، ومن تزوجها لمالها لم يزده الله إلا فقرًا، ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة، ومن تزوجها لم يرد إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ).
وقد لفت نظرنا الأخ أسامة شوقي أحمد من طنطا إلى أن هذا الحديث موضوع، ذكره الشوكاني في كتابه ” الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة”.
والمجلة تنشر هذا الاستدراك إظهارًا للحق. وشكر الله لك يا أخ أسامة، وجزاك الله عنا خير الجزاء.
( التوحيد )
فايل mg3
2