تنكيس الأعلام وتعطيل الأعمال عند المصيبة من البدع المحرمة في الدين
سماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
بسم اللَّه ، والحمد للَّه ، والصلاة والسلام على رسول اللَّه ، أما بعد : فقد جرت عادة كثير من الناس عند موت بعض العظماء من ملك أو أمير تنكيس الأعلام وتعطيل الأعمال ، ولا شك أن هذا بدعة منكرة ، لا يجوز فعله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، رضي اللَّه عنهم ، لم يفعلوا ذلك . وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم والمصيبة به أعظم المصائب ، فلم ينكس الصحابة الأعلام ، ولم يعطلوا الأعمال ، ثم توفي الصديق ، رضي اللَّه عنه ، بعد ذلك وهو أفضل الصحابة ، رضي اللَّه عنهم ، فلم ينكسوا الأعلام ، ولم يعطلوا الأعمال ، ثم توفي عمر ، رضي اللَّه عنه ، بعد ذلك قتيلاً ، فلم ينكس الصحابة ، رضي اللَّه عنهم ، الأعلام ولم يعطلوا الأعمال ، ثم قُتل عثمان ، ثم قُتل علي ، رضي اللَّه عنهما ، فلم يفعل الصحابة ، رضي اللَّه عنهم ، شيئـًا من ذلك ، فالواجب السير على نهجهم ، والتأسي بهم ، والحذر من البدع كلها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) . متفق على صحته . ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )) . ولقوله صلى الله عليه وسلم : (( عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، تمسكوا بها ، وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة )) .
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وإنما الواجب عند المصائب الصبر والاحتساب ، والقول كما قال الصابرون : { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } [ البقرة : 156 ] ، وقد وعدهم اللَّه على ذلك خيرًا كثيرًا ، فقال : { أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } [ البقرة : 157 ] .
والإحداد على الميت من خصائص النساء ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تحد امرأة على ميت فوق ثلاث ، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا )) .
واللَّه المسئول أن يوفق المسلمين لكل خير ، وأن يصلح أحوالهم قادة وشعوبـًا ، وأن يمنحهم التمسك بالسنة في جميع أقوالهم وأعمالهم ، وأن يعيذهم من البدع كلها ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . ولوجوب النصيحة والتحذير من البدع جرى تحريره .
وصلى اللَّه وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
تهنئة
تهنئ جمعية أنصار السنة المحمدية الأخ الدكتور / مصطفى أحمد عبد العليم ، المدرس المساعد بكلية دار العلوم والمدرس بمعهد إعداد الدعاة بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى ، وتسأل اللَّه له دوام التقدم .
وكانت الرسالة قد نوقشت بكلية دار العلوم يوم الأحد الموافق 12 من ذي القعدة 1419 هـ ، 28 من فبراير 1999 م ، وعنوانها : (( السمات النحوية بين المكي والمدني في القرآن الكريم )) بإشراف الأستاذ الدكتور / محمد عبد المجيد الطويل ، أستاذ ورئيس قسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم ، وشارك في المناقشة الأستاذ الدكتور إبراهيم حسن إبراهيم رئيس قسم اللغويات بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر ، والأستاذ الدكتور / محمد حماسة عبد اللطيف أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم .
تنويه
يرجى من الأخوة مشتركي مجلة التوحيد والذين يرسلون حوالات بريدية إلى المجلة أن يقوموا بإرسال حوالات بريدية داخلية وليست أميرية حكومية ، مع كتابة العناوين بخط واضح .
وجزاكم اللَّه خيرًا .