الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

رئيس التحرير
مصطفي خليل أبو المعاطي

الخميس 11 جمادى الآخرة 1446 12-12-2024

تحكيم العقل (2)

أحدث الأخبار

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

مقالات متنوعة

حمـاية أبنـاء المـوحديـن

الحمد للَّه الواحد الأحد، الذي لم يَلد، ولم يُولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، والذي بعث الرسل مبشرين...

الفواصـــــــــــل القرآنيــــــــة (دراســــة بلاغيـــة)

الحمد للَّه، والصلاة والسلام على رسول اللَّه.. وبعد: فقد أكرمني اللَّه عز وجل بالفوز بالمركز الأول في مسابقة الشعراوي القرآنية التي أعلن عنها مجمع اللغة...

باب الآداب (الأستئذان)

لقد حرص الإسلام على غرس مبادئه في نفوس أبنائه معلمـًا لهم أن للبيوت حرمات يجب مراعاتها واحترامها، ولا يمكن استباحتها دون استئذان مسبق ؛ لأن...

تحكيم العقل .. أي عقل هذا .. ؟
القسم الثاني : استعمال العقل وحدوده
للأستاذ الدكتور
أمين رضا
أستاذ جراحة العظام والتقويم بكلية طب جامعة الإسكندرية
درسنا في القسم الأول من هذا البحث المنشور في الأعداد السابقة العقل الإنساني وخواصه وحدوده ، واتصاله بالعالم الخارجي عن طريق الحواس لجمع المعلومات وتخزين الخبرة .
وندرس في القسم الثاني استعمال هذا العقل . وحدوده .
استعمال العقل وحدوده :
قد يخطئ علماء الأمس واليوم عند استعمالهم لعقولهم بإحدى طريقتين ، فقد ينبع خطؤهم من اقتناعهم بأن العلم الذي لديهم ليس بعده ولا وراءه ولا أمامه أي علم آخر . وهذا هو الغرور المتغطرس نفسه . وقد يكون الخطأ لأنهم استعملوا ما لديهم من علم واجتهدوا فيه وأسسوا نظرياتهم ، لا على أنها هي الكلمة الأخيرة ، بل على أنها النظريات التي يرتضيها عقلهم حسب علوم زمانهم .
وعلماء اليوم الذين يدرسون النظريات القديمة ويكشفون عن خطئها يحترمون علماء العصور الأولى . ويقولون عنهم إنهم كانوا ضالعين في العلوم مؤسسين لها . فمع خطئهم فقد اجتهدوا . وسار على نهجهم العلماء الذين جاءوا بعدهم . قلدوهم في الاجتهاد ولم يقلدوهم في الخطأ . فصححوا ما قاله الأولون . ولم يكذبوهم . بل احترموهم . لأن علماء اليوم يرون أنهم لو عاشوا في تلك القرون الأولى لما وصلوا بتفكيرهم إلا إلى نفس النتائج التي وصل إليها العلماء الأوائل .
والمسلمون علماء في اختيارهم لتصرفاتهم مثل علماء السنن الكونية . فهم يزنون الأمور التي تكون في نطاق إدراك حواسهم وفي محيط فهم عقولهم ، ويبنون قرارهم على ذلك ، مع إحساسهم العميق بأنه توجد أشياء كثيرة غائبة عن إدراكهم الحسي ، وتفكير عقلهم . هذه الأشياء في علم علام الغيوب فقط ، وقد تؤثر على قراراتهم في أي اتجاه ، وقد يظهر لهم مستقبلاً خطؤهم في التقدير ، وقد ينتهي قرارهم إلى عكس ما كانوا يهدفون ، وقد ينتهي إلى نتائج تتفاوت في مقدار نجاحها وإخفاقها ، ولذلك فإنهم إذا ما فكروا ودبروا ، فهم يتوكلون على اللَّه علام الغيوب ، ويقولون بإيمان راسخ : ” إن شاء اللَّه ” ، وهذا هو العلم الحقيقي ؛ لأن من يقولها يعلم أن جهله أكثر من علمه ، وأن الغيب أوسع من الواقع الملموس . أما من لم يقلها فهو مغتر بنفسه وبعلمه ، وهو أجهل من أن يدرك أن ما غاب عنه لا نهاية له ، وهو يخيل إليه أن علمه ليس بعده ولا قبله ولا أمامه ولا وراءه ولا فوقه ولا تحته علم ، في حين أنه في الحقيقة ما أوتي من العلم إلا قليلاً .
وبما أن هناك حدودًا للعقل والحواس المؤثرة فيه ، فإن الإنسان يجتهد في فهمه للأشياء ، ويصل إلى قرار بالنسبة لها ، ولا يمانع أبدًا مستقبلاً في أن يغير قراره هذا بعد أن تتضح له أمور لم تكن في علمه من قبل .
وأخشى ما يخشاه المسلم في دينه هو أن يفسر بعلمه الحاضر آية قرآنية ثم يتضح له بعد ذلك أن تفسيره كان مخطئًا لأن علمه يتغير ولكن علم الله لا يتغير ، أو أنه قال عن حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم” غير معقول ” ثم يتضح له مستقبلاً أنه معقول . فعلم الإنسان يتغير كلما تقدم الزمن بسبب تكشف الجهل شيئًا فشيئًا ، أما علم الرسول الذي ينزل عليه الوحي فإنما هو علم من عند اللَّه ، لا علم من عند الرسول البشر ، وعلم الله لا يتغير لأنه صحيح دائمًا .
علم الله سبحانه وتعالى :
خلق الله سبحانه وتعالى كل ما هو موجود في عالمنا هذا ، كل ما نراه ونسمعه ونشاهده ونحس به ونتذوقه ، كل ما ندركه وما لا ندركه .
وخلق الإنسان لا يعلم شيئًا ، وكل واحد منا يولد طفلاً ، ويبدأ يتعلم من أول لحظة يتعلم كيف يرضع وكيف يبكي ، ثم كيف يرى ، وكيف يميز ما يراه ، ثم كيف يضحك ، وهكذا حتى يكبر ، ويكبر معه عقله ، ويبدأ يدير حواسه في أرجاء هذا الوجود ، يحاول أن يفهم شيئًا جديدًا كل يوم ، ويستمر يدرس ويتعلم حتى تنتهي حياته ، وينتهي بذلك علمه ، إلا ما يكون قد سجله ، فيسبح المسجل علمًا وخبرة يتلقاها عنه الأبناء والأحفاد ، ويضيفون إليها ، وهكذا تبنى الإنسانية ثروتها العملية ، وتؤسس ثقافتها التي هي منبع حضارتها وتقدمها المستمر في مختلف ميادين الصناعة والتجارة والفلاحة والهندسة والطب والآداب وغير ذلك .
وخالق هذا الوجود يعلم ما خلق بكل تفصيل ودقة : { أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ 67: 14 ] .
وكل ما تراكم عند الإنسانية كلها من علم من يوم خلقها الله ، إن هو إلا قبس من علم الله ، وهو كثير لا يمكن أن يستوعبه أحد ، بل ولا يمكن أن يحصيه فرد أو مجموعة مهما أوتوا من آلات حديثة ، ومهما أوتوا من آلات تسجيل وحساب وتحليل إلكترونية وما ستتعلمه الإنسانية مستقبلاً أكثر وأكثر وأكثر ، ولا يمكن أن يعرفه ولا أن يحصيه إنسان أو مجموعة من الناس ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا .
هذا كله كان في علم الله عندما خلق اللَّه الوجود كله ، وكل ما تبقى من علم يغي

أخبار متعلقة

شيخ الأزهر يرد على الإساءة للرسول الكريم

استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الرسوم المسيئة التي أعادت نشرها صحيفة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، ووصفها بأنها “جريمة في حق الإنسانية”. وقال الطيب -في منشورات...

انحراف البشرية عن التوحيد وأسبابه

د. عبد الله شاكر الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، والصلاة والسلام على من أرسله...

ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق

  إعداد: مصطفى البصراتي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعدُ: ففي هذا العدد نتكلم عن مثل من الأمثال الموجودة...

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له

قصة مرض الصحابي خوات بن جبير ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له إعداد: علي حشيش الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعدُ: نواصل في هذا...

اترك رد

من فضلك أدخل تعليقك!
يرجى إدخال اسمك هنا