بأقلام القراء
الأخت المسلمة فاتن محمود سلامة من بور سعيد أثارها ما جاء في مجلة (حواء) المصرية العدد 1274 الصادر في 21/2/1981 من احتجاج بعض النساء على تعميم الزي الإسلامي في كلية البنات بجامعة الأزهر فكتبت تقول
كم هو محزن هذا الخلط وهذا اللبس للحق بالباطل الذي قرأناه في مجلة حواء التي دأبت على تشويه الحقائق الإسلامية وهدم وتحطيم القيم الدينية والأخلاقية الأمر الذي كنا نحب أن تربأ بنفسها عنه
هذه الرسالة التي نشرتها المجلة بتوقيع (عضوات نادي سيدات القاهرة) إن دلت على شيء فإنما تدل على جهلهن وعدم فهمهن لأصول الإسلام الذي يدعين الانتماء إليه فهن يقدمن احتجاجا على قرار إسلامي بتعميم الزي الإسلامي في جامعة الأزهر بدعوى أن هذا القرار تعد وسلب لحرية المرأة وأنه مخالف للدستور وأنه ليس وسيلة الإصلاح المطلوبة ثم هو مخالف للإسلام في زعمهن الفاسد
لقد كان الأولى بهؤلاء إن كن صادقات في إسلامهن أن يفرحن ويشكرن الله أن وفق صاحب القرار لقراره لأن التحجب والاختمار فرض واجب على كل مسلمة وهو أصل من أصول دينها لقوله تعالى في سورة النور (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَائِهِنَّ أَوْ ءَابَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الآية 31] ولقوله تعالى في سورة الأحزاب (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الآية 59]
أما مسألة الحرية والإكراه التي يتحدثن عنها في احتجاجهن فإن الأصل أن لا إكراه في أصل الدين والعقيدة ولكن إذا قبل المرء الإسلام دينا فلابد أن يلتزم بأحكامه ولا يعد ذلك إكراها وإنما المخالفة لشرع الله هي التي تعد نقضا لأصل الإيمان يقول تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)[36 الأحزاب] ويقول عز وجل (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[65 النساء] فهل التي ترسل باحتجاجها على تنفيذ أمر من شرع الله يصح أن تدعي لنفسها الإسلام لله والإيمان به وبرسوله ؟
إن زي المرأة ليس مسألة شكلية كما جاء في ذلك الاحتجاج لأن الإسلام يهتم بالشكل والموضوع معا بالمظهر والجوهر حتى يربي في المسلمين الشخصية الإسلامية المتميزة ويباعد بينهم وبين الذوبان في غير المسلمين والذي ننتظره من صاحبات الاحتجاج أن يتقدمن باقتراح الامتناع عن الصلاة مثلا لأنها مظهر في ركوعها وسجودها وسائر حركاتها فلا داعي لها اكتفاء بما في القلب من إيمان .. سبحانك هذا بهتان عظيم
إن الإسلام عندما شرع الحجاب للمرأة وإنما أراد أن يصون عفتها ويحفظ كرامتها ويحافظ عليها مما قد يخدش حياءها وفي نفس الوقت أراد أن يحافظ على المجتمع من الشرور المترتبة على سفور المرأة ولكن جهل بعضهن بالدين جعلهن يصفن قرارا إسلاميا موفقا بأنه قرار غريب وما ذلك إلا لأنهن راضيات بل مشجعات لما عليه المرأة الآن من تقليد لنساء الغرب في تحللهن من التقاليد والآداب والأخلاق باسم حرية المرأة وباسم المساواة والتقدم والمدنية حتى أصبح العرى وظهور العورات واختلاط الرجال بالنساء أمرا عاديا بين هؤلاء لا غرابة فيه ولا استنكار له إنما الغرابة كل الغرابة أن تلتزم المرأة بتعاليم دينها
ثم تقول الأخت فاتن محمود سلامه في رسالتها
الشيء الغريب حقا أن تسوق مقدمات الاحتجاج آيات من القرآن يؤكدن بها زعمهن الفاسد مثل قوله تعالى (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ)[22 الغاشية] وقوله تعالى (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)[99 التوبة] رغم أن هذه الآيات وأمثالها وردت في أحوال الكافرين فلا يجوز أن يحتج بها من يدعي الإسل