تعال معي لنعرف السر
إعداد: محمد جمعه العدوي
حقائق.. وراء موت أميرة
أخي القارئ الكريم:
نحن نؤمن بأن كل ما يقدم على شاشة السينما إنما هو معاول تهدم الدين والأخلاق، ونؤمن بأن جميع العاملين في هذا الميدان لهم أسلوبهم الخاص في الحياة، الذي نزهنا أقلامنا عن الخوض فيه.
وإذا ما كتبنا اليوم عن فيلم (موت أميرة) فليس معنى ذلك أننا راضون عن سائر الأفلام الأخرى وما يقدم فيها. وإنما كتبنا عن هذا الفيلم ليعلم المسلمون ما يكنه لهم أعداء دينهم، وكيف أنهم يعملون دائماً وبلا هوادة على حرب الإسلام.
رئيس التحرير
لم يدع أعداء الإسلام باباً من أبواب التشكيك بالإسلام إلا طرقوه. وأخطر أنواع هذا التشكيك ما يتم بطريق هؤلاء الذين ينتمون إلى الإسلام إما بعمد أو بغير عمد. والحدود الإسلامية أكثر تعرضاً لسهام المعتدين أكثر من غيرها بدعوى أنها « غير عصرية» أو أنها تتسم «بالوحشية والبربرية».
وعندما أخطأت «مواطنة سعودية» وأُقيم عليها الحد، كانت فرصة مواتية لهؤلاء المشككين، مع أنهم يعرفون أن هذه ليست أول مواطنة في السعودية يقام عليها الحد، فهناك العشرات يقام عليهم الحد بسبب ارتكاب جرائم مختلفة، لكن الوضع السياسي الذي يحيط بالمنطقة كلها، ساعد هؤلاء على أن يوجهوا سهامهم إلى الإسلام ممثلاً في السعودية. فهذا التفرق العربي، والمحنة التي يعيشها العرب أطمعت الخبثاء في الداخل والخارج أن يوجهوا طعناتهم بدون خوف من قوة تردعهم. كما أنهم استغلوا المناخ السياسي العفن الذي تعيشه بعض الأنظمة العربية، فشجعها ذلك على المزيد من التنديد. وما لبثت بعض هذه الأنظمة أن تبنت القضية ونفخت فيها لتساعد على إذكاء نارها كثأر من السعودية ولإضعاف مركزها، وساعدتها على ذلك القوى الصليبية المتربصة والتي توحدت أهدافها مع أهداف هذه الأنظمة، وكان أن دخلت الصليبية المعركة بكل ثقلها، وأخذ «الفيلم» ينتقل من عاصمة لعاصمة، بعد أن تسبقه دعاية مكثفة تغري «بالفرجة والاستمتاع» وكأنه سبق فني لا عهد للعالم كله به. والدليل على ذلك: أن الأفلام العربية غير واسعة الانتشار في أوروبا، لأن المواطن الأوروبي عزوف دائماً عن مشاهدتها، لأنها لم ترق إلى المستوى الفني الذي يراه في الأفلام الأوروبية من وجهة نظره، كما أن وسائل إعلانه لم تقنعه بهذه الأفلام. لكن المواطن الأوروبي أقبل على هذا الفيلم بالذات، فقد سبق عرضه «شحنات» دعائية وإعلامية مركزة القصد منها معروف. ومن هنا نشط أدعياء الفن في العالم فطبعوا ملايين النسخ من الفيلم حتى أن نسخته تباع في مصر بخمسين جنيهاً.
والواقع أن «فيلم موت أميرة» لا يستهدف الإساءة إلى السعودية وحدها، ولكنه يسيء إلى العرب والمسلمين في كل مكان من الأرض. لأن هؤلاء الذين مثلوا في الفيلم لم يقوموا بتمثيل الحادثة فقط، ولكنهم نسجوا من حولها قصة ملفقة ذات حبكة فنية، لها بداية ووسط ونهاية، على عادة الأفلام، كما أنهم اخترعوا مواقف ذات طابع مثير أظهرنا نحن العرب بمظهر المتخلفين. وقد ورد على لسان إحدى الممثلات في فقرات الحوار داخل الفيلم ما يفيد أنها اشمأزت من تخلف العرب فهي تقول: «إن هؤلاء قوم متخلفون عنا بما مقداره بضعة قرون».. لكن الشيء المخجل أن يشترك ممثلون مصريون في هذا العمل الفاضح. إنها سقطة لا يمكن أن تغتفر لهم. وقد كان الأولى بالمسئولين في مصر أن يراجعوا النص بواسطة ما يسمى بالرقابة على المصنفات وألا يُسمح تصوير بعض أحداثه في مصر.
والواقع أن السبب في هذا التهاون الفاضح هو أن هناك – كما تشير الدلائل القوية – امرأة تقف بكل ثقلها وراء إخراج هذا الفيلم، وأن ماضيها وحاضرها يؤكد أنهها على صلة بتنظيمات مشبوهة خارج مصر، وهذه التنظيمات ترسل سمومها وتوجه طعناتها إلى الإسلام والمسلمين تحت ستار الفن والفنانين. وقد منحت هذه المرأة من حرية الحركة مالم يمنح مثله لكبار الديبلماسيين. ويذكرنا دورها بالدور الذي لعبته المخابرات البريطانية في تجنيد بعض الممثلين من النصارى لتنفيذ مخططها في ضرب الخلافة الإسلامية والسخرية من الإسلام، وقد كان هؤلاء يتقاضون رواتب شهرية من السفارة البريطانية مقابل أعمالهم الفنية التي يتندرون فيها على المتمسكين بأخلاق الإسلام ويسخرون من علمائه.
والحقيقة أن بعض كبار الممثلين في مصر أفزعه هذا الموقف المخزي المتآمر على الإسلام والعروبة فقال: «أنا أشعر أن ثمة مؤامرة وضيعة قد حُبكت خيوطها لإظهار حدود الشرع الحنيف بمظهر العدوان وحب الدم والتخلف وأن ثمة رابطة عضوية تربط بين تلك العصابة الفنية التي سعت جاهدة لإنتاج الفيلم وبين أهداف العصابة وهي قطعاً ليست إنسانية ولا فنية بقدر ما هي سافلة».
وقد ألمح الرئيس السادات بذلك حين قال: «إنني ما كنت أحب أن يشترك الفنانون المصريون في هذا العمل الشائن الفاضح إنها سقطة منهم ولا شك» وبهذا يكون الرئيس السادات قد أصدر حكمه الشخصي على هؤلاء الممث