بأقلام القراء
الأخ عبد الله السقا بكلية الحقوق جامعة القاهرة كتب يقول
في سنوات الجهالة والسقوط التي ابتعد المسلمون خلالها عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تسللت البدع في العبادات والعقيدة وخيمت الخرافات على نفوس وألباب المسلمين في مدن مصر وقراها ونجوعها . . وعربدت الخزعبلات التي تتخذ من الدين ستارا لها ويظنها الكثيرون طاعة وتقربا ومما ساعد على تفشي هذه الخرافات وانتشارها سكوت علماء الدين وعدم مقاومتهم لهذه البدع ومما زاد الطين بلة أن بعضهم قام ويقوم بمباركة هذه الخزعبلات خشية غضب العامة
ونلاحظ عند استعراضنا لهذه الخرافات أنها تجاور الأضرحة فأول الشركيات بناء الضريح وتقديسه ومنها على سبيل المثال وليس الحصر
1 – شجرة الشيخ بلال
وهي شجرة بجوار ضريح شخص يدعى بلالا في إحدى قرى بني سويف يذهب إليها الإنسان الذي أصابه صداع في رأسه ويقوم بدق مسمار في خشبها وهو يرجو أن تساعده في الشفاء من مرضه
وما أكثر أشباه هذه الشجرة على طول مصر وعرضها فأين العلماء من هذه الخرافة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم [الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[138 الأعراف] لتركبن سنن من كان قبلكم] رواه الترمذي وقال حسن صحيح وقال الإمام أبوبكر الطرطوشي رحمه الله فإنظروا رحمكم الله أينما وجدتم سدرة أوشجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق . . فاقطعوها فهي ذات أنواط
2 – بئر أبي السعود
بجوار أبي السعود الجارحي بمصر القديمة توجد بئر قديمة يضفي عليها العامة هالات من التقديس زاعمين أن ماءها إذا استحمت به المرأة العاقر شفيت من عقمها
واستغل بعض المنتفعين ممن لا خلاق لهم ولا دين هذه الخرافة فتاجروا بهذا الماء
فهل هناك من رشيد من علماء المسلمين يأمر بهدم هذه البئر وردمها فما أشبهها بالشجرة ذات الأنواط
3 – حلقات الزار حول ضريح أبي السعود
وحول ضريح أبي السعود الجارحي أيضا وكل ثلاثاء تقام حلقات الزار فترى النسوة مختلطات بالرجال يتمايلن مترنحات على دقات الدفوف كاشفات عما حرم الله رؤيته من أجسادهن ناحرات الذبائح لعفاريتهن وشياطينهن مخالفات أمر الله ألا تكون تلك الذبائح ضمن ما أهل به لغير الله وأن من يفعل ذلك ملعون
فعن علي رضي الله عنه قال حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات [لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من لعن والديه لعن الله من آوى محدثا لعن الله من غير منار الأرض] رواه مسلم
4 – التدحرج عن ضريح المغاوري
وعلى المقطم ضريح المغاوري الذي تذهب إليه النسوة المصابات بالعقم ويتمرغن في ترابه متدحرجات على الأرض في طقوس وثنية لأنهن يعتقدن في بركة هذا الضريح والتراب الذي حوله ويعتقدن أنه ما من امرأة تفعل ذلك إلا وستشفى من عقمها
ولا يسعنا إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله
عبد الله السقا