الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 5-11-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الثلاثاء 3 جمادى الأولى 1446 5-11-2024

حقيقة وشريعة

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

باب السنة (السجود)

 أخرج البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أسجد على سبعة أعظم...

كلمة التحرير(عقيدتنا في.. المسيح عليه السلام)

الحمد للَّه وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى.. وبعد: فهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في المسيح عليه السلام عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم،...

باب اللغة العربية (متى ينتهي العدوان على بنت عدنان)

الحمدُ للَّهِ مُنطقِ البُلَغَاءِ باللُّغَى في البَوادي، ومُودِع اللسانِ أَلَسَنَ اللُّسُنِ الهَوَادي، باعثِ النبي الهادي، مُفحِمـًا باللسان الضَّادي كلَّ مُضَادي، مُفَخَّمـًا لا تشينه...

حقيقة وشريعة ..
بقلم فضيلة الأستاذ الشيخ
محمد الغزالي
مدير عام إدارة الدعوة بوزارة الأوقاف

جلست يومًا أختم الصلاة وأردد الألفاظ المائة المأثورة ، متدبرًا ما تدل عليه من تسبيح وتحميد وتكبير ، بيد أن الشيطان سرق فكري دون أن أدري فإذا أنا أسرح في إحدى القضايا أستعرض أحداثها وأتتبع مراحلها وأتوجس من نتائجها !!
وغصت في أعماق القضية العارضة حتى ارتطمت بقاعها ولساني يحصي آخر الكلمات المائة التي تعقب الصلوات المكتوبة ، لتكون ذكرًا بعد ذكر ، وتحية بعد تحية !!!
وشعرت بتناقض بين حالي ومقالي ، وساءلني ضميري : أكنت حقًا تذكر ربك ، وتسبحه وتحمده وتكبره ؟
ولم يكن للكذب مجال ، لقد كان فؤادي في واد آخر ، وإن كان لساني يردد ما تعوده من كلمات ..
لقد كنت حاضر كغائب ، أو غائب كحاضر ، وما أستطيع الزعم بأني فيما همهمت كنت من الذاكرين !!
إن البون بعيد جدًّا بين الكلمات التي تنطق بها ، وبين معناها المصاحب لها ، المخبوء تحت حروفها ..
لو كانت إدارة الألفاظ على الشفتين تثبت معانيها للفور كما تدبر أزرار الكهرباء فتسطع المصابيح للفور ، كلنا في حال غير الحال ، ووضع غير الوضع ! ولكن المسافة شاسعة بين الكلمات ودلالتها الملاصقة .
وكم فينا من ببغاوات تجري على أفواههم كلمات جليلة ، فإذا ذهبت نلتمس حقائقها في نفوس القائلين ، وجدت الفراغ أو وجدت النقيض .
والمؤسف أن أغلب معاملتنا لله يسيل من هذه العين الحمئة !!
إن أسوأ ما يعتري الفرائض المكتوبة والعبادات الرتيبة أن يؤديها المكلفون ، وهم في شبه غيبوبة ، لا تلاحق عقولهم معانيها ولا تحصل نفوسهم حكمتها .
ويقول علماء النفس : إن درجات الحس تتفاوت عند مباشرة المرء لشتى الأعمال ، فقد يقع الإحساس في بؤرة الشعور ، وذلك في حالات الانتباه الكامل ، وقد يهبط الوعي إلى حاشية الشعور ، عند ملاحظة أمور مألوفة .
وهناك منطقة شبه الشعور التي تصحب القيام بأعمال معتادة ، وأظن بعض الدواب تشارك البشر في هذه الحالة ، فهي إذا دربت على أشغال معينة أدتها بدقة ، دون وعي طبعًا .
والتكاليف الدينية يوم تؤدى على أنها عادت مجردة ، ليس معها الصحو العقلي المطلوب تصبح إلى الأدواء أقرب منها إلى الأدوية ..
بل إن الكفار الصاحين الأيقاظ إذا التقوا في ميادين الحياة بعباد من هذا النوع المخدر الغافي سرعان ما يسبقونهم سبقًا بعيدوا ويغلبونهم غلبًا أكيدًا ..
إن الله شرع الدين موضعًا وشكلاً ، معنى ولفظًا ، يقظة نفسية وحركة بدنية ، فمن أخذ الظاهر من هذا كله وترك الباطن فهو يعبث بالدين ، ويتخذه لعبًا ولهوًا ..
ويحسن أن نفرق هنا بين عدة أحوال ، فإن المؤمن الجاد الصادق عندما يشرع في نفسك ، يقبل على الله معقود العزم حسن القصد ..
وربما اختلس الشيطان شيئًا أو أشياء من عبادته ، فهو يحزن لذلك ويتعلم الحرص والحذر . ومراتب المؤمنين في مدافعة هذه الغارات لا حصر لها …
وخيرهم من تنجح مجاهداته في صيانة عمله جوهرًا ومظهرًا ، وأعجزهم من استغفله الشيطان فشتت لبه في متاهات ليس لها آخر كلما تقرب إلى اللَّه بعمل ..
ولا بد من استبعاد النبات الملتاثة في هذا المجال ..
إنني أحيانًا أسمع الأغنية الدينية تصف مناسك الحج أو تعرض حياة الرسول . فيمتلئ قلبي بالرقة والضراعة .. ثم استحضر سيرة المغني والملحن والعازفين فأحسن فجوة رهيبة بين جلال ما يقال وفساد من يقول ..
إن الفرق الماهرة في أداء هذه الألحان الدينية هي التي تستفز الشهوات الساكنة ، وتزين مزالق الشر لألوف من الخلق وتجدد نشاط الأشرار كيما يسترسلوا في غوايتهم .
ولذا عندما أسمع مناجاة الله على لسان مغن أو مغنية أسأل النفس : أهذا ذكر لله حقًا ، أم هي صنعة الكلام والتطريب وحسب ؟
ولم التمثيل بالغناء الديني ؟
هل تتبعت مجالس القرآن التي تحف بنفر من القراء المشهورين ورأيت ما يسود هذه المجالس من صخب وخفة ؟
إن الصياح الطائش الذي يفتعله بعض السامعين يستخف للأسف هؤلاء القراء فتراهم ينسون الكتاب ، ومنزلة ، وما ينبغي له من إجلال وتوقير ، ويحولون الآي إلى نغم معجب للجهال يزيدهم ولها على وله !!
ثم ينفض الحفل الماجن دون أن ينشرح بذكر اللَّه صدر أو تدمع لخشيته عين ، أو تنعقد على طاعته إرادة ، ويئوب القارئ والسامعون إلى بيوتهم وهم يخوضون في غضب الله خوضًا !!
إن ما يطلب من الناس ليس شيئًا صعب التصور أو عسر المنال ، مطلوب من الإنسان العاقل أن يعي ما يقول ، وأن يعنيه ، وأن يفقه ما يسمع ويستوعبه ، فهل هذا تكليف بما يبهظ الهمم ؟
مطلوب من المصلي إذا وقف بين يدي الله أن يعرف من يناجي ، فإذا قال : الله أكبر ، كان شعوره أنه حضرة الكبير المتعال عاصمًا له من الالتفات إلى غيره ، ومحرمًا عليه الاشتغال بأمر دونه ، وهذا سر تسمية افتتاح الصلاة بتكبيرة الإحرام .
مطلوب من التالي للوحي أن يفك إغلاق قبله فإذا نودي سمع ، وإذ بصر رأى ، وإذا ا

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا